كتب – روماني صبري 
 
لماذا انقلبت أذرع قطر الإعلامية على بعضها البعض؟ وهل هناك صراع خفي يجري داخل أروقتها؟... كيف فضح هذا الصراع طريقة عمل الإعلام الممول من قطر ولجانه الإلكترونية؟ ...وهل هذا الصراع حقيقي أو أنه مجرد استجداء للحصول على مزيد من التمويل؟ .
 
حرب شرسة بين "محمد ناصر" ورجل تميم 
وضجت مواقع التواصل الاجتماعي مؤخرا، بمقطع فيديو للاخواني الهارب محمد ناصر، شن فيه هجوما على عزمي بشارة كاتب سياسي وأديب فلسطيني من عرب 48، حاصل على درجة الدكتوراه في الفلسفة، وكان قائدا للتجمع الوطني الديمقراطي وأحد أهم مؤسسيه في إسرائيل، كما كان نائبا سابقا عنه في الكنيست الإسرائيلي، ويشغل حاليا منصب مدير عام المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات.
 
وقال ناصر، بشارة قومجي جاسوس، لذلك يكره كل ما هو إسلامي، ويصرف عليه أمير قطر  تميم بن حمد، وبقولها ومش بخاف ومش عاوز أروح قطر أصلا، عزمي بشارة تربى في كنف الصهاينة.
 
ما سبب النزاع ؟ 
ماذا يحدث بين أذرع قطر الإعلامية، ولماذا انقلبت على بعضها البعض، ولماذا كل هذا الإسفاف في المعركة؟، وللحديث حول ذلك قال ماهر فرغلي الخبير في الجامعات الإسلامية،:" الموضوع أقدم واعقد من هذا الفيديو، والمسألة تتعلق بالنزاع على التمويل بين جناحين كلاهما يمول من قطر.
 
وتابع عبر تقنية البث المرئي لفضائية "سكاي نيوز عربية"، هناك جناح عزمي بشارة، وهو الرجل المقرب من الأمير تميم بن حمد آل ثاني حاكم قطر، وهو صديق شخصي له ومستشاره.
 
لافتا :" جناح بشارة يرى أن الناحية الإعلامية لجماعة "الإخوان الإرهابية"مخطئة بشكل كبير جدا، حيث فشلوا فشلا ذريعا في حشد الجماهير لتحقيق مخططاتهم، وواصل موضحا :" كما يرى بشارة أن التمويل الذي يتلقونه كبير جدا عليهم، وان قنواتهم فاشلة، ولذلك لابد من الاستعانة بالقوميين واليساريين وبكل الفئات خلال هذه الفترة، على أن ينقل كل هذا الجهد بطريقة ناعمة إلى العاصمة البريطانية لندن، عبر شركة إعلامية، مواقع, منصات التواصل الاجتماعي." 
 
 موضحا :" أما الجناح الثاني، فهو جناح "جماعة الإخوان الإرهابية"، وهو يمول أيضا من الدوحة، ومقرب من وزير الخارجية القطري الأسبق حمد بن جاسم، وهم يقولون أيضا أن جناح عزمي بشارة ينفق الكثير من المال، حيث هذا الجناح يتمتع بميزات هائلة في لندن، ما سيؤثر على الإخوان، كما يقولون أن بشارة فشل فشلا كبيرا.
 
لافتا :" وصلت اتهامات بين الفريقين بسوء الأخلاق ونشر صور في بعض الفنادق والحفلات، وهما جناحان يتنازعان على التمويل.
 
يهاجمون بعضهم بشراسة ! 
هل الهجوم الشرس بين عناصر الإخوان على بعضهم، رغم أنهم يعملون لدى نظام واحد، طبيعي ومألوف ؟، وبدوره رأى رومان حداد الكاتب والمحلل والسياسي، أن التياران اللذان ينتميان للقصر الأميري في قطر، احدهما تيار علماني بقيادة عزمي بشارة، وآخر إخواني بقيادة الفلسطيني "وضاع خنفر."    
 
وتابع :" ثمة انقسام بين التيارات الإسلامية حيث لا يوجد لها مرجعية واحدة، وكانت فكرة مشروع بشارة للتخاطب مع الغرب لبناء تصور علماني مختلف، أما المشروع الاخواني في المنطقة  فيحاول تجييش الشعوب في الشرق الأوسط لتحقيق مخططاتهم، وعندما فشل مشروعهم حدث التصادم بين التياران.