كتبت - أماني موسى
قال الكاتب عماد أديب، أن يوم 20 يوليو هو يوم مهم جدًا في تاريخ مصر، لأنه يوم اصطفاف وطني، حيث أعطى البرلمان المصري المنتخب بجميع أعضاءه تفويضًا محددًا وصريحًا للقوات المسلحة المصرية والقائد الأعلى والرئيس المصري في اتخاذ ما يلزم من إجراءات تجاه عملية نوعية عسكرية من أجل أهداف محددة وهي مواجهة الإرهاب التكفيري الموجود في الجبهة الاستراتيجية الغربية والقضاء على المرتزقة الأجانب.

دولة دستور لا يمكن تحريك قوى خارج الحدود إلا بتفويض صريح وواضح من البرلمان
وتم صياغة هذا البيان وكان نوع من الصياغة السياسية والقانونية البديعة تؤكد أننا دولة دستور لا يمكن تحريك قوى خارج الحدود إلا بتفويض صريح وواضح من البرلمان، وكان بإجماع كافة الحاضرين بما يؤكد السلطة الشعبية المنتخبة وقفت خلف القيادة السياسية، ففي هذا اليوم استكملنا مجموعة من الإجراءات الهامة جدًا تبدأ بالمبادرة السياسية التي تقدمت بها مصر، من أجل إقامة حوار، ثم اللجوء إلى كافة المحافل الدولية، ثم الاتصالات الدولية المكثفة، ثم وصلنا إلى المناورة في سيدي براني، ثم الاجتماع مرتين مع زعماء القبائل الليبية، ثم الاجتماع مع مجلس الدفاع الوطني، ثم الاتصالات الأخيرة التي يجريها الرئيس وأنتهت بمحادثة هاتفية مع الرئيس الأمريكي ترامب، ثم كافة الفعاليات والسلطات والمؤسسات في مصر، وحدث التأييد والغطاء السياسي والشعبي والتشريعي لأي عمل عسكري، جاء من البرلمان ودار الإفتاء والكنيسة القبطية ومن كافة أطياف الشعب.

تأمين جبهة داخلية
وأضاف في مداخلة مع الإعلامي محمد علي خير، ببرنامج "المصري أفندي" المقدم عبر شاشة القاهرة والناس، الآن أمام رئيس الجمهورية عدة نقاط تقول أنه أنك جاهز عسكريًا ومعلوماتيًا، وكذا اجتماعه مع الوزراء من وزير تموين وغيره وتأمين وجود جبهة داخلية.

شخص العسكري هو أكثر شخص يريد استبعاد قرارات الحرب لأنه يعلم حجم خسائرها
وأردف، أعتقد الآن السيد رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة في لحظة القرار النهائي بعد أن اكتملت أمامه كافة العناصر، مشيرًا إلى أن الشخص العسكري هو أكثر شخص يريد استبعاد قرارات الحرب لأنه يعلم حجم ما ينتج عن هذه الحروب من خسائر، مستطردًا: الثلاث حروب كلفت البشرية أموالاً وأرواحًا كانت من قبل أشخاص ليسوا عسكريين محترفين، منهم هتلر وصدام حسين وأسامة بن لادن، وهم أكثر 3 أشخاص أدوا إلى حروب عظمى وكلفوا البشرية أرواح وأموال، عكس القائد العسكري الذي يرى أن الحرب عملية مكلفة جدًا بها أرواح ناس وتكاليف مادية، فيحسب حسابته بدقة شديدة جدًا لأنه يدرك ماهية الحرب.

هل هناك سيطرة أمريكية على أردوغان!
وتابع، الآن اكتملت كافة العناصر أمام الرئيس ويبقى أمامه الآن الإجابة على السؤال الطبيعي: هل التهديد الوجودي التركي الميليشاوي يستدعي الآن القيام بعمليات عسكرية؟ هل هناك مجال لمفاوضات لحظة أخيرة؟ هل هناك سيطرة أمريكية على أردوغان ووجود رادع له أم أن ترامب مازال في مشروعه الأحمق للولايات العثمانية الجديدة؟ هل مازال أردوغان حسب اللقاء الذي تم بين وزير دفاعه والأمير القطري يرى أنه من الأفضل استنزاف وإيذاء والإضرار بمصالح مصر؟ هل يرى أن مصالحه النفطية في منطقة الهلال النفطي الليبي هي الأهم؟ هل هو يريد خلق وضع عسكري يعلم أنه بالنهاية سيذهب إلى مائدة مفاوضات فيريد خلق وضع تفاوضي تكون فيه القوات إن لم تدخل سرت أو الجفرة تكون على مقربة منهم؟

دولة مؤسسات
وأوضح أن الرئيس السيسي لم يطلب من البرلمان رخصة على بياض بخوض حروب في اتجاهات الدولة الأربعة، بل حدد الجهة الغربية فقط وهو أمر يحترم، وانتهى عصر "الشيك على بياض"، وهو إتباع لدولة الدستور ودولة المؤسسات، حيث طلب الرئيس تفويض على وضع محدد بعينه وليس تفويضًا مفتوحًا.

اربعة اعتبارات في قرار تركيا بتخطي الخط الأحمر
وعن ما إذا قررت تركيا تجاوز الخط الأحمر سرت والجفرة، قال أديب: سيكون هناك أربعة اعتبارات، الأول هو بذات الرئيس التركي أردوغان لأنه صاحب السلطة المطلقة في تركيا في إتخاذ القرارات العليا، والنقطة الثانية هو التقدير العسكري لهيئة أركان الجيش التركي إذ أن أردوغان سيتحمل تبعات هذا القرار سياسيًا بينما سيتحمل الجيش التركي تبعات هذا القرار على بقية المستويات، النقطة الثالثة هي رغبة واستعداد الدوحة في الوجود في ليبيا والتمويل للعمليات العسكرية، إذ أن قطر كانت مسؤول التمويل للعمليات العسكرية التركية في آخر عامين، وخرج وزير الدفاع التركي بعد العملية التركية في شمال شرق الفرات في سوريا بإدلب وقال نصًا "نشكر دولة قطر لتمويلها بالكامل العمليات العسكرية التي قمنا بها في سوريا"، والآن التمويل مشترك في المقاولة التركية بعملية ليبيا بين البنك المركزي الليبي وأمواله من أرباح البترول الخاص بالشعب الليبي، وبين البنك التعاوني الزراعي وبه الأموال التي لا تخضع لرقابة ويخضع تحت رئاسة أردوغان.