بقلم – روماني صبري 
لن نفرط في التهويل، حين نقول أن "الجيش التركي" منذ القديم وهو جيش احتلال، وهو الذي يسعى اليوم لاحتلال ليبيا تحت دعمه للخونة المتطرفون الموالين له والمتمثلون في حكومة "الوفاق"، بقيادة فايز السراج، بزعم أن هذه الحكومة هي الشرعية، رغم أنها لم تتقلد مقاليد الحكم عبر انتخابات!،  وذلك حتى يضمن نهب موارد طرابلس النفطية، وبالطبع هؤلاء يرتمون في أحضان الأتراك إيمانا منهم بضرورة عودة الإمبراطورية العثمانية لتعود ترتكب أبشع وأحط الجرائم بالأبرياء كما في الماضي!، فيتغنى بها أحد الشيوخ الشباب في مصر والذي مجد هذه الجرائم مؤخرا متباهيا بغزواتهم للبلاد ونهبها واغتصاب نسائها إلى جانب تبريره اغتصابهن وبيعهن في أسواق النخاسة، بزعم إنهن نساء ولهن احتياجات جنسية، ولاستمرار الرئيس التركي رجب طيب اردوغان في الخديعة، صرح خلال مؤتمر صحفي بان أحد مهامه في ليبيا هي حماية جدودهم المقيمين هناك، كما الذين على طول شمال إفريقيا وهم "الكراغلة." 
 
عرب لا أتراك 
والكراغلة جماعة من الناس، وزعوا على كل المدن الليبية، بعضهم في برقة مثلا وفي الحقيقة لا علاقة لهم بمدينة مصراتة الليبية ابدا بل استوطن أجدادهم شرق ليبيا، حتى قبل تكوين دولة ليبيا الحديثة في القرن الماضي أي أنهم استوطنوا برقة منذ العهد التركي وخصوصا ً كراغلة مدينة درنة الليبية وأقصى شرق ليبيا، فهؤلاء لا علاقة لهم بمصراتة كمدينة ولا هم نزحوا من مصراتة أصلا  ككثير من مصاريت مدينة بنغازي بل استوطن أجدادهم الأتراك والعثمانيون القادمون من تركيا إقليم برقة منذ مجيئهم إلى هذه الديار التي أطلق عليها لاحقا على يد الايطاليين اسم "ليبيا الايطالية 1934، ثم ليبيا المملكة الليبية تحت قيادة الملك إدريس السنوسي فيما بعد عام 1951م، وهناك أخطاء كثيرة في فهم أصول ومناطق الكراغلة الليبيين فضلا ً عن أن الكراغلة اليوم هم عرب كاملو العروبة من حيث الثقافة والانتماء والولاء للوطن." 
 
يبدو أن التراث قد تنبأ بواقع اليوم 
وفي تقرير مصور بعنوان "الكراغلة – مسمار أردوغان لاحتلال ليبيا"، قالت قناة "تركيا الآن"، انه ذكر التراث أن "جحا" باع ذات يوما بيته كاملا عدا مسمارا واحدا، واشترط في العقد أن من حقه زيارة مسماره كلما اشتاق لذلك، بعدها اندهش المالك الجديد من ذهاب جحا لبيته كل يوم بزعم انه يحاول الاطمئنان على المسمار، وبدهاء من جحا الذي يشتهر به، اختار أوقات الغداء والعشاء، ومرد ذلك ليشارك سكان المنزل الطعام والشراب، هو بالفعل باع منزله وفي الوقت نفسه ضمن لنفسه طعاما إضافيا عبر مسماره العزيز.
 
جحا لازال يعيش بيننا
 اختلف المؤرخون حول إذا ما كان جحا شخصية حقيقة أم من صنع الخيال، ويرى المحللون في الوقت الحالي، أن جحا اعتمر عمامة السلطان وتجسد في صورة ديكتاتور يدعى "أردوغان"، حيث قال المحللون انه أكد أن جحا لازال يعيش بيننا حتى الآن مع بعض التعديلات البسيطة، حيث يحتل ليبيا الآن على نفس المنوال، بتصريحه عن الكراغلة الذين أتينا على ذكرهم، زاعما أنهم يتعرضون للتطهير العرقي من قبل قوات الجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، وواصل :" هم أحفاد "خير الدين بربروس"، و"تورغوت" رئيس "الأميرال العثماني فاتح طرابلس الغرب"، وان أبناء كور اوغلو يتجاوز عددهم مليون شخص.
 
 الهدف نشره الفتن لتحقيق أطماعه 
أبناء كور اوغلو، او الكراغلة، ذرية نجمت عن المصاهرة بين الأتراك والليبيات، خلال فترة الغزو العثماني لليبيا، لكنهم بعد تحرير البلاد من الاحتلال العثماني والتركي، انخرطوا في الحياة العامة كونهم ليبيي المولد والنشأة والهوى، حتى جاء جحا العصر الحديث "أردوغان"، ليبعث في نفوسهم نعرات عرقية عنصرية، محاولا استقطاب ولائهم من جديدة لنشر الفتن بين أبناء الوطن الواحد، حتى صفعه "مجلس ومشايخ واعيان قبائل الكراغلة" حين اصدر بيانا، صفع جحا العثماني من أحلامه، يقول :" لن نسمح بأي دخيل أجنبي بان يدنس أرضنا، فليبيا بالنسبة لنا هي الوطن والانتماء، ولم يجد اردوغان ضالته في شخص مصلوب الإرادة، وهو المدعو "السراج."  
 
العثماني اشد خبثا من جحا 
ليتعلم السلطان العثماني الدرس جيدا من قصة جحا والمسمار، والبعض يراه أستاذا لجحا نفسه، فالأخير أقصى أطماعه كانت وجبه طعام دون مقابل، لكن حفيد "آل عثمان" يطمع في الأرض والنفط والماء، وقد يتطور الأمر ويطلب هواء ليبيا، أصحاب بيت جحا لم يتحملوا حماقته وتركوا المنزل بمساميره وهربوا، لكن على أحفاد عمر المختار، أن يتمسكوا بأرضهم وحاضرهم ومستقبلهم بدلا من أن يخطفها "جحا العصر الحديث." 
 
عودة للوراء 
حين غزا العثمانيون ليبيا، حكم طرابلس الوالي عثمان باشا الساقسلي، معدوم الضمير الذي عرف بالقسوة والظلم فراح يغتصب النساء المتزوجات، وفي عهده تم اغتصاب طفل أمام أعين أبيه، فأخذ الرجل يصرخ باكيا مستغيثا بالمارة عل أحدا منهم ينقذ طفله، فما كان من الوالي إلا الحكم عليه بالضرب بالسياط كونه صرخ واستغاث بالناس، بعدها أقدم الساقسلي على الانتحار بدس السم لنفسه حيث أبصر وقتها عدد كبير من الغاضبين الذين رددوا قائلين : ارتكب الكثير من الجرائم في حقنا هو وأقرباؤه ومنهم من عينهم قوادون، لذلك نريد رأسه." 
 
 ويكشف الجحيم الذي عاشه الليبيين في هذه الفترة الشيخ المؤرخ الطاهر الزاوي في كتابه "ولاة طرابلس" قائلا :" لم يعرف الأتراك الاهتمام بالعمران  في ليبيا لا قليلا ولا كثيرا، عاش العثمانيون في طرابلس أكثر من 300 سنة، ولما جاء الاحتلال الإيطالي في أكتوبر سنة 1911 لم يكن في البلد نور كهرباء، ولا شبر من السكة الحديد، لم يكن هناك  واحد يحمل شهادة دكتوراه في الطب، ولا شهادة ليسانس في الحقوق، المسافر كان يأتي إلى المدينة فيمشي في الصحراء حتى يصل سور المدينة، انتهجوا الفوضى والظلم وسلب الأموال، وعدم التقيد بأي شريعة إلا فيما تمليه إرادة الوالي من كل ما يوفر له شهواته ونزعات نفسه".