علي شومان

ثعلب المخابرات المصرية الذى أسقط ٦ شبكات تجسس للكيان الصهيوني عام ١٩٥٨ ولمدة عام ونصف ...

* سمير الإسكندراني
🎨 سمير الإسكندراني مطرب مصري، وفنان، ورسام، ورجل مخابرات، ولد في حي الغورية بالقاهرة يوم ٨ فبراير ١٩٣٨.

- والده تاجر موبيليا، ومحب للفن .

🎓 تخرج سمير الإسكندراني من كلية الفنون الجميلة، ثم سافر إلى إيطاليا لدراسة الفن.
- عمل سمير الإسكندراني في القسم الإيطالي بالإذاعة المصرية لإجادته اللغة الإيطالية وعدة لغات أخرى ..

- ذات يوم، وأثناء تواجده في إيطاليا عام ١٩٥٨ إلتقى الطالب المصري (سمير الإسكندرانى)  بذلك الشاب المدعو (سليم) في الجامعة الذى كان بهر الجميع بذكائه وباتقانه لعدة لغات، وعلى الرغم من انبهار سمير بهذا الشاب في البداية إلاّ أن شيئاً ما بعث الكثير من الحذر في أعماقه خاصة بعد تحركاته المريبة ومعرفة سمير بموضوع جواز سفره الأمريكي عكس ادعائه بأنه عربى .

 إستطاع سمير الإسكندراني أن يخدع سليم ليعرف نواياه ليدعي أن جده الأكبر كان يهودياً وأسلم وليتزوج جدته، ولكن أحدا لم ينس أصله اليهودي، حينها سقط سليم في فخ الثعلب، واندفع يقول في حماس: "كنت أتوقع هذا.. أنا أيضاً لست مصرياً يا سمير أنا يهودى"
- قام سليم بتقديمه إلى جوناثان شميت، الذي لم يكن سوى أحد ضباط الموساد الإسرائيلي الذى عرض على سمير العمل لصالح ما أسماه بمنظمة الحبر الأبيض لمحاربة الشيوعية..

 ويروى سمير الإسكندراني :  "بمجرد أن وصلت الباخرة إلي الإسكندرية أخذ سيارة أجرة إلى القاهرة وذهب فوراً إلى بيته.
- ثم أخذه صديق لوالده على الفور إلى مبنى أنيق بمصر الجديدة ودخلوا مكتباً قابل فيه ضابطاً قدم نفسه باسم جعفر وعرف بعد ذلك أنه رئيس المخابرات (صلاح نصر)، وقال له سمير الإسكندراني :
" أنا لا أعرف حضرتك، وأنا لن اتحدث إلاّ مع الشخض الذي أعرفه الرئيس جمال عبدالناصر" .

- إتصل به ضابط من المخابرات العامة المصرية وطلب منه الذهاب إليهم في موعد ومكان محددين فذهب وأخذوه معهم إلى فيلا بسيطة بمصر الجديدة ودخلوا صالوناً به صور للرئيس جمال عبدالناصر وأولاده، ودخل عليهم الرئيس جمال عبدالناصر.

- حكى للرئيس كل ما تعرض له في إيطاليا فأعطي إشارة البدء لصلاح نصر للتعامل مع الطالب سمير الإسكندراني وكانت الوسيلة التي استقرت عليها المخابرات هي الإستمرار في العمل مع المخابرات الإسرائيلية "الموساد" .

- كان سمير ثعلباً حقيقياً، إستوعب الأمر كله والتدريبات كاملة في سرعة وإتقان، وبرزت فيه مواهبه الشخصية، وقدرته المدهشة علي التحكم في إنفعالاته .

- بعد نجاح سمير الإسكندراني في إختبار روما الذى وضعه له الموساد، زادت الثقة أكثر فطلبوا منه استئجار صندوق بريد، ووصل ثلاثة آلاف دولار داخل عدة مظاريف وصلت كلها من داخل مصر، لتعلن عن وجود شبكة ضخمة من عملاء إسرائيل، تتحرك في حرية داخل البلاد وتستنفذ أسرارها فبدأت خطة منظمة للإيقاع بالشبكة كلها .

 - وبدأت خيوط الشبكة تتكشف شيئاً فشيئاً، لقد كانت أضخم شبكة تجسس عرفها التاريخ المصري، ومعظمها من الأجانب المقيمين في مصر الذين يعملون بمختلف المهن .

 - إستطاع سمير الإسكندراني إقناع المخابرات الإسرائيلية "الموساد" بإرسال واحد من أخطر ضباطها إليه في القاهرة، وهو موسى جود سوارد الذي وصل متخفياً، ولكن المخابرات المصرية راحت تتبع خطواته في دقة مدهشة، حتى توصلت الي إتصالاته السرية برجلين هما رايموند بترو، الموظف بأحد الفنادق وهيلموت باوخ الدبلوماسي بأحدي السفارات الأوروبية، والذي ينحدر من أم يهودية .

- وبضربة مباغته، ألقت المخابرات المصرية القبض على موسى وتحفظت عليه، دون أن تنشر  الخبر، أو تسمح للآخرين بمعرفته، وتمت السيطرة عليه ليرسل خطاباته بنفس الإنتظام إلى الموساد حتى يتم كشف الشبكة كلها، والإيقاع بكل عناصرها.
- ويدأ عملاء الشبكة يتساقطون واحداً بعد الآخر، والحقائق تنكشف أكثر وأكثر،ثم كانت لحظة الإعلان عن العملية كلها، وجاء دور الإسرائيليين وهم يكتشفون أن الثعلب المصري الشاب سمير الإسكندراني ظل يعبث معهم ويخدعهم طوال عام ونصف العام، وأنه سحق كبريائهم بضربة ذكية متقنة، مع جهاز المخابرات العامة المصرية المصرية.

- وقد إستدعاه الرئيس جمال عبد الناصر، ليكافئه على نجاحه في تلك العملية، التى تسببت في إستقالة مدير المخابرات الإسرائيلية هرطابي وكافة رجال الصف الأول من رجال الموساد ...