فريدة الشوباشي
عندما يضيق البعض الخناق علينا بآراء ما انزل الله بها من سلطان ،لا مفر اذن من اللجوء هربا الي الحلم..وحلمي الذي يلازمني هذه الايام هو تغيير ما يسمي بالخطاب الديني..فمثلا يقتصر خطاب " دعاة" العقود الأخيرة علي جسد المرأة من قمة الرأس حتي أخمص القدمين..وتتوزع الفتاوي بين مطالب بابقاء المولودة في بيت الأسرة ولا تخرج منه الا علي بيت الزوجية،وآخر متساهل بعض الشئ فيسمح لها بتلقي التعليم الابتدائي او الثانوي علي اكثر تقدير ،شرط ضرب عدم الفرز الطائفي عرض الحائط، ويشتعل الخلاف بصدد نوعية زي الفتاة وتتنوع الاراء "الملزمة" بين حتمية الحجاب بالنسبة للبعض والنقاب لفريق آخر..كذلك شاعت فتاوي بصدد كل صغيرة وكبيرة وحصرها جميعا في "الدعاء" دون اي جهد آخر ،فتصلك عبر وسائل التواصل الاجتماعي دعوات الفجر والصباح والضحي والظهر والعصر والمغرب والمساء واضافة الي ذلك مراعاة يوم الدعاء ،فدعاء السبت يختلف عن دعاء الاثنين ،وهكذا ،بحيث يتسرب الوقت من بين ايدينا ونحن نتلهي بتوزيع نوعية الدعاء ووفقا لأيامنا.

.وهذا الموضوع طويل بحيث يحتاج ،ربما،الي الاف الصفحات  ولا مفر حرصا علي النجاة من الهروب الي الحلم..ومن اجمل ما احلم به ،حملات اعلامية واسعة للتوعية بقوله تعالي وجعلنا من الماء كل شئ حيٓ ، وان تجسد أعمال درامية هذا المعني العميق بإظهار مريض يقضي لعدم وجود جرعة ماء..وكذلك وردة تذبل وتذوي عطشا ،مع تجريم الدعاة لاهدار المياه بغسل السيارات ببذخ مائي معيب..ايضا أحلم باستيقاظ ضمائر اصحاب انجاب الاطفال بلا حساب او تنظيم ،بمشاهدة اطفال الشوارع وظروفهم المعبشية البائسة دون ذنب او جريرة ،وان يستغل اباؤهم وامهاتهم الوقت في العمل بدلا من احتراف التسول المهين احيانا..فالعمل فريضة والعمل حق وشرف وواجب..احلم بادراك ان مصر لن تنهض الا بسواعد وعقول ابنائها وان الصناعة هي توأم الزراعة في مكانة الأمم وأنه كما قال الزعيم الخالد جمال عبد الناصر : من لا يملك قوت يومه لا يملك حرية قراره..احلم بتركيز المجتمع علي الأهمية الحيوية للتعليم وانه السبيل الاول للترقي ولمواكبة العصر..وذلك باستعراض حياة بعض العلماء الذين افادوا البشرية باختراعاتهم البناءة  و ابحاثهم المبهرة والتي انقذت حياة الآلاف ،بل الملايين أحيانا ،بالتوصل الي علاج اشرس الأمراض والتوصل الي لقاحات تحصن من الأمراض والأوبئة التي تهدد حياة الملايين، وتحيي الأمل بانتصار الانسان علي كل ما يتهدد حياته ..

احلم بان تنتشر تعاليم الوقاية من الأوبئة بملايين اضعاف الثرثرة عن جسد المرأة ،حيث يدور من يسمون بالدعاة الجدد في هذه المساحة دون محاولة الارتفاع الي مخ المرأة ومن أروع أمثلتها العالمة ،البولندية الأصل   الفرنسية الجنسية، العظيمة ماري كوري الحائزة علي جائزتيٓ نوبل ،في الفيزياء و الكيمياء ،وتوصلت الي علاج السرطان باليورانيوم ..وبدل الحلم ،كابوس ،مرضي السرطان ،فيما لو حكم احد ،لا قدر الله ،علي ماري كوري بالبقاء في المنزل مدي الحياة،وماري كوري ،مثل ساطع علي ان القيمة الحقيقية تكمن في العقل البشري ،لرجل كان او لامرأة ٠احلم بقيام الاعلام بحملات واسعة للتوعية بخطورة الحرب بالشائعات وتشويه الحقائق وشغل الجماهير عن القضايا الجوهرية بتشتيت اهتماماتها،وحرف انتباهها ، وتعميق الهوة بينها وبين القيادة الوطنية الأمينة،التي فوضتها للسهر علي مصر ..٠المهم ،انني اشعر بحقي في الحلم ،وبعد ثورة يونيو العظيمة ،بأملي. وثقتي في تحقيق احلامنا المشروعة
نقلا عن اليوم السابع