خالد عكاشه
*في مفاوضات عمان السرية، بين الولايات المتحدة وإيران.. بخصوص الاتفاق النووي
وفي جلسة بين جون كيري وجواد ظريف، كان الحديث عن تقليص التواجد الإيراني
بالدول العربية التي تمددت بها، كبند لتمرير الموافقة الأمريكية على (اتفاق 5 + 1).
*حينها كانت الحرب في اليمن على أشدها، لذلك جاءت اليمن كأول الدول التي لوح
كيري بأن الولايات المتحدة لو قررت وضع ثقلها في كفة التحالف العربي.. سيكون
هذا كفيلا بتدمير التدخل الإيراني.. فمن الضرورة خروج إيران من هناك طواعية.
*جاءت إجابة ظريف؛ سريعة وحاضرة ـ بدلالة أنها كانت جاهزة ـ لطرح من هذا
النوع، حينها قال لوزير خارجية أمريكا.. في حال جرى تدخل منكم على هذا النحو
لا تنتظر أن يكون هناك (دولة الكويت) في اليوم التالي، هنا يقصد الاستحواذ وليس
التدمير.. وأبلغ كيري ألا يضعه في اختبار من هذا النوع، فهذا الخيار على درجة
من الجاهزية قد تدمر ما هو أبعد من اتفاق .. توسطت سلطنة عمان لانجازه.

*لم يعد جون كيري لهذا الموضوع مرة أخرى، ولم يكمل باقي البلدان العربية التي
كان قد تجهز لطرحها (العراق ـ سوريا ـ لبنان) .. حيث تبخر هذا الشرط للأبد.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

*هذا الحديث بكلماته وسكناته وملامح وجوه المتحدثين ومستمعيه .. وصل الكويت لاحقا
فانخرطت على نحو مفاجئ، وبهمة عالية، وبضمانات سخية، في عملية وساطة يمنية
باءت بالفشل، والكويت تدرك من اللحظة الأولى أنها ذاهبة للفشل لا محالة.. حيث ظلت تدار
بالهواتف يوميا (طوال شهر كامل) من طهران، وصنعاء، وصعدة.
*سلطنة عمان التي استمعت لهذا الحديث بكامله .. وشاهدت ما قام به باراك أوباما
وقراراته لجون كيري طوال جلسات المباحثات، وما استتبعه من الوصول للاتفاق
بكامل الشروط الإيرانية.. اتخذت على الفور خطوات تباعدها للخلف عن دول التحالف
بل وسجلت وقوفها.. ضد الكثير من الخطوات التي تمت بعد هذه الجلسات في اليمن.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

*هل هذا يفسر لما لم يكن للكويت أو للسلطنة، موقفا مساندا للدول الخليجية في مقاطعة قطر    
هذا حاضر بالفعل.. لكن التفسير الإضافي والذي يدركه الكثيرون بالكويت والخليج
أن الكويت، منذ هذا التاريخ، تمضي قدما بعيدا عن الصف العربي برمته.. وليس عن مصر وحدها
فلولا بقية من خجل، وبعض من النفوذ القديم الباهت للسعودية والإمارات والبحرين بها
لطالهم منها ما يطال مصر وغيرها منذ سنوات .. فالكويت اليوم؛ ليست الكويت القديمة.
*والجالية المصرية الكبيرة نسبيا هناك، تظل تمثل خيطا غليظا يربطها بملمحها العربي
وهذا سيجري تقليصه لا محاله، وستخفض أعدادها خلال الفترة القادمة دون شك.
*هي بواقعية أسرتها الحاكمة، ونخبتها النافذة بالقرار .. أدركت أن ثمن بقاءها ورقبتها،
 أن تصدق بأنها صارت ترسا مخفيا ـ أو مؤجلا ـ في الآلة
الإيرانية، بعد أن استحوذت بخيوطها الناعمة على مقدراتها كاملة، وأبقت بعض الفتات هنا وهناك
المسموح الوحيد بتواجده حوله (الفتات) .. ليس أي مكون خليجي أو عربي، فقط عناصر الإخوان.