كتب – روماني صبري 
في ظل ارتفاع حدة التوتر بالشرق المتوسط وبلوغه خلال الأيام الماضية مستويات غير مسبوقة، طالب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال استقباله نظيره القبرصي في باريس، بتحرك الاتحاد الأوروبي للرد على الاستفزازات وانتهاكات المجال البحري في شرق المتوسط، مشددا على سعيه لفرض عقوبات على من يخرق الحدود البحرية لليونان وقبرص في قمة لدول الاتحاد المطلة على المتوسط تستضيفها باريس، الموقف الفرنسي أعقب بيانا للبحرية العسكرية اليونانية عن نشر بوراج في بحر "ايجا"، بسبب الأنشطة التركية لاستكشاف موارد الطاقة، فيما اتهم المتحدث باسم الخارجية التركية، الحكومة اليونانية بطرح مزاعم تتناقض مع القانون الدولي.
 
الناتو في خطر لوجود تركيا 
ولمناقشة ذلك، قال نزار جليدي صحفي ومحلل سياسي، أن الموقف الفرنسي أصبح علنيا، بعدما كان في الكواليس، ونحن لا ننسى انه منذ عام تقريبا قال "ماكرون"، أن (الناتو) في حالة موت سريري بسبب وجود تركيا، واليوم الموقف الفرنسي صلب جدا، لماذا لان باريس الآن هي من تقود قطارة الاتحاد الأوروبي."
 
أنقرة تجند الإرهابيين 
وأردف خلال تقنية "الفيديو" لبرنامج "اسأل أكثر" المذاع عبر فضائية "روسيا اليوم"، ألمانيا التي كانت جدار الصد، في كل هذه المواضيع ستغادر قريبا، وفرنسا لها مصالحها في ليبيا." 
 
 لافتا :" دور تركيا في ليبيا يقلق فرنسا وأوروبا خاصة عندما نتكلم عن نشرها الآلاف الإرهابيين في طرابلس والتي جاءت بهم من سوريا، إلى جانب أن الرئيس التركي يريد أن يسطر على سرت." 

باريس في عداء مع الإسلاميين 
وتابع :" الموقف الفرنسي ممكن أن يفهم من خلال الرئيس ولكن الأهم جدا انه خلال الأسبوع الماضي عند تعيين الحكومة، قال وزير الداخلية الفرنسي الجديد علنا :" باريس في عداء مع جماعات الإسلام السياسي، وعندما تتحدث فرنسا عن الإسلام السياسي الآن، فهي تقصد جماعة الإخوان المسلمين والداعمين لها، مثل اردوغان الذي يحتل الآن ليبيا." 
 
يحق لها ! 
تنقيب السفن التركية في الجزيرة اليونانية، ألا تهدد تركيا استقرار شرق المتوسط، بمثل هذه التصرفات كما تقول الحكومة اليونانية ؟.
 
وردا على ذلك قال إسماعيل كايا، كاتب ومحلل سياسي، أن الرئيس الفرنسي يواجه أزمات كبرى في بلاده وفشل في وضع حلول لها، ومحاولة وضعه في صورة المنتصر نوع من التضليل، زاعما انه يحق لتركيا التنقيب في المتوسط .
 
الفسحة التركية انتهت 
وشدد نزار جليدي الصحفي والمحلل السياسي، على أن المشكلة لفرنسا ليست الأزمة الليبية، بل في حلم تركيا بدخول البحر الأبيض المتوسط ما يهدد الأمن العالمي، لافتا :" في اعتقادي أن "الفسحة التركية"  في المتوسط انتهت لان فرنسا رفعت الآن صراحة  الورقة الحمراء في وجه الرئيس التركي المقامر.