كتب – روماني صبري 
 
أودى الانفجار المدمر بمرفأ بيروت أمس الثلاثاء، بحياة 100 قتيل عثر عليهم حتى الآن، وقال وزير الصحة اللبناني حسن حمد أن عدد المفقودين جراء الانفجار يتجاوز عدد الضحايا الذين تم التعرف عليهم حتى الوقت الحالي، لكن خسائر الانفجار لم تطل الأرواح فقط، حيث ستكون هناك تداعيات خطيرة جراء الحادث على الاقتصاد اللبناني.
 
مثل قنبلة نووية !
وفي إطار ذلك قال مروان عبود، محافظ بيروت، شهدت المدينة انفجارا هائلا أشبه بانفجار قنبلة نووية صغيرة، وهذا الانفجار لم يعرف الشرق الأوسط مثله، حيث أدى إلى دمار المرفأ كله، إضافة إلى تدمير نصف أحياء المدينة، علاوة على تهجير مئات الآلاف من السكان.
 
كم كلفة الأضرار ؟ 
وأردف عبر اتصال هاتفي  لفضائية "سكاي نيوز عربية"، الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية وبالأملاك العامة والخاصة، ومنازل المواطنين، تقدر بنحو 3 أو 5 مليارات دولار، أما الأضرار الغير مباشرة الناتجة عن توقف الحركة التجارية والأضرار التي لحقت بالصحة وبكافة القطاعات وبتوقف الأعمال فيمكن أن تكون أكثر من ذلك الرقم بكثير."     
  
هل يمكن التحدث بدقة عن أرقام الخسائر ؟ 
وواصل :" لا يمكننا الآن الحديث عن الأرقام بصورة دقيقة لان كل ساعة تمر تتكشف فيها حقائق حول هول الكارثة وكبر المصيبة، نحن الآن لا وقت لدينا للتفكير، لأننا نضمد جروحنا، ونضمد الدماء الناشفة من جراح أبنائنا وجراح الوطن، لان كارثة كبيرة ألمت بنا."   
 
نصف العاصمة ! 
مشددا :" الانفجار دمر نصف العاصمة، وهناك 300 ألف لبناني دون مأوى، كما دمر الانفجار كميات هائلة من القمح، مشيرا :" ما تبقى من القمح موجود في الأفران والمطاحن." 
 
زاد الطين بلة 
وزادت  هذه الخسائر من معاناة الشعب اللبناني الذي يحتاج إلى ما يصل إلى 93 مليار دولار لإنقاذ اقتصاده، بحسب تقرير نقلته "العربية"، عن معهد الدفاع عن الديمقراطية الأميركي، وقال التقرير أن بيروت تحتاج إلى 67 مليار دولار من الأموال الجديدة حتى تحقق الاستقرار في القطاع المصرفي اللبناني، بافتراض سعر صرف غير رسمي قدره 4000 ليرة لبنانية مقابل الدولار.
 
ولا يتضمن ذلك 22 مليار دولار من الخسائر التي طالت البنك المركزي، مصرف لبنان، كما أنه لا يشمل خسائر صافية متوقعة بقيمة 4.2 مليار دولار أو أكثر من سندات اليورو المتعثرة.
 
خسائر أخرى 
طالت النيران، باخرة قبالة مرفأ بيروت، وحتى الآن لم يتكشف هل كانت تحمل ركاب أو عمال، كما كشفت وكالة فرانس برس، كما دمرت المخزونات الإستراتيجية من المواد المستوردة ، ما سيؤثر على الإمدادات الغذائية للبنان خلال الفترة المقبلة.
 
وخصص الرصيف رقم 8 بالميناء والذي يبلغ طوله 220 مترا وعمقه 13 مترا، لاستيراد القمح، وتخزينه قبل بيعه للمطاحن بسعة 145 ألف طن، تتكون من 48 صومعة كبيرة "سعة كل واحدة 2500 طن" و50 صومعة صغيرة سعة كل واحدة 500 طن، وفقا للعين الإخبارية.
 
الخسائر تنقسم لقسمين 
وفي السياق ذاته، قسم الخبير الاقتصادي اللبناني، الدكتور باسم عجاقة، الخسائر الاقتصادية إلى قسمين، الأول خسائر مباشرة، وتشمل البنى التحتية وكل السيارات والمنازل التي طالها الانفجار، بما في ذلك محتوى المرفأ من سلع وبضائع موجودة في قلب المرفأ، مشيرا إلى أن التقديرات الأولية لحجم  الخسائر تتجاوز 100 مليون دولار أمريكي.
 
وتابع في تصريحات خاصة لـ"سبوتنيك"، القسم الثاني،  يضم الخسائر غير المباشرة ومنها تصدير السلع والبضائع من المرفأ، وثمة صعوبة في إيجاد بديل لمرفأ بيروت، كون 70% من التبادل التجاري للبنان مع دول العالم يتم من خلاله."