محلل: فرنسا تستطيع التأثير من خلال المساعدات وإعادة الإعمار.. وماركون له علاقة قوية بالشارع
 
كتب - نعيم يوسف
بعد ساعات قليلة من انفجار المرفأ في بيروت، وبينما تحاول لبنان رفع ركام وحطام الكارثة، خرج الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بتصريحات متتالية عن دعم لبنان واللبنانين، وخلال ساعات ظهر الرئيس الفرنسي في شوارع بيروت ملتحما بالناس الذين استقبلوه استقبال البطل، بل وشكوا له من رئيسهم.
 
الأمر لم يتوقف عند هذا الحد، بل انطلقت حملة توقيعات لعودة الانتداب الفرنسي، شارك فيها العديد من المشاهير، ووصل الأمر إلى توقيع 50 ألف شخص عليها خلال ساعات.
 
بصيص أمل.. ولكن
وقال إلياس مصبنجي، الرئيس الفخري لجمعية الصحافة الأجنبية، إن الخطة التي يحملها الرئيس الفرنسي، إيمانول ماكرون، إلى لبنان، تعتبر بصيص أمل، ولكنه لا يحمل عصا سحرية لحل مشاكل لبنان التي تعتبر "سرطان" في الجسم اللبناني.
 
وأضاف "مصبنجي"، أن الرئيس الفرنسي اعتاد أن يبدأ في السير، ثم يجر معه دولا أوروبية، لافتا إلى أنه ذهب إلى لبنان، وتوجه إلى الشعب اللبناني، وهمش في كلامه المسئولين، مشيرا إلى أن تصريحاته التي قالها حول إصلاح النظام، كانت صائبة، ولكن البرنامج الخاص به كان يمكن أن يحدث بطريقة أفضل لتفادي الكلمات المؤسفة التي حدثت من قبل بعض اللبنانين.
 
علاقة قوية
وأشار الرئيس الفخري لجمعية الصحافة الأجنبية،  إلى أن العلاقة القوية بين فريق سعد الحريري، وفرنسا، لا تعتبر عائقا أمام قدرتها على التموضع بين الفرقاء، لإحداث تغيير في لبنان، لافتا إلى أن فرنسا لم يبق لها في منطقة الشرق الأوسط ركيزة سوى لبنان، ولديها الإمكانيات، وتجرأ "ماكرون" بالذهاب إلى لبنان وتحدث مع الناس في الشارع.
 
وأكد في لقاء مع قناة "فرانس 24"، أن فرنسا أو غيرها لا تستطيع فرض شيء على لبنان، ولكنها تستطيع المساعدة من خلال "سلاح المساعدات، والإعمار"، مشددا على أن هناك إمكانية لتمرير فكرة "ماكرون" بإعادة النظر في التغيير السياسي بلبنان.
 
من اللاعب المؤثر؟
أما زياد الصايغ، المحلل السياسي في لبنان، فقال إن الرئيس الفرنسي تحدث بلغة الشعب اللبناني، وهذا تحول مفصلي، وتحدث عن تغيير "السيستم"، ولم يتحدث عن تغيير الدستور، مشيرا إلى أن "ماكرون" يحمل مبادرة لحل أزمة لبنان، كما أنه لديه علاقات قوية مع بعض المؤثرين في لبنان.
 
وشدد "الصايغ"، في نفس اللقاء، على أن الشعب اللبناني لن يسمح لأي جهة خارجية بلعب دورا أساسيا، موضحا أن اللاعب الأساسي هو الشعب، ولذلك نزل "ماكرون" إلى الشارع للحديث معهم قبل الذهاب إلى المسئولين والحديث معهم.
 
ولفت المحلل السياسي، إلى أن المنظومة الدولية كانت مقتنعة بأن المنظومة السياسية الحالية قادرة على الإصلاح، ولكن الآن هذه النظرة سقطت، مشيرا إلى أن الرئيس الفرنسي تفهم أن مطالب الشعب اللبناني هي التي يجب أن تتم.
 
مبادرة إلى لبنان
في السياق، يرى مصطفى طوسة، الكاتب الصحفي، إن هذه الزيارة أوفت بكل وعود وتعهدات ماكرون، مشيرا إلى أنه كان يتوجه إلى لبنان للحديث مع الشعب اللبناني، وهو ما حدث بالفعل، لافتا إلى أن "ماكرون" لديه اتصالات وثيقة بالمؤثرين في الشارع اللبناني، موضحا أنه في سابقة هي الأولى من نوعها أعلن استعداده لدعم تغيير المنظومة السياسية في البلاد.
 
وأكد أن "ماكرون" قد يحاول أن يجمع الفرقاء اللبنانيين، وأن يطرح مبادرة جديدة لجمع شملهم، وبالنسبة للداخل الفرنسي هذا شيء غير مسبوق، وهذا يعني أن باريس تولي لبنان أهمية غير مسبوقة.