سليمان شفيق
امريكا تدعوا لتثبيت وقف اطلاق النار ، وروسيا تؤيد مصر تدعو للسلام
الجزائر أجلت زيارة عقيل البرلمان الليبي'> رئيس البرلمان الليبي دون ابداء الاسباب

عكست الصحافة مواقف الدول الكبري حول الموقف من التصعيد التركي في ليبيا ،" صحيفة العربي الجديد" ، تقول إن التحركات بشأن ليبيا قد تسارعت بين كل من مصر وتركيا والولايات المتحدة خلال الساعات القليلة الماضية بهدف كبح التصعيد العسكري و نقلت الصحيفة أن حكومة الوفاق الوطني الليبية واصلت تحشيدها على تخوم سرت وأعلنت أن المعركة أصبحت قريبة جدا أشارت العربي الجديد إلى الضغوط الأمريكية الرامية إلى تثبيت وقف إطلاق النار والعودة إلى طاولة الحوار بين طرفي الصراع في ليبيا،هذه الضغوط بدأت تعطي ثمارها إعلاميا كما تقول الصحيفة.
 
من جهتة قال البيت الأبيض إن الرئيس دونالد ترامب بحث مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، اليوم الاثنين الماضي، سبل تهدئة الوضع وخفض التصعيد في ليبيا وقال البيان، في بيان له، إن الصراع في ليبيا بين قوات حكومة الوفاق في طرابلس وقوات الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر "قد تفاقم بدخول قوى أجنبية وأسلحة، وسط استمرار استعانة حكومة الوفاق بقوات ومرتزقة أجانب جلبتهم تركيا، وإعلان الجيش الليبي إعادة تشكيلاته وتموضعه استعدادا للمواجهات المتوقعة مع قوات الوفاق المدعومة من تركيا.

الموقف الجزائري :
من جهة اخري عبر الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، في مقابلة مع الصحافة المحلية، عن مخاوفه من أن "تتحول ليبيا إلى صومال أخرى"، وتحدث في الوقت نفسه عن "مشروع جزائري وربما تونسي أيضا" لاحتواء هذه الأزمة، ويأتي هذا في وقت يتزايد فيه التوتر على الأرض خاصة مع حشد قوات الوفاق لقواتها حول محيط مدينة سرت، وظهور مؤشرات تفيد بإمكانية تدخل مصر عسكريا في هذا البلد المغاربي إثر موافقة البرلمان المصري الإثنين على قيام جيشه بـ"مهام قتالية" في الخارج.

كما  دعا تبون، الأحد الماضي ، إلى ضرورة التعجيل بالحل السياسي لوقف إراقة الدم الليبي ليتمكن الليبيون من إعادة بناء دولتهم في إطار الشرعية الشعبية، بعيدا عن التدخلات الخارجية، جاء ذلك عندما تباحث تبون مع ستيفاني ويليامس، الممثلة بالنيابة للأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة في ليبيا التي تزور الجزائر، وفق ما ذكره بيان الرئاسة الجزائرية

كما تباحث الطرفان حول التطورات الميدانية المقلقة في ليبيا في ضوء مساعي منظمة الأمم المتحدة لاستئناف عملية السلام انطلاقا من قرارات ندوة برلين الدولية، وشدد الرئيس الجزائري على ضرورة التعجيل بالحل السياسي في ليبيا، مؤكداً بأنه الحل الوحيد لوقف إراقة الدماء والإبقاء على الوضع تحت السيطرة، حتّى يتمكن الشعب الليبي الشقيق من إعادة بناء دولته في إطار الشرعية الشعبية، وبما يضمن وحدته الترابية، وسيادته الوطنية، بعيدا عن التدخلات العسكرية الأجنبية.

وأجل رئيس مجلس النواب الليبي المستشار عقيلة صالح زيارته، السبت، إلى الجزائر وفق ما أكدته مصادر دبلوماسية جزائرية لـ"العين الإخبارية".
ولم تصدر السلطات الجزائرية أي توضيح أو تعليق عن أسباب تأجيل زيارة صالح، كما لم يكشف مجلس النواب الليبي عن دوافع القرار

وأعرب الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون عن استعداد بلاده لاستضافة محادثات سلام بين الفرقاء الليبيين برعاية أممية، وأعرب في المقابل عن استيائه من تحرك أطراف بـ"أطماع اقتصادية" في إشارة لتركيا

وأكد بأن حكومة الوفاق –غير الدستورية– "تجاوزتها الأحداث"، ودعا إلى ضرورة تشكيل مجلس رئاسي يمثل جميع الليبيين، في إشارة جديدة إلى زيادة عزلة السراج وميليشياته بعد استقوائه بتركيا والدواعش وتحويله القرار الليبي إلى أنقرة.

ودعا الفريق السعيد شنقريحة، السبت، القوات الجوية إلى "اليقظة الشديدة والتأهب وكسب التحديات وحماية أمن البلاد" ، وهي التصريحات التي تؤكد بحسب المراقبين الأمنيين "إعلان حالة استنفار جديدة" لمواجهة تحديات جديدة.

تحديات يؤكد الملاحظون أنها فُرضت على الجزائر من خاصرتيها الشرقية في ليبيا والجنوبية من شمال مالي، عقب الاحتلال التركي للغرب الليبي الذي استعملت فيه "الدواعش وأخطر مرتزقة الشمال السوري"، وتسعى وفق أجندة مفضوحة لـ"تقسيم ليبيا" وفرض أنظمة إخوانية في الساحل وغرب أفريقيا.

ويبدو ذلك من تصريحات الرئيس تبون ورئيس الاركان شنقريحة  ويبدو ذلك – بحسب خبراء أمنيين –رسائل "ردع جديدة" موجهة لتركيا ومن معها من "ترسانة الإرهابيين" الذين باتوا تهديداً حقيقياً للأمن القومي الجزائري، فيما يشبه "رد تحدٍ" أيضا على مخططات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لـ"لي ذراع الجزائر".

وذلك من خلال "النبش في أكثر المناطق حساسية لأمن الجزائر القومي وهما ليبيا ومالي" لـ"إجبارها على التنازل على مواقفها المتصادمة مع أطماعه وأهدافه التوسعية".

الموقف الروسي :
أكد وزير الخارجية المصري سامح شكري، أمس الثلاثاء، أن "مصر ستتصدى بحزم لأي تدخلات أجنبية في ليبيا ونقل المسلحين الأجانب والإرهابيين من سوريا".

جاء ذلك خلال مع وزير خارجية روسيا سيرجي لافروف، بحث خلاله الموقف الدقيق في ليبيا، بالإضافة إلى مناقشة القضايا ذات الاهتمام المشترك.
وقال أحمد حافظ، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، إن شكري عرض الموقف المصري إزاء التطورات الأخيرة على الساحة الليبية، مبرزا الحرص على تفاعل الليبيين مع إعلان القاهرة، والذي يأتي مكملاً لمسار برلين السياسي، بغية التوصل إلى تسوية سياسية ومستدامة للأزمة، بما يضمن استعادة الأمن والاستقرار والقضاء على الإرهاب.

وأكد شكري على ضرورة وقف إطلاق النار في ليبيا إفساحاً في المجال للمفاوضات السياسية، وكذا رفض مصر وتصديها لأي تدخلات أجنبية في ليبيا لما تمثله من تهديد خطير على أمن وسلامة المنطقة.

ونوه أيضاً بضرورة التصدي بحزم لعمليات نقل المقاتلين الأجانب والإرهابيين من سوريا إلى ليبيا.

في هذا أعلن رئيس اللجنة الدولية فى مجلس الفيدرالية الروسي، كونستانتين كوساتشيف، أن ظهور "خريطة الحل" المصرية في ليبيا هو لإعادة فرض التوازن فيها، ولجم التوسع التركى فى البلاد جاء ذلك

فى تصريحات خاصة لوكالة "سبوتنيك"، قال كوساتشيف: "فى الواقع، الصراع فى ليبيا بدأ داخليا من خلال المواجهة بين المناطق الشرقية التى تعارض طرابلس التى هى بيد حكومة الوفاق الليبية برسائة فايز السراج، حيث عقدت الأخيرة فى أواخر نوفمبر 2019، اتفاقا للتعاون العسكرى مع تركيا قدمت فيه أنقرة كل أنواع الدعم العسكرى لحلفائها فى طرابلس من سلاح وصولا إلى المقاتلين".

وأضاف كوساتشيف، قائلا: "على وجه الخصوص نقلت بعض وسائل الإعلام معلومات بقيام تركيا بنقل آلاف المقاتلين من تونس وحولت أنقرة مدينة مصراتة الساحلية على ساحل البحر المتوسط في ليبيا إلى جسر عسكرى لنقل القوات هناك".

وتابع كوساتشيف، قائلا: "إن هناك أدلة على أن تركيا وجهاز الأمن الوطنى الليبى يناقشان إمكانية استخدام الأتراك لقاعدتين عسكريتين في ليبيا".
وقال كوساتشوف بشأن التحرك المصرى الأخير: "إن ظهور خريطة الحل المصرية هو لتحقيق التوازن وإعادة لجم التوسع والدور التركي في ليبيا، الذى ينمو على خلفية الطموحات المتزايدة للرئيس التركى".

وأشار السيناتور إلى أن الاستمرار فى الصراع من قبل الأطراف وجذب القوى الخارجية الأخرى لن يسهم بحل الوضع فى ليبيا، مشيرًا إلى أن "موقف روسيا معروف جيدا ولا يتغير ونحن بحاجة إلى مفاوضات وموافقة الطرفين على تسوية وفقًا للصيغ المقترحة فى مختلف المنصات (موسكو وبرلين) ولسنا بحاجة إلى تعزيز أطراف النزاع، ولكن لتشجيعهم على الحوار، لكن فى الوقت الحالى من الواضح أن الجميع بعيدون عن إنجاز هذه المهمة من قبل اللاعبين الرئيسيين فى المنطقة".

من جهة أخرى، رأى النائب الأول لرئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الاتحاد الروسي، فلاديمير جاباروف، أن استجابة مصر لنداء مجلس النواب الليبى بالتدخل يمكن أن يساعد على استعادة الدولة الليبية.

وشدد جاباروف فى الوقت نفسه على ضرورة السعى إلى حل سياسى للأوضاع فى هذا البلد، مضيفا: "بالطبع هناك حاجة لإجراء مفاوضات سياسية لتسوية الوضع. ولكن إذا ساعدت مصر ليبيا على استعادة الدولة."

هكذا تتارجح القوي الدولية من الولايات الامريكية وروسيا ما بين الموافقة علي التدخل المصري منجهة والدعوة لان يكون ذلك لاقرار التوازن وصولا للسلام من جهة اخري ، في حين تتنافس الجزائر مع مصرللعب الدور الاكبر في الصراع في ليبيا ضد التدخل التركي واطماع اوردغان من جهة وربما خشية الوجود المصري في ليبيا ، (لاحظ ان البيانات الجزائرية تصف ليبيا بالبلد المغاربي) كما انها أجلت زيارة البرلمان الليبي'> رئيس البرلمان الليبي عقيل دون ابداء الاسباب .