محمد حسين يونس
التنوع الثقافي الذى عشناة في ستينيات القرن الماضي .. في محاولة للحاق بقطار المعاصرة .. كان ملفتا و غنيا خصوصا في الموسيقي و الغناء .. فبجوار عشاق الست التقليدين أو عبد الوهاب أو عبد الحليم و فريد الأطرش و شادية و نجاة ....

كان هناك من يستمعون في المناسبات الدينية ( رمضان و الموالد ) داخل صواوين مقامة حول مسجد السيدة زينب أو حوارى منطقة الحسين .. بالغناء الشعبي ...من أحمد عدوية أو بدرية السيد أو من المداحين ومطربي الموالد الذين إكتشفهم و جمع أعمالهم زكريا الحجاوى .

وكان هناك من يهتم بالغناء التراثي للموشحات أولتتبع دقات الزار و أرتام الذكر وإحتفالات الطرق الصوفية ..ونسخها و إستخدامها في أعمال أحدث... أو محاولات ألاخوان رحباني و فيروز لتغريب الموسيقي الشرقية ..

علي الجانب الأخر كان هناك من يهتم بسماع الموسيقي الكلاسيكية من الأوركسترا السيمفوني في دار الأوبرا الخديوية.. التي إحترقت بعد ذلك .. كما كان هناك من يسعي خلف فرق (الباند ) التي تعزف موسيقي غربية

يناير 1968 عندما عدت من الأسر .. بعد حرب الأيام الستة .. كنت مندهشا أن أجد الملتفين حول الشيخ إمام (( الحمد لله خبطنا تحت بطاطنا يا محلي رجعة ضباطنا من خط النار )) .. بجوار (( مدد مدد شدى حيلك يا بلد )) يغنيها محمد نوح في (ملهي ليلي ..لا روند ) .. وأنه قد أصبح مشهورا بمصر عدد من (الباندز) التي تعزف موسيقي غربية و تقيم حفلات يذهب لها المستمعون ( صبايا .. و شباب ) .. يرقصون مثل الخوجات حتي الصباح .. علي أنغام و أغاني تنطق باللغات الأجنبية .

أشهر هذة الفرق و أقدمها كانت ((البلاك كوتس The Black Coats)) التي كونها إسماعيل الحكيم من شريف ظاظا (درامز) أشرف سلماوي (جيتار) مدحت حنفي (جيتار-باص) مجدى الحسينى (اورج) يحى الشماع ( ساكسفون) مجدى بكير ( ترمبت)..

و تنافسها ((ليه بتى شاه Les Petits chats)).. التي تكونت من وجدى فرانسيس غناء وعزت ابو عوف على (الاورج) وفريدى رزق على (الجيتار) بيرج أندرسيان علي( الجيتار) و عمر خيرت على( الدرامز) .. ثم تغيرت بعض الوجوه لنرى جورج لوكاس علي (الساكس فون) وهانى شنوده علي (الهاموند) وعمر خورشيد علي (الجيتار) وصبحى بدير (غناء) و غيرهم كثيرون إنضموا لفترات ثم رحلوا .

من بين هؤلاء الذين جذبتهم الموسيقي الغربية و إسلوب إغتراب الستينيات فقلدوه.. سنجد أن بعضهم قد أصبح مشهورا بعد ذلك عمر خورشيد و عزت ابو عوف و عمر خيرت و هانى شنوده...و مجدى الحسيني

و البعض منهم كون فرقا مستقلة بحيث في نهاية الستينيات و بداية السبعينيات كان هناك بجوار الفرقتين الرئيسيتين عديد من الفرق أذكر منها .. النهار ،المصريين ،الأصدقاء ، الچيتس ، الفور إم و طيبة .

و تمر الأيام
سنة 2000 .. إلتحق مروان و عمرو بهندسة شبرا .. و كان عمرو يعزف علي الجيتار .. و مروان علي الدرمز .. فكونا مع زملاء لهما (باند) غربي يعزف في المناسبات الخاصة بالكلية .. و لان هندسة شبرا و كل الهندسات كانت قد أحتلت بالأخوان المسلمين .. و السلفيين .. لذلك عانت الفرقة من مشاكل بيروقراطية عديدة .. منها أن أستاذ في قسم العمارة ( يعني فنان ) .. نصح مروان ألا يذهب لعمل البروفات .. لان الموسيقي مزمار الشيطان.. و الله م شيطان غيرك يا بعيد .

كنت أود أن أقدم لكم عزفا لأى من الفرقتين .. و لكن للأسف وجدت صور فقط و بالأبيض و الأسود لأعضاء الفرق و عدد من حفلات حديثة بالألوان ..فبعد 43 سنة أى في (مايو 2010 ) ... عاد عدد منهم و كونوا الفرقة من جديد و أقاموا حفلات.. ....عواجيزحقيقي لكن إن دبلت الوردة رحيتها فيها ....

إتفرجوا .. و إستمتعوا .. بالفنانين و برؤية ملابس و تصرفات الجمهور .. و المندمجين و الراقصين .. إنها روائح الستينيات لبلد كانت خارجة لتوها مهزومة من الحرب