المسكيني: يجب تحرير فكرة الله عن الأديان.. وهناك فن جديد هو سرقة ثورات الشعوب

كتب - نعيم يوسف
قال الفيلسوف والشاعر التونسي، فتحي المسكيني، إنه يجب تحرير فكرة الله عن الأديان، لأن الله ليس محصورا في المعتقدات الدينية، لافتا إلى أن هناك فكرة "إله المعتقدات"، سواء كانت مسيحية أو إسلامية أو غيرها، مشددا على أن المؤمنين فرحين دائما بما عندهم من معتقدات.

وتابع "المسكيني"، في لقاء مع قناة "سكاي نيوز عربية"، أن كتابه "الإيمان الحر"، يؤكد أن الدين يحد من الإيمان، متابعا: "نحن متأخرون، ونحن أناس آخر الزمان، ووجدنا أنفسنا يقع علينا تاريخ كبير، ويستعمل ضدنا في كل مرة نقول فيها إنه يمكننا أن نختار إيماننا".

وأشار المفكر التونسي، إلى أنه من حق الناس أن يختاروا حياتهم، ولا يجب أن نفرض عليهم شكلا معينا من المعتقدات والتقاليد، موضحا أن المذاهب والفقهاء كثيرون جدا وعلى الإنسان أن يختار ما يريحه ويؤمن به، لافتا إلى أنه حتى الإلحاد يمكن اعتباره قيمة لاهوتية تأتي في إطار جدل بين مؤمنين مختلفين، أحدهم يجدف على آلهة الآخر فيصبح ملحدا.

وأضاف: أننا الآن نعيش في عصر ما بعد الأديان، موضحا أن "الإنسانية" دخلت بقوة على القيم الحياتية، وأصبح العلماء هم من يتفاوضون حول معنى الحياة.

وأشار إلى أن الأجيال التي ثارت وتحررت نفضت الغبار عن الخطاب الديني، ولم يستطع المجتمع أن يواجه الإسلام السياسي الذي وجد أمامه ثورة شبابية بلا مضمون، فاستطاع أن يسرقها، لافتا إلى أن هناك فن جديد ظهر في المنطقة وهو فن سرقة ثورات الشعوب التي ثارت وهي لا علاقة لها بالدين.

وأوضح "المسكيني"، أن المثقفين لا يقومون بدورهم لأنهم هم أنفسهم أخذوا على حين غرة، لأنهم كانوا مندمجون في معارك معينة ثم تغيرت مفردات المعركة، والفيلسوف يجب أن يكون مصاحبا لآلام الشعوب، وليس مشرعا لها.

وشدد المفكر التونسي، على أن من يتاجر بالدين هم أخطر من تجار المخدرات، لافتا إلى أن الإسلام السياسي ليس خطيرا إلا على مجال الأمن، ولكن استعمال الدين من قبل بعض المؤسسات قد يحرم الشعوب الفقيرة من الحصول على حقوقها باسم الدين، وهناك خلط في المفاهيم لكي يصبح كل من يطالب بشيء معين وكأنه عميل أو خائن.

وأكد أنه تم الزج بالمثقفين في معارك كثيرة ليس لها أي علاقة بالشعوب، مضيفا: يمكن أن تكون لديك فلسفة رائعة ولكن لا يوجد لديك إنسان يتلقاها، مشددا على أن المعركة الحقيقية هي المعركة مع أطفالنا.