تعرضت للقصف إبان الحرب العالمية الثانية.. والحرق عام 1972 و2015

كتب - نعيم يوسف
في وقت مبكر من صباح اليوم، استيقظ الجميع على مشاهد ألسنة النار تلتهم تراثا إنسانيا تمتد جذوره إلى مئات السنين، وهو كاتدرائية مدينة نانت الفرنسية، لتبتلع النيران خسائر "لا تقدر بثمن"، وتعيد إلى الأذهان مشاهد حريق كاتدرائية نوتردام الفرنسية، والتي هزت العالم أجمع.

كاتدرائية على الطراز القوطي

الكاتدرائية التي يبلغ ارتفاعها 63 مترا، وتتميز بالطراز القوطي، الذي ازدهر في القرون الوسطى، في أوروبا، ويظهر من استخدام الأقواس المدببة في واجهتها، كنيسة كاثوليكية رومانية تقع في نانت، بايي دو لا لوار، فرنسا، وتحمل اسم "سان بيار اي سان بول"، والتي تعني في العربية القديس بطرس والقديس بولس.

457 عاما من البناء

في عام 1434، عندما كانت نانت وبروتاني مزدهرتين تجاريًا، أعيد بناء الكنيسة، وقد تُدهش عندما تعلم أن البناء استغرق 457 عاما حتى ينتهي، وقد اكتمل في عام 1891، رغم أن وزارة الثقافة الفرنسية أدرجتها كنصب تاريخي قبل اكتمال البناء بنحو ثلاثين عاما، في عام 1862.


كوارث متلاحقة
حريق اليوم لم يكن هو الكارثة الأولى التي تتعرض لها الكاتدرائية التي تضم عدة كنائس، فقد تعرضت للقصف في يوم 15 يونيو عام 1944، إبان الحرب العالمية الثانية، حيث أقدمت قوات الحلفاء على قصفها، ما أدى إلى تدمير جزءا منها، واستغرق إصلاحها عدة سنوات، وأثناء العمل على إصلاحها وبالتحديد في 28 يناير عام 1972، التهمت ألسنة اللهب الكاتدرائية، بسبب تعامل خاطئ من قبل عامل مع موقد غاز، وتم السيطرة على الحريق بعد أكثر من 5 ساعات، ولم تفتتح مرة أخرى إلا بعد عشرات السنوات، وبالتحديد في مايو عام 1985.

وفي عام 2015، تعرضت الكاتدرائية لحريق أصاب المبنى الكاثوليكي بنيران ضخمة دمّرت ثلاثة أرباع سقف كنيسة سانت دوناتيان وسانت روجاتان، وهو مبنى ديني من القرن التاسع عشر ملحق بالكاتدرائية.


كارثة جديدة.. وخسائر فادحة
استيقظ العالم صباح اليوم على كارثة جديدة ضربت الكاتدرائية حيث أصيبت بـ"حريق مفتعل" كما أكدت سلطات التحقيق فيما بعد، حيث أعلن مدعي عام الجمهورية في مدينة نانت، بيار سينيس، لوكالة فرانس برس فتح تحقيق حول "حريق مفتعل" في الكاتدرائية، موضحا أنه تم اكتشاف "ثلاث نقاط مختلفة للنيران" مضيفا: "في هذه المرحلة، فإنّ تحقيقا فتِح حول حريق مفتعل، لا وجود لاستنتاجات يمكن استخلاصها الآن إذ يتوجب علينا القيام بعمليات مسح عدة من شأنها الإتيان بعناصر جديدة".

في غضون ذلك، قال مدير قسم الإطفاء الجنرال لوران فرلاي، "الأضرار تركزت على الأرجن الكبير الذي يبدو أنه دمّر بالكامل"، لافتا إلى أنه تم الدفع بـ60 سيارة إطفاء، وأن الخسائر في الكاتدرائية لا تقدر بثمن.