كتب – روماني صبري 
 
ربح الأمريكي "جيف بيزوس" الرئيس التنفيذي لشركة "أمازون" التي تعمل بالتجارة الإلكترونية عبر شبكة الانترنت، في يوم واحد أمس الاثنين، 13 مليار دولار، ليصبح أول من يحقق هذا الربح الضخم خلال 24 ساعة، لتتجاوز ثروته 189 مليار دولار، وكشف موقع العربية، إن هذه القفزة جاءت بسبب ارتفاع سهم الشركة بنسبة 7.9% في البورصات، وكشف خبراء أن التسوق عبر الإنترنت سيواصل النمو بسبب استمرار تفشي فيروس كورونا التاجي المستجد، وفي إطار ذلك نرصد في السطور المقبلة أهم المحطات في حياة بيزوس، أغنى رجل في العالم.
بداية أغنى رجل في العالم
اسمه بالكامل جيفري بريستن بيزوس، ولد في 12 يناير عام 1964 بالباكركي بنيو مكسيكو، ارتاد جامعة برينستون بولاية نيوجيرسي الأمريكية، وبعد التخرج عمل محللا للمال لحساب شركة  D.E Shaw قبل أن إنشاءه  شركة أمازون عام 1994.
اختياره ليكون شخصية العام 
شهد العام 1999 اختياره "شخصية العام"  من قبل مجلة التايم، ويتوقع الخبراء حصوله على لقب "تريليونير" في العالم عام 2040، كونه من أشهر رجال الأعمال الأمريكان في العالم، والمؤسس، والرئيس، والمدير التنفيذي ورئيس مجلس إدارة شركة أمازون دوت كوم.
أصغر نائب للرئيس
في عام 1990 تقلد بيزوس منصب أصغر نائب للرئيس في تاريخ بانكرز ترست، وذلك قبل ورود فكرة بيع الكتب عبر شبكة الإنترنت إلى رأس بيزوس، وعلى الرغم من جاذبية منصبهِ، إلا أن بيزوس شعر بالملل مما دفعه إلى التوجه إلى شركة دي أي شاو للخدمات المالية والعمل في البحث عن فرص استثمارية في شبكة الإنترنت، ثم ترك وظيفته هذه وتحرك إلى قرية وادي السيليكون لتأسيس موقع أمازون.
صعوبات واجهت بيزوس
واجه بيزوس صعوبات كثيرة وهو يحاول إقناع كبار المستثمرين باستثمار مليون دولار في إطلاق شركة ليس لها مثيل في التاريخ، وكان أكبر تحدي في نظر جيف بيزوس، في عام 1995 عندما كان يسعى إلى جمع مليون دولار كرأس مال لإطلاق شركته وضمان استمرارها في العمل، ويعبر بيزوس عن ذلك بقوله: "مرت علي أوقات كان يمكن أن تتلاشى فيها الشركة حتى قبل أن ترى أعمالها النور." 
 
 
خلال هذه الفترة لم يجد المستثمرين الراغبين في تمويل فكرة بمليون دولار أمريكي، غير أنه وجد في حوزته مبلغ 100.000 دولار حصل عليه من والديه والذي يصفه بيزوس بالبذرة التقليدية التي تأتي من الأشخاص المراهنون على منظم العمل وليس بالاعتماد على فكرة إنشاء الشركة، وبالاعتماد على القليل من معارفه الذين يرتبط بهم في علاقات عمل أيام عمله في وول ستريت، تمكن بيزوس من عقد عدة لقاءات مع العديد من المستثمرين الكبار في قرية وادي السيليكون، وفي فترة امتدت بضع أشهر التقى بحوالي 60 مستثمرا لدعم مشروعه، وعمل في الوقت نفسه على توظيف مجموعة من المبرمجين لتصميم الموقع وإنهاء تفاصيل شركته المثيرة للجدل. 
 
 
ويقول حول ذلك :" كان أصعب مما توقعنا" بهذه العبارة يصف بيزوس إقناع كل شخص باستثمار 50 ألف دولار في موقعه، كانت ثقة المستثمرين بإمكانيات شبكة الإنترنت ضعيفة، لدرجة التشكيك في نجاح مشروع موقع أمازون دوت كوم، وقد سمع بيزوس كثير من التعليقات المعتادة من أشخاص سليمي النية لا يؤمنون بهذه الخطة التجارية ابتداء، وكانوا يعتقدون فشلها، ومن العبارات التي يتذكرها أثناء زياراته للمستثمرين: "ما السبب الذي يدفع الزبائن إلى شراء الكتب من الإنترنت؟! وإذا نجحت خطتك، ستجد أنك بحاجة إلى مستودع بحجم مكتبة الكونجرس".
بيزوس يقنع المستثمرين 
وعبر بحث أجراه جون كوارترمان، الذي يعتبر من رواد البحث عن بيانات تتعلق بالشبكة العنكبوتية، قال بيزوس للمستثمرين لديه بأن الشبكة تنمو بنسبة 2300% سنويا، وأن الخطة التجارية التي أرادها أن تغطي كافة أرجاء البلاد كانت تفترض وجود شركة للبيع بالتجزئة على الشبكة تركز على بيع الكتب – "متجر إلكتروني لبيع الكتب يضم أكثر من 10 أضعاف التشكيلة التي يمكن أن توجد في أكبر المتاجر التقليدية، وشرح لهم بأن في نيته بناء شيء فريد على الشبكة لا يمكن تكراره في العالم المادي،  وهذه النقطة درس للمستثمرين وغيرهم، ويقول بيزوس :" اطلع واستفد من البيانات الموجودة في شبكة الإنترنت والصحف والمجلات في ما يخص مجالك، وذلك يدعم فرصة نجاح المشروع ويعطي ثقة في نفسك." 
 
لسعيه وتمسكه بمشروعه أدرك المستثمرون بأن بيزوس خطط للمستقبل باقتدار، حيث أقنعهم أن بإمكان التقنية الحديثة من وصل المواقع بقاعدة بيانات ديناميكية، تتيح القيام بتخصيص الخدمة حسب ميول الزبون، فمثلا اقترح خدمة تعمل على إبراز المنتجات للمتسوق اعتمادا على مشترياته السابقة، وتخزن بياناته التي قام بإدخالها في المرة الأولى مثل عنوانه ورقم بطاقة الائتمان الخاصة به، وقد أسهمت هذه الخدمة في شهرة موقع أمازون عند إطلاقها في عام 2000.
 
لا اهتم بالإعلانات الترويجية في التلفاز
لا يولي بيزوس أي اهتماما للإعلانات الترويجية في التلفاز، كونه مقتنع بأن استخدام الإعلانات التلفازية يبني سمعة الشركة بالاستناد إلى ما تقوله الشركة عن نفسها وليس ما يقوله الزبائن أنفسهم، ويقول الرجل حول ذلك :" إذا كان ثمة أمر اكتشفناه، فهو أن زبائن الإنترنت يتمتعون بصفات أقوى، وإذا كان في وسعنا إسعاد الزبائن، سيكون في مقدورهم الترويج لنا وإخبار 5 آلاف آخرين عن تجربتهم عبر مجموعات الأخبار News Groups مثلا وغيرها، وبالمثل إذا شعر الزبائن بالسخط منا ولو كنا نعيش في العالم القديم لكان في مقدورهم إخبار القليل من أصدقائهم عن تجربتهم السيئة معنا، لكن في عالمنا الحاضر بات في مقدروهم أيضا إخبار 5 آلاف شخص عن مدى سوء معاملتنا.