كتب – روماني صبري

ليست الدولة الإسرائيلية وحدها من تستخدم "سلاح العطش" ضد العرب، فهناك دولة أخرى تنهج نهج تل أبيب في محاولات للسيطرة على الموارد المائية العربية، حيث تعاني سوريا والعراق من قلة المياه، ما جعل الأوضاع في مناطق بهذه البلاد في غاية السوء، حيث تصل نسبة حصتها المائية في كثير من الأحيان "صفر" متر مكعب!، وذلك بسبب سدود تركيا على نهري دجلة والفرات.
 
تركيا وسلاح العطش
شريط فيديو صادم ومفزع، هكذا وصف الكثير ممن شاهدوا هذا الشريط المنتشر عبر الانترنت، لشخص يصور نهر الفرات وقد صار الجفاف باديا على ملامحه، ما جعل فضائية "سكاي نيوز عربية" تتحرى حول ذلك، لتخرج بفيلما وثائقيا حول الشبح الذي بدا يهدد بنضوب منابع الحياة لدى ملايين البشر، وما الذي جعل منسوب المياه يصل إلى مستويات منخفضة بهذا الشكل ؟ .
 
منسوب المياه حقا يتراجع 
وظهر من خلال الفيلم أن منسوب المياه أفضل مما تم تصويره في شريط الفيديو الذي أتينا على ذكره، لكن الواقع يكون أكثر صعوبة، حيث تم التأكد أن منسوب المياه في هذه المناطق يشهد تراجعا كبيرا، تراجعا يلاحظه من خبروا هذا النهر، وعرفوا وفرة مياهه خلال سنوات مضت، كما تلاحظه الأعين وعدسات الكاميرا.
 
بعد رحلة دامت 3 ساعات مع القائمين على الفيلم، عاد "عيسى العبادي" وقد جلب ما جاد به النهر من اسماك قليلة، ولا يخفي الشاب الصياد أن تراجع منسوب المياه، اثر بشكل كبيرا على الصيادين والفلاحين هناك على حد سواء، مشددا على انخفاض منسوب المياه بسبب السدود التركية يعيقهم عن صيد الكثير من الأسماك.
 
تعبانين من الظمأ 
على ضفاف نهر دجلة، لا يختلف الوضع كثيرا، النهر العظيم الذي تغنى به الشعراء وفتنوا بوفرة مياهه والخضرة المنتشرة حول ضفافه لم يعد كما كان، وظهر في الوثائقي مواطن يدعى "أبو زهرة الشمري"، وهو يتغنى بالحان شجية، تعكس تغير الحال نحو الأسوأ، وتقول كلمات الأغنية "تعبانين من الظمأ." 
 
تحكي كلمات هذه الأغنية، معاناة السكان مع قلة المياه، في المناطق الواقعة على ضفاف نهر دجلة في العراق، وهو النهر الذي اعتمد عليه الشمري، الذي يعمل في مجال تربية الأسماك، كما اعتمد عليه الآباء والأجداد.
 
المياه اختفت فجأة ! 
ليس حال سكان نهر دجلة أفضل حالا من سكان ضفاف نهر الفرات وباستثناء المناطق القريبة من النهر ويعاني الفلاحون والمزارعون والصيادون صعوبة في التعايش مع الوضع الجديد.
 
وأكد الشمري، انه خلال الفترة الأخيرة وعلى حين فجأة أبصروا اختفاء المياه، وبعدها أن أدركوا إن سدود تركيا على نهري دجلة والفرات السبب وراء ذلك، ويشتبه الحال بين منطقتين تفصل بينهم مئات الكيلومترات، فما الذي يجعل منسوب الماء يبلغ مستويات متدنية تصل لهذا الحد، في نهري اشتهرا بوفرة الماء فيهما؟!.
 
تركيا خرقت القوانين الدولية 
وردا على ذلك قال نبيل السمان، خبير الموارد المائية، إن الدولة التركية تعتبر دائما أن حوضي الفرات وجلة حوضا واحدا، لتزعم أحقيتها في المياه، وهذا العمل يدفع تركيا إلى "تكريك" مياه الفرات واعتبارها الدولة المنبع ولا لدول المصب حق في تلك المياه وهذا يخالف القوانين الدولية التي تطلب من الدول المتشاطئة أن تتفاوض على مشاريعها المائية وبان يكون هناك استعمال منصف للمياه.