عرض/ سامية عياد
هبوب ريح عاصفة ، ألسنة من نار تسقر فوق رؤوس المجتمعين ، التكلم بألسنة ولغات مختلفة ، هكذا كان حلول الروح القدس على التلاميذ فمنح الكنيسة ميلادا جديدا وأصبح عيدا تحتفل به كل عام ، بواسطته انتشرت الكرازة وانطلقت فى كل أرجاء العالم .. 
 
قداسة البابا تواضروس الثانى فى عظته بعنوان "عيد العنصرة" حدثنا عن أهمية حلول الروح القدس بالنسبة للكنيسة فقد سجلته فى صلاة الساعة الثالثة "أيها الملك السمائى المعزى ، روح الحق ، ..هلم تفضل وحل فينا وطهرنا من كل دنس أيها الصالح ، وخلص نفوسنا" ، تكمن أهمية الروح القدس فى قوة عمله فينا ، وثماره المفرحة ، ولعل عظة بطرس للجموع خير مثال على قوة عمل الروح القدس ، فقد ترجم الروح القدس كلام بطرس الصياد البسيط وابتدأ كل واحد يسمع بلغته عظة بطرس التى تعد أقوى عظة خاطب بها الجموع عن صلب المسيح ثم قيامته وصعوده ، وبقوة عمل الروح القدس امتدت الكرازة من أورشليم لكل العالم فى إنطاكية وروما ومصر حتى بلاد الهند وكل الرسل انطلقوا للكرازة ..
 
بالروح القدس نلنا ثلاثة أمور ، أولا: روح الحق والمعرفة ، إذ يجعل الإنسان شاهدا للحق "أما نحن فلنا فكر المسيح" ، ويعيش بالصورة التى أراد الله لكل إنسان أن يعيشها فهكذا استطاع بطرس الصياد البسيط أن يقف أمام الجموع ويشهد للحق ، ثانيا: روح التعزية والراحة ، عندما تقابلنا الهموم والمشاكل روح الله يمنحنا الطمأنينة والتعزية "عند كثرة همومى فى داخلى ، تعزياتك تلذذ نفسى" ، فهو يسمى "روح الحق المعزى" ، ثالثا: روح الوحدة كما أوصانا الرب يسوع "ليكون الجميع واحدا" أى وحدة الإيمان ، الروح القدس يعطينا هذه الوحدة فى البيت الواحد عند تكوين أسرة جديدة فى سر الزيجة .
 
أما عن ثمار الروح فقد قيل عنها "وأما ثمر الروح : محبة فرح سلام طول أناة لطف صلاح ، إيمان وداعة تعفف" ، ولكى تنمو هذه الثمار فينا لابد من أرضية جيدة تنمو عليها وتتمثل فى المحبة ، المحبة لكل شىء ، ونحن فى صوم الرسل علينا أن نتدرب على أمرين الأول : حفظ صلوات الساعة الثالثة التى من خلالها نخاطب عمل الروح القدس ونصلى بها فى صلواتنا "روحك القدوس يا رب ... نسألك أن تجدده فى أحشائنا"، الثانى قراءة رسالة غلاطية إذ نجد بها كل ما يتعلق بثمار الروح القدس .
 
علينا أن نثق فى عمل الروح القدس فهو قادر أن يمنحنا التعزية والاطمئنان فى ظل ظروفنا الحالية ، علينا أن نصلى بلجاجة الى الله أن يرسل روحه القدوس ليعزينا ويمنحنا ثماره المفرحة ..