مؤمن سلام 
عندما تكون قائد لشعب يعاني من الإحتلال ويسعى نحو التحرر وتأسيس دولته، فأنت بالضرورة تسعى للحصول على أكبر قدر ممكن من التضامن والتعاطف من دول وشعوب العالم، والحفاظ على أعلى درجة من الوحدة داخل مجتمعك. وهو ما يجعلك بالضرورة تبتعد عن القضايا الدولية السياسية والدينية الخلافية التي قد تجعلك تخسر قطاع من الرأى العام في مجتمعك ما يتسبب في انقسام داخلي وخسارة تأييد قطاع من الرأى العام العالمي.
 
فعندما يتوجه جناحى القيادة الفلسطينية عباس وحماس بالتهنئة لأردوجان بمناسبة تحويل آيا صوفيا من متحف إلى مسجد، هما ببساطة يوجهون إهانة لمسيحي فلسطين وكل المسيحيين الناطقين بالعربية وكل مسيحي داعم للقضية الفلسطينية في العالم، ربما تدفع الكثير منهم لمراجعة هذا الموقف الداعم، نعم قد لا يغير هؤلاء انحيازهم تماماً بانحيازهم لإسرائيل ولكن على الأقل قد ينتقلوا إلى معسكر غير المكترثين وهو المعسكر الذي أخذ في التزايد ليس فقط في الغرب بل وفي الدول الناطقة بالعربية أيضاً، خلال العشر سنوات الأخيرة.
 
فكثير من الداعمين الغربيين لحقوق الفلسطنيين يدعمونها من باب محاربة العنصرية الإسرائيلية، فماذا سيكون رد فعلهم عندما يروا أن ليس فقط حماس من تمارس العنصرية في غزة ولكن أيضاً عباس بهذه التهنئة لتحويل ما كانت كاتدرائية مسيحية أرثوذكسية من متحف إلى مسجد. ألم يفكر عباس في موقف الكنيسة الأرثوذكسية في فلسطين من هذه التهنئة وأى رسالة ستُرسلها هذه التهنئة لهذه الكنيسة وباقي كنائس العالم؟
 
لا أظن أن حماس وعباس قد فكروا في الأمر من زاوية المصالح الفلسطينية ولكن من زاوية المصالح الشخصية والحزبية. والحقيقة أن هذا ليس بجديد على القيادات الفلسطينية من عرفات إلى الآن.
 
فقد تورطت القيادة الفلسطينية في الكثير من الصراعات التي ليس للفلسطينيين فيها ناقة ولا جمل، من الصراع مع الملك حسين، والصراعات الداخلية في لبنان، والصراع بين العراق وايران، والصراع بين السوفييت والأفغان، والصراع العراقي الكويتي، وأخيراً الحرب الأهلية في سوريا، بل خسر الفلسطينيون الكثير من الدماء والأموال والتعاطف بسببها.
 
ثم يتسائل بعض الطيبين لماذا تراجع التعاطف الشعبي مع الفلسطينيين ولماذا أصبحت الأكثرية غير مكترثة؟
 
الإجابة: أنظر القيادة الفلسطينية