كتب - نعيم يوسف

لم يدر الإمبراطور قسطنطين، عندما شيد كنيسة كبيرة في عام 360 ميلادية، أن حاكما سيأتي بعد نحو 1700 عام، يدعى رجب طيب أردوغان سوف يستخدمها ليستفز العالم كله، ويحولها إلى مسجد.
 
تصرفات مستفزة للعالم
وخلال الساعات الماضية، أصبح اسم "آيا صوفيا" من أكثر الأسماء المتداولة عبر المواقع الإخبارية العالمية، بعد أن حكمت المحكمة الإدارية بتحويل متحف آيا صوفيا (ويعرف أحيانا بكنيسة آيا صوفيا) إلى مسجد رسمي، كا يرغب الرئيس التركي الحالي، وقضت  بإلغاء قرار الحكومة التركية عام 1934، برئاسة كمال أتاتورك، بتحويله إلى متحف.
 
ولهذه الكنيسة قصة مأساوية نعرضها لكم في السطور التالية.
عام 360 ميلادية، بنى الإمبراطور قسطنطين، كنيسة جديدة، وبعد فترة من الزمن بنيت على أنقاضها كنيسة أخرى، حملت اسم "ميجالي إكليسيا"، وهي تعني جملة "الكنيسة الكبيرة"، ثم تحول اسمها فيما بعد إلى "آيا صوفيا"، وهي عبارة تعني: "مكان الحكمة المقدسة".
 
في عصر محمد الثاني، الإمبراطور العثماني، المعروف بغزواته خارج البلاد، استطاع الوصول إلى القسطنطينية التي سقطت في يده عام 1453 ميلادية، ليشهد "مكان الحكمة المقدسة" جريمة مأساوية لا تستطيع أن تنساها ذاكرة التاريخ.
مذبحة مروعة
بعد حصار نحو 52 يوما، دخل جنود السلطان الغازي إلى المدينة، وتوجهوا إلى الكنيسة التي تحصن فيها آلاف المسيحيون ورجال الدين، ونفذ الغزاة جريمة بشعة في حق الأسرى، حيث قطعوا رؤوس الرجال، واغتصبوا النساء، وقطعوا رؤوس الأساقفة والكهنة، لتتخضب أرضيتها بدماء كل من فيها.
 
تحويلها إلى  مسجد
عقب هذه المذبحة، زار السلطان محمد الثاني الكنيسة، وكانت تحفة معمارية ضخمة، فأنزل رجاله الصليب من عليها، وعلقوا لافتات إسلامية، وقرر السلطان أن يحولها إلى مسجد، ويصلي فيها، وهو ما حدث بالفعل، بعد تكسير أبوباها البرونزية، وإحراق الأيقونات وأجساد القديسين الموجودة بها.
كمال أتاتورك.. والدولة العلمانية
ظل وضع الكنيسة كما هو حتى جاء كمال أتاتورك، الذي حول تركيا إلى دولة علمانية، وفي عام 1934، أعلن تحويل المسجد إلى كنيسة، ليكون قبلة لجميع السياح من العالم، وظل الوضع كما هو عليه، حتى صعد إلى سلم السلطة الرئيس التركي الحالي رجب طيب أردوغان، الذي يرى في السلطان محمد الثاني نموذجا وقدوة، ويسعى إلى إحياء ميراثه من إمبراطورية عثمانية، ليحيي أوهام السيطرة على العديد من البلاد.
 
أردوغان والحلم العثماني الجديد
منذ وصول أردوغان، تزايدت الفعاليات الإسلامية داخل المتحف، كما وجه في "أردوغان" حكومته في السنوات الأخيرة باتخاذ ماي لزم لإعادة فتح "آيا صوفيا" كمسجد رسمي، أمام المصلين، ورغم فشل المحاولات السابقة التي قادتها بعض المجموعات للدعوة إلى إعادة تحويلها إلى مسجد، كما حدث عام 2012، ورفض المدعى العام ذلك، إلا أن محاولة أردوغان الأخيرة نُفذت دون وجه اعتراض.
 
وحكمت المحكمة بتحويل متحف آيا صوفيا (ويعرف أحيانا بكنيسة آيا صوفيا) إلى مسجد رسمي، كما يرغب الرئيس التركي الحالي، وقضت  بإلغاء قرار الحكومة التركية عام 1934، برئاسة كمال أتاتورك، بتحويله إلى متحف.