د. محمد طه
- المشكلة مش موضوع البيكينى واللا البوركينى (المايوه الشرعى) على الإطلاق، دى الظاهرة اللى على الوش.. ده عرض خارجى وليس المرض والتشخيص.. خلينا كده أذكياء وجدعان ونبص أعمق شوية.

- أصحاب البيكينى من جواهم بيحتقروا أصحاب البوركينى، شايفينهم متخلفين، ورجعيين، ومقفلين.

- أصحاب البيكينى قرروا يعملوا لنفسهم مجتمعات مغلقة، وأماكن خاصة، مطاعم وكافيهات وشاليهات وحمامات سباحة، يمنعوا فيها دخول من لا يشبههم، ويعملوا انترفيوهات قبل الشراء والتمليك، ومكالمات تليفون للحجز قبل الدخول، وحراسة وأمن على الأبواب.

- أصحاب البيكينى عملوا لنفسهم فقاعة كبيرة يعيشوا فيها براحتهم، بعيداً عن أصحاب البوركينى، منتجعات وكومباوندات وتجمعات مختارة بعناية، والود ودهم يكون فيه جدار عازل، وسياج شائك، وأسلاك مكهربة حواليهم تمنع الاقتراب والتعامل والاحتكاك. مش بس كده، ده بعضهم -من جواه أوى- هايكون مرتاح أكتر لو تم التخلص من أصحاب البوركينى دول خالص (بكل ما يمثلوه ويعبروا عنه)، لو اختفوا من الوجود، لو اتعملت ليهم إبادة جماعية كاملة.

وضحت الصورة؟ فشيت غليلك؟ غذيت غضبك؟ عبرت عن اللى جواك؟

طيب اهدى كده شوية.. وتعالى نبص من الناحية التانية.. تعالى نشوف الجانب الآخر من الموضوع، والنص التانى من الحكاية..

- أصحاب البوركينى من جواهم برضوا بيحتقروا أصحاب البيكينى (وأقصد كل هذه الثقافة مش بس مظاهرها)، شايفينهم فسدة وفسقة وعاهرات وسافرات، ويستحقوا الحرق أحياء..

- أصحاب البوركينى (والمقصود أيضاً كل هذه الثقافة مش بس مظاهرها)، بيحذروا بناتهم وأولادهم من مجرد الاحتكاك أو التعامل مع أصحاب البيكينى، علشان مايبوظوش (تربيتهم)، ويفسدوا (أخلاقهم)..

- أصحاب البوركينى شايفين ان التحرش والتنمر والأذى اللفظى أو الجسدى اللى ممكن يتعرض ليه أصحاب البيكينى هو نتيجة منطقية لسفورهم وعهرهم، وانهم هما اللى جابوه لنفسهم، وانهم يستاهلوه.

- أصحاب البوركيني عاملين برضه حواليهم جدار (نفسي) عازل، وسياج (روحى) شائك، وأسلاك طويلة مكهربة، وبرضه بعضهم -من جواه أوى- هايكون مرتاح أكتر لو تم التخلص من أصحاب البيكينى دول خالص (بكل ما يمثلوه وما يعبروا عنه) ، لو اختفوا من الوجود، لو اتعملت ليهم إبادة جماعية كاملة.

إيه الأخبار دلوقت؟ غضبك عامل ازاى؟ لف ناحيتى أنا شخصياً واللا لسه؟

المشكلة يا صديقى مش فى البوركينى وثقافته، ولا فى البيكينى وثقافته.. المشكلة هى أن كل واحد فينا مش بيطيق أى حد مختلف عنه فى أى شئ..

الكارثة مش فى حمامات السباحة ولا فى الكافيهات ولا فى الشوارع.. الكارثة فى العقول..

الموضوع مش موضوع لبس.. الموضوع موضوع تركيبة نفسية كاملة..

احنا (كتير مننا) متخصصين فى الأحكام على الناس وعلى بعض..

احنا (بيننا) عنصريين أكتر مما نتصور أو ننكر..

احنا (بعضنا) بيتعامل بتعالى تعاظم وألوهية مالهاش مثيل..

فيه نوعين مالهومش تالت من العلاقات الإنسانية (الإنسانية): علاقة (إما.... أو...).. وعلاقة (.... و ....).

علاقة طرف فيها يبقى عايز يبيد الطرف التانى من الوجود.. وعلاقة (لكم دينكم ولى دين).

دول مش بس نوعين من العلاقات.. دول نوعين من الوجود.. موقفين من الحياة.. طريقتين للتفكير والشعور والتعامل..

يعنى فيه حد هايقرا كلامى ويفهمه ويعلق عليه من ناحية واحدة، ووجهة نظر منفردة.. تنتصر لأحد الطرفين، وتولع فى الطرف التانى بالغضب والنار..

وفيه حد هايبعد شوية، ويحاول يشوف الصورة كاملة، ويهدى، ويبص جوه نفسه، قبل ما يبص براها..

هل فيه أمل ان ده يتغير؟
حقيقي مش متأكد..

#محمد_طه