كتب – محرر الاقباط متحدون ر.ص 
 
استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، بطريرك إنطاكية، لقاءاته في الديمان، وفدا من اتحاد القطاعات السياحية نقلوا إليه معاناة القطاع جراء تردي الوضع الاقتصادي والخوف من إعادة انتشار جائحة كورونا.
 
بعد انتقاء اللقاء التقى الراعي في كنيسة الصرح وفدا كبيرا من القوات اللبنانية ضم مسؤولي المصالح والقطاعات والمناطق في الحزب تقدمهم الامين العام الدكتور غسان يارد والامينان المساعدان جوزيف ابو جودة ونبيل ابو جودة والقى رئيس مكتب التواصل مع المرجعيات الروحية انطوان مراد كلمة شكر فيها البطريرك على استقبالهم مستذكرا البطريرك عريضة الراقد في جانب من الكنيسة والذي رهن صليبه لاطعام الناس ايام الشدة وتابع يشرفنا ان نلتقي اليوم غبطة ابينا البطريرك الراعي اطال الله بعمره والذي سيكون بقدرة الله بطريرك حياد لبنان.
 
ثم القى الامين العام للحزب الدكتور يارد كلمة قال فيها:شرف كبير لنا ان نكون اليوم في الديمان على كتف وادي القديسين الذي يختزن تاريخ الموارنة الذين حافظوا على وجود الشعب المسيحي واللبناني في هذه الارض .ونحن وفد الامانة العامة من حزب القوات اللبنانية نمثل كافة القطاعات والمصالح والاجهزة في الحزب جئنا لنقول لك نحن كما دائما الى جانبك وندعم مواقفك ومجد لبنان لم يعط بالصدفة للبطريركية المارونية فهي تمثل نضال وتتويج كل تضحيات الموارنة عبر التاريخ والتي توجت باعلان دولة لبنان الكبير مع البطريرك الحويك والاستقلال الاول والاستقلال الثاني مع البطريرك صفير ونتأمل ان تتوج اليوم بحياد لبنان مع غبطتكم .ونحن باسم شهدائنا ومناصرينا وباسم رئيس حزب القوات اللبنانية نشد على يدك ليرجع لبنان الذي اعتدنا علية لبنان الحرية والازدهار والانفتاح على الشرق والغرب لبنان الذي يملك قرار الحرب والسلم فيه حكومته وجيشه وهذا هو مطلب كل اللبنانيين وعيونهم شاخصة على بكركي والديمان لان الامل الوحيد لخلاص لبنان هو خارطة الطريق التي طرحتها والتي هي حياد لبنان لنصل الى بر الامان وننقل لك تحيات الدكتور سمير جعجع ونكرر تأكيدنا الوقوف الى جانبك في السراء والضراء .
 
ورد البطريرك بكلمة رحب فيها بالوفد وقال نتبادل معكم التحية لكم وللدكتور جعجع ونحيي الستاذ انطوان مراد والدكتور يارد وكل الذين اتوا من كل المصالح والقطاعات وانا سعيد بلقائكم المعبر وكما تفضل الدكتور غسان نحن على مشارف وادي البطاركة القديسين الذي صلوا صامدين من اجل كنزين هما الحرية والاستقلال وهكذا قادوا المسيرة لتحقيق الاستقلال وهذه خصوصية لبنان المميز عن كل بلدان المنطقة . و البطريرك الحويك كان كلف من المسيحيين والمسلمين للمشاركة في مؤتمر الصلح في فرساي عام 1919 وترأس ثلاث بعثات كانت واضحة المعالم بان لبنان سيتسع لكل ابنائه والارض التي سلخوها الاتراك عنه استردها وكان يدافع عن الجميع وكانت له كلمة شهيرة "بان لبنان ليس فيه الا طائفة واحدة اسمها لبنان وكل الطوائف تشكل نسيجا له" وعندما كان يدافع عن اشخاص من غير طائفته كان يسألأ الى اي طائفة ينتمي كان جوابه "طائفتي هي لبنان" ومن هنا ابتدأ لبنان الحياد والدولة المدنية واللقاء والتعددية ليكرس هذا الواقع.
 
وهكذا كان لبنان يسمى سويسرا الشرق ونحن عايشنا تلك الفترة و العلاقات مع الشرق والغرب باستثناء دولة اسرائيل التي كان معها هدنة واليوم عداوة لاغتصابها واحتلالها اراضينا .وعندما نتكلم عن الحياد لا نخترع شيئا بل نستعيد هويتنا الاساسية التي تشوهت ووصلنا الى ما وصلنا اليه اليوم .فاللبنانيون اصبحوا جميعا فقراء محرومين في حين انه كان دائما يعيش ببحبوحة واباء ويحبون العالم والعالم يحب لبنان وشعبه المضياف .اليوم نطالب بلبنان الحياد الملتزم بالقضايا العامة والعدالة وحقوق الشعوب ويبقى جسر العبور بين الشرق والغرب .ولا يمكننا ان نتغنى بلبنان الرسالة وحوار الحضارات والثقافات والاديان ان لم نكن على علاقة مع الدول العربية والغربية والاميركية ونعيش في عزلة عنهم .وعندما نقول يجب ان نعود الى انفسنا مسلمين ومسيحيين فذلك لاننا عشنا سوية بكرامة وجعلنا من لبنان سويسرا الشرق وسنسترده سويا مسلمين ومسيحيين .وانني اشكركم على تشريفكم وتشجيعكم وعلى ردة الفعل الجميلة مع كثيرين غيركم فمسؤوليتنا جميعا ان نناضل نضالا سلميا من اجل لبنان الرسالة والنموذج كما قال عنه البابا القديس يوحنا بولس الثاني .
 
وتابع السنة الماضية صوتت الأمم المتحدة على ان لبنان أكاديمية الانسان للثقافات والاديان فكيف يمكننا اليوم ان نعزل انفسنا عن هذا العالم .وواجبنا ان نعيش سويا مع بعضنا ونسترجع مكونات لبنان الجمالية .
 
وختم : كل يوم اقف على الشرفة المطلة على الوادي المقدس واستشفع البطاركة القديسين بالصلاة من اجل لبنان والشعب اللبناني والكنيسة لتبقى حاملة رسالة المحبة والاخوة والتلاقي مع كل الناس.
 
وظهرا استقبل البطريرك الراعي بحضور المطران جوزيف نفاع رئيس تيار المردة سليمان فرنجية يرافقه خادم رعية اهدن زغرتا المونسينيور اسطفان فرنجية وعرض معه الاوضاع العامة.
 
وبعد اللقاء اكد فرنجيه انه جاهز لاي لقاء وطني ينقذ لبنان ويتضمن رؤية واضحة للخروج من الوضع الراهن. وقال :"جئنا لزيارة البطريرك الراعي في الديمان، وهي زيارة طبيعية جرياً على عادة سنوية، والود الذي نراه هو ود ابوي، ودائما نأتي لنعطي رأينا ونسمع رأي سيدنا"، لافتا الى ان "الهواجس الموجودة عند البطريرك الراعي موجودة عند كل شخص حريص على هذا البلد ومستقبله، وقد جرى حوار حول هذا الموضوع واكدنا اننا الى جانب غبطته باغلبية الامور وخوفنا على مستقبل هذا البلد هو نفسه ولكن كل واحد على طريقته".
 
وقال: "الاهم ان يخرج البلد مما هو فيه ويصل الى مكان يصبح الشعب فيه راضٍ، يجب ان تكون هناك مسؤولية وطنية في هذه الظروف للخروج من هذا الجو، جو المحاسبة والانتقام والقاء اللوم على فلان او علان لا يؤدي الى نتيجة، يجب دفع الامور الى الامام وهذا ما يؤدي الى تهدئة الوضع وخصوصا الوضع الاقتصادي اللبناني الذي يعتبر الاساس، المشكلة الاقتصادية مسؤولية جامعة وطنية على الجميع تحمل مسؤوليتها وهي الاساس اليوم لاعادة الثقة ولجلب الاستثمارات، وعلينا كلنا التعاون في هذا الموضوع".
 
و رداً على امكانية عقد لقاء وطني جامع: "نحن حاضرون لاي امر يمكن ان يؤدي إلى إنقاذ لبنان ويتضمن رؤية واضحة للخروج مما نحن فيه.