بينما يحاول العالم لمكافحة فيروس كورونا التاجى، حذر الباحثون من تهديد مميت وهو الحرارة الشديدة، إذ تزداد درجات الحرارة فى جميع أنحاء العالم بسبب الاحتباس الحرارى ويمكن أن تقتل عددًا أكبر من الناس من الأمراض المعدية الحالية مجتمعة.

 
وجد الفريق أنه إذا لم يتم كبح انبعاثات غازات الدفيئة، يمكن أن تقتل موجات الحر 73 شخصًا من كل 100 ألف بحلول عام 2100، وهذا هو نفس عدد الوفيات المرتبطة بفيروس نقص المناعة البشرية والملاريا والحمى الصفراء مجتمعة.
 
بعد دراسة درجات الحرارة والوفيات، أظهرت النتائج أن الأشخاص الذين يعانون من مشاكل فى القلب والأوعية الدموية هم الأكثر عرضة للخطر.
 
ووفقا لموقع "ديلى ميل" البريطانية، يأتى هذا التحذير من فريق يضم أكثر من 30 عالمًا فى مختبر تأثير المناخ، الذى جمع 399 مليون سجل وفاة من 41 دولة للدراسة.
 
تظهر السجلات أن التأثير المباشر للحرارة الشديدة، الذى ينتج عنه الإجهاد الحرارى أو ضربة الشمس، أثر فقط على جزء صغير من الوفيات المرتبطة بارتفاع درجات الحرارة.
 
ومع ذلك ، كانت أكبر نسبة من الوفيات المرتبطة بالحرارة ناتجة عن تأثيرات غير مباشرة، حيث من المعروف أن الحرارة تزيد من خطر الإصابة بالأزمات القلبية بين أولئك الذين يعانون من مشاكل فى القلب والأوعية الدموية.
 
وقال أمير جينا، اقتصادى البيئة والتنمية فى جامعة شيكاغو والمؤلف المشارك للدراسة، فى رسالة بريد إلكترونى أنه عندما يتعرض شخص يعانى من مشاكل فى القلب للحرارة الشديدة، يبدأ جسمه فى ضخ المزيد من الدم حوله، محاولًا البقاء بارد ويضع ضغطًا إضافيًا على النظام.
 
كما تشير العديد من الدراسات السابقة، يتنبأ التقرير الحالى بأن السكان فى المناطق الأكثر دفئًا فى العالم سيرون أعلى عدد من القتلى.
 
وهذا يشمل بنجلاديش وباكستان والسودان، والتى يمكن أن تشهد ما يصل إلى 200 حالة وفاة لكل 100،000 شخص.
 
ومع ذلك، فإن زيادة عدد القتلى لن يكون فقط لأن هذه المناطق ساخنة بالفعل، بل يرجع ذلك أيضًا إلى حقيقة أنها فقيرة ولا يمكنها تحمل أنظمة تبريد مناسبة.
 
ويتنبأ جينا وفريقه أيضًا أنه إذا لم يتم خفض غازات الاحتباس الحرارى، فإن الوفيات المرتبطة بالحرارة ستكلف 3.2 فى المئة من الناتج الاقتصادى العالمى فى العالم بحلول نهاية القرن.
 
من خلال الدراسة، وجد الباحثون أن طنًا واحدًا من ثانى أكسيد الكربون المنبعث يكلف العالم 36.60 دولار من الأضرار.