كتب – روماني صبري 
شريف حتاتة .. روائي مصري ومناضل شهير ، عرف بحبه للألوان الصاخبة وهو ما جعله يرتدي قمصان صاخبة الألوان حتى بعد تجاوزه التسعين ، رقص كشاب صغير في حفل زفاف ، ما أدهش الكثيرين حتى ذهل هو الآخر من نفسه ، ففكر أن يحفظ هذا المشهد الجميل كما رآه في روايته الأخيرة "رقصة أخيرة قبل الموت"، ليقول قوله عبارته الشهيرة "لا بد أن يظل الإنسان يرقص حتى آخر أنفاسه طالما استطاع ..هذه رسالتي" .
 
البداية 
ولد حتاتة عام 1923 في انجلترا لأب مصري يسمى "فنح الله حتاتة باشا "، وأم انجليزية ، التحق والده بالمدارس الغربية ، وكان من ملاك الأراضي ، درس حتاتة القليل عن الزراعة ، لأنها كانت المجال الذي اعتمدت عليه أسرته كمصدر للدخل ، وتخرج في كلية الطب جامعة القاهرة عام 1946 .
 
رفضه للإقطاعية 
رأى حتاتة أن والده يعامل الفلاحين بجفاء وفطور وقسوة شديدة ، وهو ما جعله يدخل في حالة نفسية صعبة ، كانت الشرارة الأولى في دخوله العمل النضالي ، ليعلن بعدها رفضه للنظام الإقطاعي وانه يخجل من نفسه لأنه وريث الإقطاعية .
 
التحول الكبير في حياته 
اعتنق حتاتة الفكر الماركسي ، رغم انه ينتمي للطبقات الغنية ، وبعدها أصبح يصاحب الشباب الفقير ، حتى انضم لحركة اليسارية  "الديمقراطية للتحرر الوطني " ، وبسبب اعتناقه هذا الفكر الاشتراكي ، اعتقلته السلطات المصرية وقتها ليمضي في السجن 14 سنة في عهد الملك ، وكذلك أمضى 10 سنين أخرى في عهد الرئيس جمال عبد الناصر .
 
حتاتة والسعداوي 
تزوج حتاتة من الكاتبة والروائية الشهيرة الدكتورة نوال السعداوي بعد أن التقيا عام 1964 ، وأنجب منها ولد "عاطف" ويعمل مخرجا سينمائيا،  ويذكر أنها من اقترحت عليه كتابة الروايات ، حيث كان مترددا في ذلك الوقت ، وكان يقول لها من المستحيل أن يكون حتاتة أديبا ، وبعد قترة كتب روايته الأولى " العين ذات الجفن الحديدي" ، الذي استعرض فيها تجربة الاعتقال والحياة في السجن .
 
وعندما كتبت نوال كتابها " سقوط الإمام"،الذي كان سببا في شهرتها الكبيرة وتعاستها أيضا ، فضلا عن تهديدها بالقتل ، كان حتاتة سندا لها ، دعمها كثيرا وقتها ، حتى عندما فصلت من وزارة الصحة بسبب كتابها "المرأة والجنس"، ظل بجوارها ولم يخشى مساندتها .
 
وشهد عام 2010 انفصال الزوجين اللذين عاشا سنوات طويلة في قرية حتاتة ، وأكد حتاتة لجريدة المصري اليوم ، انه طلق نوال مساء السبت الموافق أول مايو 2010 ، وإنها لم تعد زوجته منذ ذلك التاريخ ، رافضا الإفصاح عن سبب الطلاق ، وعبر مكالمة هاتفية للجريدة ذاتها قال: هذه مسائل شخصية ومن المستحيل أن أتحدث فيها  .
 
وتزوج حتاتة بعدها من الكاتبة والناقدة السينمائية المصرية أمل الجمل ، ولم ينفصل عنها حتى وفاته.
 
مؤلفاته 
ولحتاتة العديد من الروايات والكتابات السياسية ومنها :
 
رواية العين ذات الجفن المعدني 1974،الهزيمة (رواية)  1978، الشبكة (رواية) 1981، قصة حب عصرية ، نبض الأشياء الضائعة ، عمق البحر، عطر البرتقال الأخضر، ابنة القومندان، الوباء رقصة أخيرة قبل الموت، النوافذ المفتوحة -  سيرة ذاتية، طريق الملح والحب – يوميات ، رحلة إلى آسيا – أدب رحلات، يوميات روائي رحال- يوميات-، وفي الأصل كانت الذاكرة تجربتي في الإبداع -دراسات أدبية- ، فكر جديد في اليسار - كتابات سياسية ،  العولمة والإسلام السياسي- كتابات سياسية -، فكر اليسار وعولمة رأس المال - كتابات سياسية .
 
الرحيل 
رحل الدكتور حتاتة عن عالمنا يوم 21/5/2017، داخل إحدى المستشفيات بألمانيا وكان وقتها في التسعين من عمره .