سليمان شفيق
لاوالت ليبيا تشهد الانقسام بين حكومة الوفاق المدعومة من الاتراك والمليشيات والجيش الوطني الليبي بقيادة المشير حفتر .

شهدت العاصمة الليبية من أمس الاثنين  تظاهرات ضد حكومة فايز السراج نتيجة تدني الخدمات العامة حيث تشهد طرابلس أزمة انقطاع كهرباء حادة،كما ندد المتظاهرون بانتشار المرتزقة وتعريض حياة المواطنين الليبين للخطر على أيدى الميليشيات المسلحة ومرتزقة تركيا.

وندد المتظاهرون بانتشار المرتزقة وتعريض حياة المواطنين الليبين للخطر على أيدى الميليشيات المسلحة والمرتزقة الذين أرسلتهم تركيا إلى البلاد، بعد ارتكاب الميليشيات لعمليات سرقة ونهب وابتزاز بحق المواطنين.

وتعاني العاصمة طرابلس ترديا يوصف بالمهول في الخدمات العامة، وتواصل انقطاع الكهرباء لمدة تزيد عن 16 ساعة في بعض الأحيان، وسط تساؤلات حول سبب هذا "التعثر" رغم وجود موارد مالية مهمة.

من جهة أخرى، كشفت مصادر عسكرية ليبية لسكاي نيوز عربية عن حدوث انشقاقات بين جبهات المرتزقة والميليشيات في طرابلس.

وأوضحت المصادر أن الانقسام يتمثل في جبتهين يقود إحداهما وزير داخلية السراج، فتحي باشاغا، والأخرى بقيادة  أسامة الجويلي بعد قيام قوة من عناصر باشاغا القبض على مرتزقة تابعين لميليشيات الجويلي في منطقة ورشفانة.

من جهته، أوضح مدير التوجيه المعنوي بالجيش الوطني الليبي العميد خالد المحجوب، في حديث لسكاي نيوز عربية أن الصراعات بين الميليشيات في طرابلس نابعة من رغبة كل طرف منهم في السيطرة على عملية صنع القرار أو نتيجة الاختلافات الآيدولوجية.

وكشف المحجوب عن نية تركيا إقامة منطقة خضراء داخل العاصمة الليبية طرابلس، وهو الأمر الذي بدأ يثير حفيظة وقلق المواطنين الليبيين في طرابلس.

وأشار إلى أن الأتراك يقومون بتدريب المرتزقة السوريين في طرابلس، عوضا عن تدريب قوات ليبية، وسط تقارير عن استمرار قدوم المسلحين من سوريا عن طريق تركيا.

من جهة اخري أكد قائد الجيش الليبي، المشير خليفة حفتر، يوم الأحد، أن الشعب الليبي قادر على تلقين الغازي التركي درسا كبيرا، مشيرا إلى أن قوات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان جاءت إلى ليبيا للبحث عن موروث أجدادها والتي ستواجه بالرصاص.

وفي كلمة أمام إحدى كتائب الجيش الليبي، قال حفتر "إن هذا المعتوه (أردوغان)  جاء للمرة الثانية ليقول أنه يبحث عن موروث أجداده، ونحن نقول له موروث أجدادِك سنترجمه لك بالرصاص".

وتوعد قائد الجيش الوطني الليبي "المستعمر التركي" بالتصدي له وطرد مرتزقته من الأراضي الليبية، مؤكدا أن الشعب الليبي لم ير منه سوى القتل والشر والجباية خلال 300 عام من الاحتلال التركي.

وأكد حفتر أن الشعب الليبي لن يقبل بالاستعمار مرة ثانية الذي ذاق منه النهب والسلب مؤكدا أن الجيش سيواصل الدفاع عن الوطن من المعتدين.

من الانقسام الليبي الي الانقسام الدولي يشأن ليبيا :
دعا السفير الألماني لدى الأمم المتحدة كريستوف هويسغن ، الولايات المتحدة إلى عدم عرقلة جهود الأمين العام للمنظمة الدولية أنطونيو غوتيريس، لتعيين مبعوث جديد إلى ليبيا خلفا لغسان سلامة الذي استقال قبل خمسة أشهر تقريبا، جاء ذلك حينما قال سفير ألمانيا لدى الأمم المتحدة كريستوف هويسغن ، إن الولايات المتحدة يجب ألا تمنع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس من تعيين مبعوث جديد للمنظمة الدولية إلى ليبيا خلفا لغسان سلامة الذي استقال قبل خمسة أشهر تقريبا.

كان غسان سلامة ، الذي رأس بعثة الأمم المتحدة مكلفا بمحاولة التوسط في اتفاق سلام، قد تنحي تحت الضغوط وذلك بعد فشل أحدث مساعيه لصنع السلام، واعتبر دبلوماسيون غربيون  أن الولايات المتحدة تريد الآن تقسيم الدور لجعل شخص واحد يدير بعثة الأمم المتحدة، المعروفة باسم بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، وشخص آخر للتوسط من أجل السلام في ليبيا.

وفي السياق، قال هويسغن "كانت هناك تساؤلات أثارها شركاؤنا الأمريكيون فيما يتعلق بهيكل بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا. نعتقد أنه يمكن مناقشة ذلك، ولكن يجب على الولايات المتحدة ألا تمنع الأمين العام من تعيين شخص يحل محل غسان سلامة".

كما قال دبلوماسيون إن مجلس الأمن عادة ما يعطي الضوء الأخضر على هذه التعيينات بتوافق الآراء، لكن بعض الأعضاء الخمسة عشر لا يؤيدون المقترح الأمريكي بتقسيم الدور.

وأشار هؤلاء أيضا إلى أن غوتيريس اقترح أن تحل وزيرة خارجية غانا السابقة، ومبعوثة الأمم المتحدة الحالية لدى الاتحاد الأفريقي حنا تيته محل سلامة، وتقول واشنطن إنها يمكن أن تدعم ترشيحها بعد أن يعين غوتيريس وسيطا خاصا.

من جهتها، اقترحت الولايات المتحدة تعيين رئيسة الوزراء الدانمركية السابقة هيلي ثورنينغ شميت مبعوثا خاصا، لكن دبلوماسيين قالوا إنها انسحبت من تلقاء نفسها، وتتطلع واشنطن الآن إلى مرشح جديد.

في هذا السياق كانت روسيا وتركيا قد اتفقا الاسبوع الماضي علي وقف اطلاق النار بين قوات المليشيات التركية الموالية لحكومة الوفاق وبين الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير حفتر ومن جهة اخري كانت حكومات اوربية تتفاوض مع مصر وحفتر علي ان تكون مناطق البترول تحت حماية دولية واشترطت مصر علي خروج المليشيات الارهابية والاتراك ، ولكن الاتراك اشترطوا ابعاد حفتر ، وتعثرت المفاوضات ولكن الحرب الكلامية مستمرة ، وسط توقعات خبراء بأن المشكلة الليبية رهنا بأنتهاء الانتخابات الامريكية واتفاق روسي امريكي .