عبد المنعم بدوى

يحتفل المسلمون هذه الأيام ببدأ شعائر الحج والوقوف بعرفات ، ومن المعلوم أن العرب فى الجاهليه كانوا يحجون ويعتمرون أيضا وهو ما سأوضحه فيما يلى :

الحج فى الجاهليه
كان الجاهلون يحجون البيت ، ويعتمرون ، ويحرمون ، ويطوفون بالبيت سبعا ، ويمسحون بالحجر الأسود ، ويسعون بين الصفا والمروه ، ويقفون بعرفات ويدفعون منه والشمس حيه ، فيأتون الى المزدلفه ، وكانوا يلبون : لبيك اللهم لبيك ، لبيك لاشريك لك ... وكانوا يقيمون الأضاحى ويقصون شعورهم عند الصفا والمروه .

ومن القصص التى تؤكد على مكانة الكعبه فى الجاهليه ، هى قصة غزو " أبرهه" الحبشى وجيشه للكعبه فى عام الفيل ، وعندما تعجب من قول عبد المطلب بن هاشم " رد على أبلى " أجابه " للكعبه رب يحميها " .

الحج فى الأسلام
أبقى الأسلام على سنن وشعائر الحج كما كان فى الجاهليه ، ولكن طهرها ونقاها من أدران الجاهليه ، فلم يعد السبب فى السعى بين الصفا والمروه هو " صنما " أساف ونائله ، وإنما فى هرولة هاجر أم أسماعيل بينهما بحثا عن الماء فى الصحراء المجدبه ، ولم يعد الحجر الأسود ومقام أبراهيم أحجارا مقدسه لذاتها ، بل لأنهما فى الأصل ياقوتتان من ياقوت الجنه ، ولكن طمس الله نورهما ، ولو لم يطمس الله نورهما لأضاءا ما بين المشرق والمغرب .

مقام أبراهيم
عندما نزل جبريل على سيدنا أبراهيم وأراه مناسك الحج كلها ... هنا أمره الله " أن يؤذن فى الناس بالحج " ، ولكن قال أبراهيم : يارب ما يبلغ صوتى ، فقال الله تعالى " أذن وعلى البلاغ " ، فصعد أبراهيم المقام " مقام أبراهيم " فأشرف به حتى صار أرفع الجبال وأطولها ، فجمعت له الأرض ، سهولها وجبالها ، برها وبحرها ، إنسها وجنها ، حتى أسمعهم جميعا .

وهكذا ظل " مقام أبراهيم " ، مكانا مقدسا ، وظلت الكعبه بيتا يطوف حوله " خير أمة أخرجت للناس " سبعا خشعا