محمد حسين يونس
التاريخ كما عرفة القدماء قبل فك شفرة الهيروغليفية و الديموطيقية .. أقرب لقصص الأطفال .. الغريب أن البعض كان يصدق ما جاء بالكتب العتيقة.. و يرويه علي أساس أنه حقائق موثقة ..

كتب ابن عبد الحكم في(( فتوح مصر واخبارها)) اصدار مؤسسة دار التعاون للطبع والنشر 1974
(( لما غرق فرعون وقومه صارت مصر ليس بها أحد من أشراف أهلها سوى العبيد والاجراء فكانت أعيان النساء من القبط (لاحظ ان هذاالحديث جاء عن زمن الخروج اليهودى من مصر اى قبل المسيحية بصورتها المصرية القبطية بقرون) تعتق عبدها وتتزوج منه أو تتزوج بأجيرها ..وكن يشترطن بأن لا يفعلوا شيئا الا بأذنهن))،

(( ثم أن النساء أجمعن رأيهن علي أن يولين امرأة يقال لها( دلوكة ابنة ريا) وكانت ذات عقل ومعرفة وكان لها من العمر نحو مائة سنة فملكوها عليهم فبنت علي أرض مصر حائطا من أسوان الي العريش وحاشت بها قرى مصر وضياعها وجعلت علي تلك الحوائط أجراسا من النحاس فإذا أتاهم من يخافونه حرك الاجراس الموكلون بها من كل جانب فيسمعها من بالمدينة فيستعدون لذلك، وآثار هذا الحائط باق الي الآن ( اى زمن الراوى) ببلاد الصعيد وتسمي حائط العجوز)) .

(( لما ملكت دلوكة مصر أرسلت خلف امرأة ساحرة من أنصنا يقال لها (تدوره) فقالت لها إنا قد احتجنا الي شيء من سحرك يمنع عنا من يقصد بلادنا بسوء ..

فعملت تلك المرأة بربا من حجر الصوان (معبد) في وسط مدينة منف وجعلت لها أربعة أبواب الي الجهات الاربعة ونقشت علي كل باب منها صور الرجال والخيل والابل والحمير والسفن وقالت لدلوكة قد عملت لكم عملا تهلكون به من اراد لكم سوء من بر أو بحر ))

((فكان إذا قصد اليهم أحد من سوء وعجزوا عن قتاله دخلوا الي تلك الصور وقطعوا الرؤوس أو فقئوا العيون فمهما فعلوا في تلك الصور التي في البربا فيؤثر في معسكر العدو فامتنعت عنهم الملوك لأجل ذلك،))

(( فأقامت دلوكة علي ملك مصر نحو مائة وثلاثين سنة (أستمرت ملكة و عمرها 230 سنة)، ولم تزل مصر ممتنعة من العدو ستمائة سنة بما دبرته دلوكة من سحر عظيم،))

(( لما خربت البربا طمع فيها العدو وزحف بخت نصر البابلي علي البلاد فقتل صاحب مصر وسبي أهل مصر وأخرب ما كان في مصر من برابي والحكم التي كان بها طلسمات ونهب الاموال فأقامت مصر بعد ذلك أربعين سنة خرابا ليس بها ساكن ولا متحرك فكان النيل اذا زاد يفرش الارض ثم يهبط ولا يستنفع به ولم تزل مصر بعد ذلك مقهورة من العدو)).

هل لفت نظرك ألأعمار الممتدة .. و زوال الرجال من مصر .... وحكم النساء لقرون .. و السحر الفعال .. و البرابي و الأجراس المنذرة ..و الخراب الذى تم مع الغزو البابلي ... و هي كلها أمورغير منطقية . فإعتبرت تاريخ عبد الحكم تاريخا أسطوريا ..وترى أنها حواديت الجهل و عدم المعرفة.

أم صدقت إبن عبد الحكم كما يفعل طلاب الكتاتيب و الأروقة .. و يتداولون أخبارة علي أساس أنها تاريخ .

أنك في الحالتين .. ناكر أو متقبل .. تصدق ... حواديت أخرى مشابهه .. أكثر سذاجة ..تطلقها أجهزة البث والدعاية و الإعلام .. يوميا فهل جت علي الست دلوكة .