حمدى رزق
معلوم، البابا تواضروس الثانى، الكنيسة الأرثوذكسية'> بطريرك الكنيسة الأرثوذكسية، عزوف عن الظهورات الإعلامية، يفضل الصمت، صموت، الصمت من ذهب فى لحظات المحنة، يستعين بالصبر والصلاة، إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ.

ظهور البابا إعلاميًا هذا الأسبوع كان لافتًا، محق شائعات أحاطت بالكنيسة، وشرح ما استغلق واستغلته منابر عقورة للتشنيع على صحة قداسته، وعلى سلام الكنيسة، وطبطب على القلوب الواجفة، ومسح على الرؤوس التى لفتها غربان الاستفهامات تنقر لحمة شعب الكنيسة التفافًا حول قيادتها الروحية الوادعة.

البابا قدم هموم الوطن على ما عداها، ودعا ربه أن يحفظ مصر لشعبها، ويحافظ على جيشها (الرشيد) ليحمى حياضها المقدسة، البابا يضرب مثلاً، وسبق أن صك قولا صار مأثورا، «وطن بلا كنائس خير من كنائس بلا وطن».

البابا الوطنى لم يخلف وعده وطنيا، وباباوات الكنيسة المصرية لا يتخلفون عن المواعيد الكبرى للوطن، يسجلون حضورا باهرا، وظهور البابا تواضروس كان درسا معتبرا من دروس الوطنية المستبطنة فى القلوب، وتعبر عنها الألسنة بكلمات طيبات، أقرب لدعوات رجل صالح فى قلايته، يدعو ربه اللهم احفظ هذا البلد آمنا وارزق أهله من الثمرات، بالقول المحفوظ، مبارك شعبى مصر.

البابا ظهر قويا ليرسل برسالة بعلم الوصول لمن سولت له نفسه نهش جسد الكنيسة، وأشار بوضوح إلى العدو المتربص، علمانيا أو كهنوتيا، ربما هو الظهور الأفضل للبابا، على وقته كما يقولون، رسم طريقًا للحوارات الكنسية لا تنحرف أو تنجرف، بل تبنى فى الصرح الوطنى البازغ مصريا، لا نملك رفاهية الاحتراب، ابتغاء سلام ينير الكنيسة كمصباح فى وجه الوطن الغالى.. بوركت قداسة البابا.

جد احترت واحتار دليلى، نفر من إخوتنا يستهدفون البابا تواضروس الثانى استهدافًا مستدامًا، وهذا حديث يتَتَرَّى «فيسبوكيًا» على حوائط ملطخة بسباب البابا.

البابا متألم قائلا: أعلم الكثيرين منهم فى مصر، وبينهم شخص أو اثنان من رجال الإكليروس (رجال الدين) وهى حالة نادرة، متابعًا: لا أرى تبريرًا للهجوم، أن يخرج شخص ويقتطع كلمة تقال و»يلوي» معناها، فواضح أن وراءها خبثًا وأناسًا ومنتفعي، ولكننا لم نلجأ للقضاء، وأنتظر ممن يقوم بالهجوم بأن يتوب ويرجع لنفسه، لأن عواقب الأمور خطيرة، وأحد عيوب «السوشيال ميديا» أنها أعطت للإنسان إحساساً بأنه يملك الدنيا.

خلاصته خطاب بابوى أبوى، عجيب أمرهم، نفر من المسيحيين تفرغوا للتهجم على البابا، والرجل صالب طوله يلملم الأشلاء، ويمسح الأحزان، ويربت على الرؤوس.

البابا فى التحليل الأخير رجل دين، يصلى بالناس، يمسك صليبًا، وادع مسالم يمشى بين الناس بالمحبة ويطلبها للوطن، وعلى الأرض السلام وبالناس المسرة.

البابا تواضروس لم يفرط فى شىء، بل يحافظ على سلام كنيسته فى وطنه، الغاضبون يطلبون من البابا ما لا يستبطنه، يستبطن حبًا لوطنه، وحبًا لشعبه فى وطنه، ويوازن ويوائم ويطبطب ويربت ويمسح الأحزان، ويصلى بالشعب ويدعو لسلامة الوطن، لا يملك مثقالًا مما يتبضعه السياسيون، وما يملكه هو ذخر رجل دين، صلاة وتسبيحة، واتباع تعاليم المسيح فى عظة الجبل.
نقلا عن الوفد