كتبت – أماني موسى
حالة من السخط والغضب تسود شوارع بيروت.. الشارع اللبناني في أوج غضبه يرفع شعارات إسقاط المنظومة السياسية كلها، وليس فقط محاسبة بعض المسؤولين، وذلك على خلفية سفينة نترات الأمونيوم التي فجرت مرفأ بيروت ودمرت العاصمة منذ أيام قليلة.
مطالبات بتحقيق دولي في انفجار المرفأ وأصابع الاتهام تشير إلى حزب الله الذراع الإيراني بالمنطقة، مطالبات أخرى بنزع السلاح عن هذا الحزب الإرهابي كما وصفه اللبنانيون، بالإضافة إلى جمع عشرات الآلاف من التوقيعات التي تطالب بعودة الانتداب الفرنسي للبنان.. من المتورط بهذا الحادث المأساوي الذي راح ضحيته آلاف القتلى والمصابين والمفقودين والمشردين الذين هدمت منازلهم إثر الانفجار؟ إلى أين يتجه الشارع اللبناني وهل هناك واقع أفضل ينتظر الشعب اللبناني بلا حزب الله الذي يجسد الذراع الإيراني الذي يعبث بأمن المنطقة؟
من جانبه قال د. عمران زهوي، كاتب وباحث سياسي، عن دعوة حسن نصر الله أمين عام حزب الله إلى الجيش اللبناني لتولي التحقيقات في انفجار المرفأ، أن خطاب نصر الله كان هادئًا وموزونًا، فنحن اليوم أمام كارثة وزلزال لم نر مثيلاً له رغم كل الحروب التي مرّت على لبنان.
وأضاف في لقاءه مع وكالة أنباء روسيا اليوم، أن بيروت أعلنت مدينة منكوبة، لذا ينبغي على كل الفرقاء السياسيين أن يكونوا على قدر المسؤولية، فلا وقت للمناكفات، اليوم لدينا كارثة حلّت على هذا البلد، 300 ألف مواطن لبناني اليوم باتوا بلا مأوى، أكثر من 154 شهيد بخلاف آلاف المصابين، ولدينا قبل الانفجار مشاكل اقتصادية جمة، ولذا على كافة السياسيين أن يبتعدوا عن أي ما يفرق وأن يتفقوا لكي يخرج لبنان من هذا النفق المظلم.
وقال د. نزيه الخياط، قيادي في تيار المستقبل، هذا الحدث الجلل هو كارثة وطنية كبيرة حلت بلبنان، في المرفأ الذي ارتبط اسمه في بداية إعلان دولة لبنان الكبير ككيان مستقل منذ 1920، ومن ثم هذه العملية الإجرامية التي أوصلتنا إلى هذه المأساة الكبرى ترتب عليها نكبة مالية وإنسانية أصابت لبنان وشعبها.
مضيفًا، على كافة القوى السياسية في لبنان وعلى رأسهم الحكومة أن يعيدوا تقييم الخطابات السياسية وعلى الشعب أن يقوم بالتغيير.
وعن إجراء تحقيق دولي في هذا الحادث، قال جاسم محمد، رئيس المركز الأوروبي العربي لدراسة مكافحة الإرهاب، ربما الأجهزة الاستخباراتية والأمنية بلبنان لديها معلومات أكثر حول هذا الحادث، لكن لا ضرر أن تقدم هذه الأجهزة الدعم والمعلومات لأطراف دولية تشارك بالتحقيق، وأؤكد أن الأجهزة الأمنية اللبنانية قادرة على إجراء تحقيق، لكنها تحتاج إلى دعم خارجي من قبل أجهزة أمنية لدولة أخرى ربما تمدها بتقنيات أكثر دقة من صورًا جوية ورصد اتصالات وخلافه تساهم في نتائج صادقة حول أسباب هذا الحادث المأساوي.
