شكلت ثنائيا فنيا رائعا مع "المهندس".. ولكن حياتهما الشخصية كانت متوترة بسبب الغيرة

كتب - نعيم يوسف
غيب الموت، صباح اليوم الجمعة، الفنانة شويكار، عن عمر يناهز الـ82 عاما، عقب تعرضها لأزمة صحية، دخلت على إثرها المستشفى أمس الخميس، وقد حفلت وسائل التواصل الاجتماعي بالكثير والكثير من التغريدات التي حملت كلمات جميلة ومؤثرة في حياة شويكار التي لقبوها بـ"سيدتي الجميلة".
 
ونعت نقابة المهن التمثيلية في صفحتها على فيسبوك الفنانة المصرية، قائلة "البقاء لله.. تنعي نقابة المهن التمثيلية وفاة الفنانة الكبيرة شويكار.. ‫رحم الله الفقيدة وألهم أهلها وجمهورها الصبر والسلوان".
 
بداية صعبة
على شواطئ عروس البحر المتوسط، في مدينة الإسكندرية، ولدت "شويكار إبراهيم طوب صقال"، في 24 نوفمبر عام 1938، من عائلة ليست مصرية بالكامل، حيث أن والدها  مصري الجنسية تركي الأصل وأم شركسية، والتحقت بمدرسة فرنسية، وتزوجت في سن صغير -عمرها كان 16 عاما- من مهندس ثري، وهو حسن نافع، وأنجبت منه طفلتها "منة الله"، إلا أنه أصيب بمرض خطير، وتوفى مبكرا، لتصبح أرملة في سن 18 عاما، وكانت تعمل وتربي ابنتها وبعدها بعامين اختارها نادي "سبورتنج" لتتوج بلقب الأم المثالية، إلى أن دخلت مجال التمثيل.
 
موهبة فنية طاغية
موهبتها الفنية الطاغية، رغم أداؤها أدوار تراجيدية صغيرة، جذبت عيني المخرج الكبير فطين عبدالوهاب، والذي أقنعها بالدخول إلى عالم التمثيل الكوميدي، لتنطلق في سماء الفن المصري، وتصبح واحدة من أبرز نجماته على الإطلاق.
 
بجمالها الفاتن، وموهبتها الكبيرة، وحضورها القوي سيطرت "شويكار" على قلوب وعقول مشاهدي السينما، ومتفرجي المسرح، وخاصة عندما شكلت ثنائيا قويا مع الفنان الكوميدي الكبير فؤاد المهندس، ليقدما نحو  160 عملاً فنيًا شملت الأفلام السينمائية والمسرحيات.
 
ظلت شويكار تقدم إلى الفن في مصر حتى السنوات الآخيرة من حياتها، ومن أبرز الأعمال التي قدمتها: "أمير الدهاء"، و"أدهم الشرقاوي"، و"اعترافات زوج"، و"حديث المدينة"، و"أنا وهو وهي"، و"أرض النفاق"، والنصابين"، و"اليوم السادس"، وزمن الممنوع"، و"قصر الشوق"، و"الكماشة"، و"ابنتي والذئاب"، و"اقتلني من فضلك"، والكثير والكثير من الأعمال الفنية.
 
"شويكار" لم تفرض نفسها على العيون فقط، بل أيضا فرضت نفسها على آذان محبيها، من خلال الغناء، ورغم أنها لم تكن مطربة، إلا أن بعض أغانيها التي أدتها مع الفنان فؤاد المهندس، مازالت تعيش وتجد قبولا واسعا حتى الآن، ومنها على سبيل المثال: "قلبي يا غاوي سبع قارات"، وأيضا: "الصيام مش كدة"، والعديد من الأغاني الأخرى.

 
الحب يطرق باب السيدة الجميلة
طرق الحب باب قلبها أثناء العمل في مسرحية "أنا وهو وهي"، وكان الطارق هذه المرة هو الفنان الكبير فؤاد المهندس، الذي طلب يدها على المسرح، وقال لها: "تتجوزيني يا بسكوتة"، لترد عليه: "وماله"، وتستمر علاقة حبهما طويلا، حتى بعد الانفصال الذي حدث بعد 20 عاما من الزواج، ثم بعدها تزوجت من السيناريست مدحت حسن.
 
تقول "شويكار" عن علاقتها بـ"المهندس": "كان لي الحبيب والصديق والزوج والأخ والمعلم وأعتقد أنني كنت الحب الأول والأخير في حياته، حتى عندما انفصلنا استمرت علاقتنا لآخر لحظة في حياته"، وبالفعل فقد ساعدت شويكار في تربية أبناء المهندس من زوجته الأولى وساعدها هو في تربية ابنتها من زوجها الأول.
 
رغم الحب الكبير بينهما، إلا أن الزوجان عاشا حياة مليئة بالتوتر والخلافات، بسبب غيرة فؤاد المهندس الشديدة على شويكار.
 
غابت شويكار عن الفن لفترة خاصة مع ظهور جيل جديد من النجوم، إلا أن المخرج خالد يوسف استطاع إعادتها للشاشة مرة أخرى في فيلم "كلمني شكرا".

 
شويكار وكورونا
نهاية شهر أبريل الماضي، أجرت الفنانة شويكار مداخلة هاتفية مع الإعلامي وائل الإبراشي، تحدثت خلالها عن ذكرياتها، وعن انتشار فيروس كورونا، وقالت: "الشعب مستهتر للغاية بالفيروس رغم دلع الحكومة وتنبيهاتها، مؤكدة أن الأجيال الحالية لم تشهد العصور الصعبة التي مرت على مصر في السابق، عندما كان يتسابق الجميع إلى الجمعيات من أجل الحصول على فرخة، من أجل إطعام الأطفال، ونسيوا اللى كان يتعمل فينا والناس بتهزر وبتستهر كنا نقعد نستنى الفراخ تنزل فى الجمعية ونجرى علشان نجيب فرخة نأكلها لأولادنا، الأملة اللى احنا فيها الآن أنا مش مصدقة نفسي ازاى الحكومة مدلعانا كدا".
 
تعرضت "شويكار" أمس الخميس لأزمة صحية، نقلت على إثرها للمستشفى، ورحلت اليوم الجمعة، تاركة خلفها إرثا فنيا ضخما.