نبيل أبادير
التصدي للقضايا المجتمعيه المرتبطه بالثقافه والتي تجذرت فكرا وسلوكا عبر سنوات طوال يحتاج رؤيه واضحه ثاقبه في فهم وإدراك كيف تجذرت هذه الثقافه، وكيف يكون العمل عليها لتجديد الفكر وزرع سلوكيات جديده تتفق وهذا الفكر لتجديد الثقافه.
 
فإذا اخذنا مثلا جريمه ختان الإناث أو جرائم التحرش وهتك العرض وإستباحه الاجساد فهذه السلوكيات تجذرت في مجتمعنا بفعل عوامل عديده منها فكر ديني متسلط مغلوط، ومنها ثقافه مترسخة وطدت سلوكا اصبح ينظر له علي أساس انه عادي لا خطأً فيه، ونظام تربوي تمييزي بين البنت والولد،
 
وعندما عملت كممارس تنموي ميداني منذ اكثر من أربعين عاما وفي مناطق ريفيه وعشوائية ومدنيه إختبرت مدي شيوع وإنتشار هذه الثقافه عابره الطبقات الاجتماعيه والمستويات التعليميه، فيمكن ان يكون أستاذا جامعيا لكنه يؤمن بضروره الختان للبنت، والمرأه مكانها المنزل كربه بيت.
 
فالتصدي لهذه القضايا يحتاج رؤيه ثاقبه وفكرا متجددا، ومثابره وإستمراريه ولنا في ذلك رواد أوائل قضوا حياتهم بجهود كبيره وحثيثة، وفي اوقات صعبه أمثال القامتين الراحلتين الكريمتين عزيزه حسين وماري أسعد وقد أُنشأت جائزه بإسم القامتين للقضاء علي هذه الجريمه من اللجنه الوطنيه للقضاء علي الجريمه، وغيرهم كثيرين نساءً ورجالاً،
نحتاج أن نعمل معا لعقود من الزمان في محاربه ختان الإناث، فمنذ اكثر من سته عقود ونحن نحارب الختان، ومازالت الجريمه موجوده، وبنسب لا يمكن قبولها أو السكوت عليها رغم هبوطها قليلا، وحتي لو بقيت واحده فقط،
 
يحتاج هذا التصدي الي توحيد وتنسيق الجهود، وتحتاج تدخلاتنا ان تكون متجدده وقابله للفهم والإنتشار، وتحتاج لكل جهود الدوله والمجتمع المدني والإعلام والتعليم والمؤسسات الدينيه وغيرها،
 
وهو القصد الأساسي من إنشاء اللجنه الوطنيه للقضاء علي ختان الإناث بالقياده المشتركه بين المجلس القومي للمراه والمجلس القومي للأمومه والطفوله ويضم في عضويته كل المعنيين بالقضيه من أجهزه الدوله والمجتمع المدني،
 
فدعونا نعمل معا بجهود منسقه وموحده للقضاء علي هذه الجرائم التي تمتهن كرامه المراه وإنسانيتها وحقوقها.