بقلم : جمال رشدي 

لم تصنعني سلطة تنفيذية او أمنية.. لم يكن لي واسطة او محسوبية.. لم يساعدني احد في الوصول إلى ذلك... والوحيد الذي وقف بجانبي في البداية ووضع قدمي على أول الطريق هو توأمي الروحي واالثقافي الكاتب والباحث  سليمان شفيق...

ما اكتبه هو نتاج سنوات طولها عمري كاملا... وكانت البدايات هي الأوراق التي كنت التقطها من كل مكان وانا طفل لكي اطلع على ما بداخلها وعندما وصلت إلى المرحلة الاعدادية في كثير من الأحيان لم يكن معي ثمن الجريدة فكنت اجلس الي جانب بائع الجرائد اتصفح كل الجرائد والمجلات مقابل ان اعطيه قرش صاغ يوميا.. واستمريت ع ذلك الي الأنتهاء من المرحلة الثانوية التي كنت اشتري أسبوعيا جريدة الاهرام يوم الجمعة وجريدة الاخبار يوم السبت عن طريق ان احوش من مصروفي اليومي الضعيف..

وعندما التحقت بالجامعة بدأت اشتري بعض الكتب او اذهب الى بعض المكتبات للإطلاع على بعض المؤلفات... وكان اول كتاب اطلع عليه بشغف َوتركيز هو خريف الغضب للكاتب السياسي العملاق محمد حسنين هيكل والذي اصبح فيما بعد والي الان هو مثلي الأعلى الذي أرى فيه كل أحلامي الثقافية والسياسية.. وأعتقد أن هذا الكتاب كان باكورة ثقافتي السياسية الذي من خلاله أدركت الكثير من المعارف على درب السياسة... وبعدها اتسعت دائرة معرفتي للقراءه في كل المجالات ولكن كانت السياسة هي العمود الفقري لكل ما اطلع عليه.. واستمريت على هذا المنوال وكانت الجرائد اليومية هي هوايتي للقرائه والفحص..

وكانت وكالات الانبا العالمية قبل أن يختطغها الإرهاب الصهيوني هي مذاقي الخاص عبر جهاز الراديو... حتى جاءت السنوات الأخيرة وأصبح النت هو مصدر كل شئ ومن خلاله اتصفح كل المواقع ومصادر القراءة والأخبار كل صباح ومساء  يومبا ...  وما أود طرحه من خلال هذا البوست ان كل مقالاتي وما تحتويه من بعض المعلومات ليس لها أي مصدر غير خبرتي الطويله التي صنعتها الورقة  التي كنت التقطها والقرش الصاغ الذي كنت ادفعه لبائع الجرائد.. ومن خلالها اتسعت رؤيتي لجميع الأحداث واعطاني الله المقدرة على الاستقراء بعمق لكل ما يحدث.... واشكر الله أن ما اكتبه يحوز على متابعة شخصيات كبري لما بداخله من رؤيه غير تقليدية ربما لم تطرح الا نادرا من خلال الكتاب المصريين وأخص بذلك ما تناولته عبر عشرات المقالات بخصوص ليبيا وسد النهضة... وانتظروا مقالي غدا الهام جدا باسم هل لمصر قوات في سوريا؟