حمدي رزق
سيبك من دراما وفاة كلب بسمة زوجة تامر، البوركينى هو نوع من ملابس السباحة التى صممتها الأسترالية ذات الأصل اللبنانى «عاهدة زناتى»، وهو عبارة عن بدلة سباحة تغطى كامل الجسم ما عدا الوجه واليدين والقدمين، وهى مطاطية بما يكفى للمساعدة فى السباحة، وقد لاقت رواجًا كبيرًا لدى أوروبا'> مسلمات أوروبا.

تعملها الأسترالية ونلبسها نحن فى الساحل الشمالى، البوركينى هو «هرية» هذا الصيف الفيسبوكية، والبوركينيات غاضبات من استنكاف نزلوهن البحر، ويتحدين، وعلى الشاطئ الآخر تقف الرافضة للبوركينى تهكما وسخرية وكوميكسات، ما يثير ثائرة جماعة البوركينى.

«الزمبليطة فى الصالون» مسرحية طيب الذكر «نجاح الموجى»، تصلح وصفًا، زمبليطة البوركينى فى الساحل الشمالى.

ناس وناس، ناس تحترب على البوركينى والإسدال، وناس تحارب على الحدود، ناس تتنزه اصطيافًا، وناس تصطلى بنار الحرب، ناس تتفكه فيسبوكيًا، وناس تتجهز قتاليًا.

ناس غريبة وعجيبة تعيش بين ظهرانينا دونما إحساس بالتحديات المصيرية التى تواجه الوطن، وناس تقف على أطراف أصابعها حذر الحرب على الحدود، وناس تبلل قدميها فى رفاهية على ساحل المتوسط، ما هذا الذى نتترى فيه احترابًا.

هل البوركينى ظهر إذ فجأة فأثار الفزع، جنيات ظهرت فى البحر، هل قضمت البوركينيات المتوحشات أكتاف السابحات الفاتنات؟

عجيب أمرهم كل طلعة نهار بـ«هرية جديدة لنج»، وحكى غريب يستهدف الإلهاء، واهتبال الرأى العام، وحرف الوعى الجمعى عن هموم الوطن فى لحظة مصيرية، ربما هى الأخطر فى تاريخ مصر الحديث.

أعلم أن «حديث المؤامرة» غير مهضوم من جماعة مدد قدميك فى وجه المجتمع دون أن تغسلها، ولكن توالى مثل هذه الفسفسات الفيسبوكية، بمتوالية عددية، وتكاثر سرطانى مريب، لا نفيق من النقاب حتى يدهمنا البوركينى، ومن التحرش إلى التنمر، ومن حديث النامصة إلى حديث السافرة، وصرنا أسرى أجندة عبثية تهتبل العقل الجمعى، وتحرفه عن جادة الصواب الوطنى.

فى مثل هذه الظروف «لا صوت يعلو فوق صوت المعركة»، والثورة قايمة والكفاح دوار، هكذا خبرنا الحالة المصرية احتشادًا خلف الجيش والقيادة، خلف الأسود على الحدود، من ذا الذى يفكك هذا الاحتشاد الوطنى المستجوب، من ذا الذى يحرف الموجة الوطنية عن مستقرها على الحدود المهددة.

بوركينى، هل هذا وقته ومكانه؟ اتقوا الله فى وطنكم، وفى جيشكم، وفى أنفسكم، لا نملك رفاهية الحكى التافه فى الزمن الفاسد، تلبس بوركينى تلبس إسدال، إن شاالله تنزل البحر عارية، فقط غضوا البصر، وكفاية تحرش بالعقل المصرى.
نقلا عن المصرى اليوم