عرض/ سامية عياد
"كيرياليصون" صلاة ترددها الكنيسة بلجاجة فى نهاية كل صلاة من صلوات السواعى ، نكررها بالروح والحق لطلب الرحمة والمعونة من رب الأرباب .. لكن ما مغزى تكرارها 41 مرة ؟...
 
نيافة الأنبا متاؤس أسقف ورئيس دير السريان العامر فى مقاله "صلاة كيرياليصون" وضح لنا مغزى تكرار هذه الصلاة 41 مرة ، فهذا العدد يعنى 39 جلدة ألهبت ظهر الرب يسوع من أجل خلاصنا "أخذ بيلاطس يسوع وجلده" ، إكليل الشوك الذى ضفروه اليهود ووضعوه على رأس الرب يسوع ، الطعنة التى طعنها اليهود فى جنب المسيح بحربة بعد موته على الصليب ، فخرج دم وماء ، إذن حينما نكرر صلاة كيرياليصون نتذكر ما قاسه الرب يسوع من آلام من أجلنا ، فهو جلد من أجلنا ، كلل بالشوك من أجلنا ، طعن بالحربة من أجلنا ، لذا نصرح أن يرحمنا.
 
و كلمة كيرياليصون كلمة يونانية مركبة من مقطعين كيريى وتعنى رب ، إليسون وتعنى ارحم ، فيكون معنى الكلمة "يارب ارحم " ، ونحن نصلى بلجاجة يا رب ارحم من أجل أمور كثيرة ، يا رب ارحم من الخطية ، يا رب ارحم من الأفكار الشريرة ، يا رب ارحم من حروب الشيطان ، يا رب ارحم من الضيقات ، يا رب ارحم من الأمراض والأوبئة ، وأمور كثيرة فى حياتنا نطلب فيها الرحمة من الله ، والصلاة بلجاجة بالطبع هى صلاة مسموعة عند الله ويستجيب لها ، يقول الرب : ".. من أجل لجاجته يقوم ويعطيه قدر ما يحتاج" ، تكرار صلاة كيرياليصون ليس تكرار لا طائل منه بل هو صراخ الاستغاثة لطلب الرحمة من الله كل واحد حسب مطالبه واحتياجاته .
 
الله من صفاته الرحمة ، لذا حينما نكرر طلبة يا رب ارحم علينا أن نثق فى استجابة الله ، ولا ننزعج إذا تأخرت ، فالله يعلم احتياجاتنا ولا يدعنا نتحمل فوق المستطاع .. ثق فى رحمة الله وقول آمين ...