كتب – محرر الاقباط متحدون ر.ص 
تحتفل الكنائس الكاثوليكية في الشرق اليوم بعيد السيدة مريم العذراء سيدة الكرمل وثوبها الخلاصي.
 
وبحسب الصفحة الرسمية للكنيسة الكاثوليكية بالأردن، تأخذ الرهبنة الكرمليّة اسمها من جبل الكرمل في الأراضي المقدّسة وهو مكان مكرّس للعذراء القديسة مريم، حيث بُنيت كنيسة صغيرة إكراما لهاً باسم انتقال مريم بالنفس والجسد الى السماء. ودخل القديس سيمون ستوك الرهبنة الكرمليّة في كِنت- انجلترا عندما كان في الأربعين من عمره. لقد أُرسل سيمون الى جبل الكرمل في الأراضي المقدّسة وعاش حياةً ملؤها الكفّارة والصلاة الى أن أُجبِر هو ومعظم إخوته المكرّسين على الرحيل من قبل غير المؤمنين وأبحرت المجموعة الى إنجلترا. وفي الاجتماع العام الذي عُقِد في أيليسفورد- إنجلترا عام 1245، انتُخب القديس سيمون بالإجماع رئيساً عاماً للرهبنة الكرمليّة.
 
كان القديس سيمون ستوك متعبّداً بشدّة لأمّنا القديسة، وذلك ما ساعدنا في تفسير سبب ازدهار الرهبنة الكرمليّة فور البدء بإعطاء توجيهاته رغم الاعتراض الكبير. واستجابةً لاستغاثته بالأم القديسة من أجل مساعدة رهبنته التي تواجه المقاومة، وفي 16 يوليو من عام 1251 (عندما كان في السادسة والثمانين من عمره) ظهرت له العذراء مريم حاملةً بيدها ثوباً كتفياًّ بنّيَّ اللون (وهو ثوب فضفاض بلا كُمّين يتدلّى من الكتفين) وقالت له:
 
“استلم يا بنيّ الحبيب، هذا الرداء لرهبنتك: سيكون امتيازاً لك ولكلّ الكرمليّين، أي شخص يموت مرتدياً إياه لن يقاسي النار الأبديّة.” وقد كان هذا حقاً هديّة عظيمة ووعداً عظيماً من أمّ الله.
 
بعد هذا الظهور ذهب الراهب ستوك ليؤسّس أديرة كرمليّة قرب المدن التي تحوي جامعات في إنجلترا وفرنسا وإيطاليا. وأصبح المشرف العام في رهبنته بعد الظهور بعدة سنوات. ولفترة من الزمن أُعتبر ثوب الكرمل أحد أكثرالرموز الدينيّة انتشاراً والتي تدلّ على تكريس الذات لمهمّة مريم . لكنّ استخدام رموز التكرّس لمريم.
 
ظلّ ثوب سيدة الكرمل أحد أثمن العطايا وواحداً من الرموز المقدّسة التي منحت مغفرات قيّمة للكنيسة. ولا تقتصر قيمته على ذلك بل إنه في الحقيقة ثوب أعطي لنا من قبل السيّدة العذراء وجعلنا أولادها المميّزين. إنّ مباركة ثوب سيدة جبل الكرمل وارتداءه يُدرِج اسم الشخص في جمعيّة ثوب الكرمل ويجعله مشتركاً في كلّ الأعمال الروحيّة التي يؤدّيها المكرّسون في رهبنة سيدة جبل الكرمل.
 
اختارت العذراء مريم أن يكون ظهورها الأخير في لورد في السادس عشر من يوليو عام 1858. وهو عيد العذراء سيدة جبل الكرمل اليوم الذي تحتفل فيه الكنيسة بذكرى ظهورها للقديس سيمون ستوك. وظهرت العذراء مريم في فاطيما في الثالث عشر من أكتوبر عام 1917، على هيئة سيدة جبل الكرمل عندما ودّعت الأطفال الثلاثة. وعلى مدى العصور، ظلّت سلطانةَ الكرمل ترعى بإخلاص مصائر أبنائها الأعزّاء على الأرض ..
 
-يقول البابا بيوس الثاني عشر : “كل من يلبس الثوب يُعبّر عن اتّحاده وتعلّقه بمريم”
 
ثوب العذراء هو العلامة الخارجية لهذا الإتحاد، لكنّه ليس علامة سحريّة ذلك أنّ العذراء تطلب بالمقابل تعاونًا حرًا حتّى الممات، فالشرط هو التالي: كل من يبقى أمينًا لثوبها حتّى الممات، يخلُص” أي أن يحافظ على تكرّسه لأم الرحمة وانتمائه لها وخدمتها .
 
-كتب البابا يوحنا الثاني والعشرون، في وثيقة رسمية أصدرها عام 1322: “كل من يرتدي هذا الثوب ينجو من العذابات. وتكون مريم العذراء شفيعة له.