بقلم : جمال رشدي
منذ الإعلان  من قبل السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي في 2 / 7 / 2020 عن إصدار قانون تنظيم مجلس الشيوخ الجديد، وكالعادة انطلقت اللجان الالكترونية التابعة للإخوان في التشكيك والتنمر، وهكذا أيضا ركب الموجة قاطنين مواقع التواصل الاجتماعي بالتنمر والفلسفة والهجوم والنقد علي كل مؤسسات الدولة، متسألين ما هو فائدة هذا المجلس ولماذا تلك المصروفات والرواتب، بالطبع اسئله ساقطة ثقافيًا ووطنيًا، فلو بالفعل هؤلاء يريدون إجابات علي اسئلتهم فالأمر متاح لهم عبر الجهاز الممسك بيدهم ومن خلاله يهاجمون مؤسسات مصر، فخلال عدة دقائق علي جوجل يستطيعون أن يحصلوا علي إجابات متنوعة كاملة، لكن هؤلاء لا يريدون ذلك فكل ما يريدوه ه إثبات حالة وذات علي مواقع التواصل الاجتماعي، كمثلما يفعلون في كل الأحداث ضد الوطن.
 
وان كان هناك عتاب من طرفي فلا ألوم إلا أجهزة الأعلام بكل أنواعها، لأنها فقدت المعلومة والطريقة وليس هناك إلا القلة الذين يمتلكون حقيقة المعلومة وكيفية طرحها، وعلي رأسهم الإعلامي والبرلماني مصطفي بكري والإعلامي أسامة كمال ومعهم البعض القليل، ورغم ذلك تحاول اللجان الشيطانية تشويه هؤلاء حتي يفقد الشارع المصري بوصلته الثقافية تمامًا .
 
فليس هناك من يقول للشعب أننا في مرحلة حرب هي الأشرس في تاريخ الوجود المصري، وتلك الحرب تستهدف هدم المنزل وتدمير المتجر ونسف الممتلك حتي تصبح مصر ساحة للغربان، وخراب يسمح من خلاله بإقامة مملكة إسرائيل الشيطانية المزعومة من النيل للفرات، فلو علم الشعب ذلك لما ظهرت النماذج الكريهة التي تهاجم الوطن ومؤسساته في كل حدث أو موقف..
 
سيدي فخامة الرئيس منظومة الأعلام تحتاج إعادة صياغة كاملة، بحيث يكون مكونها الأساسي هو حرف الكلمة وعمق المعرفة، حتي يستطيع أداء دور الهام في تلك المرحلة الصعبة. 
 
ورجوعًا إلي  التصويت في مجلس الشورى، لابد أن نعلم عدة أشياء أولاً مجتمعات العالم كله يعيش حالة تباعد وانعزال، وعلي اثر ذلك طالب اكبر رئيس دولة في العالم وهو نرامب تأجيل الانتخابات الرئاسية في أمريكا خوفًا من عدم إتمامها بنجاح، وأنت أيها المواطن المصري عليك أن ترقع راسك عاليًا لان وطنك قد اجري انتخابات حرة نزيه تحت مظلة حماية الجيش والشرطة والقضاء بكل سهولة ويسر.
 
فهناك عوامل عدة جعلت عملية الإقبال  ضعيفة، منها جانحة كورونا ومساحة الدوائر الشاسعة والمدة القصيرة ما بين إصدار القانون وبدء الاقتراع حوالي 40 يوم فقط، تلك عوامل منعت الكثيرين من اتخاذ قرار الترشح، بجانب منعت أيضًا وصول المرشح إلي الناخب  والتعرف عليه.
 
بجانب ذلك قانون التصالح الذي أصدرته الحكومة بطريقة ارتجالية غير مدروسة والتخبط الذي حدث في ذلك القانون مما دفع الكثيرين إلي معاقبة الحكومة بعدم نزولهم إلي صناديق الاقتراع .
 
أما الذين يهاجمون الأحزاب السياسية وعلي رأسهم حزب مستقبل وطن، اطرح عليهم سؤال هل حضرتكم نزلتم إلي لجان الاقتراع لأداء الواجب الدستوري،  هذا الحزب الذي يضم قامات في العمل الوطني والاجتماعي والسياسي وقد قام بدور كبير لقيادة ذلك الاستحقاق ومن قبله مجلس النواب الحالي في مرحلة لا يوجد فيها أي حياة حزبية بسبب سنوات مبارك العجاف الذي دمر فيها كل ما يمكن أن يكون في أي وطن ليعيش بأدني مراحل التماسك ، هذا لا يمنع أن هناك سلبيات كبيرة وعلي رأسها وجود الكثير من اعضاء الحزب الوطني المنحل في ذلك الحزب، ولابد أن يعلم قادة الحزب أن هؤلاء كانوا من احد أسباب قيام 25 يناير ضد النظام، ووجودهم في واجهة الحزب هو استهانة كبيرة بمشاعر المواطن وهذا سبب مؤكد اخر عن عزوف المشاركة.
 
واقترح أن يقوم قادة الحزب بفلترة من القاع للقمة لتطهيره تمام من معظم اعضاء الحزب الوطني المنحل، مع ضم اشخاص يمتلكون سمات وصفات ثقافة القاع واحتياجه ولغته الذي يقطنه معظم الشعب المصري.  
 
وأخيرًا كل الشكر والتقدير لكل مؤسسات الدولة المصرية وعلي رأسها الجيش المصري والشرطة والقضاء، وجميع الأحزاب التي شاركت وكل من ساهم في إنجاح هذا الاستحقاق الهام وكل من ساهم من بعيد أو قريب لنجاح الوطن مصر..