كتب - نعيم يوسف
شهدت الأيام والساعات الماضية، انتشار العديد من التقارير حول صحة أمير الكويت، الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، وصلت إلى درجة الشائعات حول وفاته، كما انتشرت التقارير الصحفية والإعلامية التي تتحدث عن خليفته، بينما يقبع الرجل التسعيني على أحد الأسرة بمستشفى بالولايات التمتحدة ليتلقى العلاج، إثر وعكة صحية أصيب بها في الأيام الأخيرة.

أمير ابن أمير
في مدينة "الجهراء"، شمال غرب العاصمة الكويتية، ولد صباح الأحمد الجابر المبارك الصباح، في 16 يونيو عام 1929،وهو الابن الرابع لأحمد الجابر الصباح من منيرة العثمان السعيد العيّار، وتلقى تعليمه في الكويت بالمدرسة المباركية، فهو سليل عائلة كلها أمراء، حيث أنه ابن الأمير أحمد بن الأمير جابر الثاني بن الأمير مبارك الكبير.

رغم تنعمه في البلاط الأميري منذ نعومة أظافره، إلا أن البداية الحقيقية لدخوله المعترك السياسي كانت في سن 23 عاما، وبالتحديد في 19 يوليو 1954، حيث عينه أمير الكويت آنذاك، عبد الله السالم الصباح، عضوًا في "اللجنة التنفيذية العليا" وهي بمثابة مجلس الوزراء في يومنا هذا، وقد عُهد إليها بمهمة تنظيم دوائر الدولة ووضع خطط عملها ومتابعة التخطيط فيها.

تفرد في المجال السياسي
كان صباح متفردا في المجال السياسي منذ البداية، فهو أول وزير إعلام، وثاني وزير خارجية في تاريخ الكويت، وترأس مجلس الوزراء، وفي عام 2006 زكاه المجلس ليكون أميرا للبلاد.


ناصر المرأة وحقوقها
خلال المناصب التي شغلها قام بالعديد من الإنجازات لبلاده، حيث يعود له الفضل في توجيه السياسة الخارجية للدولة والتعامل مع الغزو العراقي للكويت في عام 1990، وقام بعدة إصلاحات سياسية أبرزها دخول المرأة لأول مرة عضوًا في مجلس الأمة في ثالث انتخابات نيابية تجري في عهده، وسمح للمرأة بدخول السلك العسكري، وأعاد التجنيد العسكري الإلزامي في الكويت، وشهدت الكويت في عهده نهضة تنمويّة شملت مختلف المجالات.

حكيم العرب.. وأمير الإنسانية
بسبب دوره المتوازن في المنطقة، أطلقت عليه وسائل الإعلام وبعض القادة لقب "حكيم العرب"، وفي 9 سبتمبر عام 2014، كرمته الأمم المتحدة بلقب "قائد للعمل الإنساني" وسُمِّيَت الكويتُ "مركزًا للعمل الإنساني" تقديرًا من المنظمة الدولية للجهود الذي بذلها الأمير وبذلتها الكويت خدمة للإنسانية، كما لُقِّب بـ"شيخ الدبلوماسيين العرب والعالم" و"عميد الدبلوماسية العربية والكويتية"، كما وصفه البعض بأنه "أمير الإنسانية".

داعم قوي لمصر
تميزت سياسة الأمير الكويتي المحنك بالدعم الكبير لمصر، فهو يعرف جيدا قدر العاصمة المصرية في ميزان الإقليم، وفي عهده تمتعت الكويت ومصر بعلاقات متميزة، وبعد ثورة 30 يونيو أعلن عن مساندة مصر ودعمها بمليارات الدولارات، بالإضافة للمساندة السياسية والدبلوماسية للنظام المصري الوليد عام 2013، وأشاد به الرئيس عبد الفتاح السيسي عدة مرات في مناسبات مختلفة، بينما وصف الأمير الكويتي الرئيس المصري في زيارته الأخيرة قائلا: "يزورنا رجل شجاع".

دور كبير من سياسي كبير
رغم كبر سنه، وبلوغه سن التسعين، إلا أنه أدى دورا ومجهودا كبيرا في الوساطة بين السعودية والإمارات والكويت والبحرين ومصر، من جانب، وقطر من جانب آخر، ورغم فشل هذه الجهود، إلا أنها كانت محل تقدير من الجانبين.

على الجانب الشخصي، تزوج من الشيخة "فتوح السلمان الحمود الصباح" في أربعينيات القرن العشرين، وهي ابنة عم والده، وتوفيت زوجته قبل الغزو العراقي للكويت، ولم يتزوّج بعدها. لديه منها بنت واحدة وثلاثة أبناء وهم: ناصر، وحمد، وأجمد، وسلوى.