بقلم : د. مجدى شحاته
يكتنف الكنيسة القبطية الارثوذكسية أقوى وأقدم كنائس العالم ، مع القيادات الكنسية بين الوقت والاخر ، حملات ممنهجة من الاكاذيب والشائعات والتشويه ، والتطاول الغير مبرر وغير المقبول . ماكينة الأكاذيب والشائعات والتطاول والتشنيع ، لها صرير حاد يصم الآذان ،   يديرها أفراد محسوبين على الكنيسة من شعبها بكل الأسف . حرب شرسة وحملات مضللة مستمرة بدون وجه حق ، بلا هوادة وبلا خجل وبلا حياء وبلا ضمير ، تحاول النيل من وحدة الشعب القبطى ، وتشويه صورة رجل الله ، رجل المواقف الصعبة ، قداسة البابا تاوضروس بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية . الذى جاء فى وقت بالغ الصعوبة والتعقيد ، وتعامل مع كل المواقف بإيمان عميق وبحكمة بالغة ، ودقة متناهية ، فكان بمثابة شعاع نور، يبدد عتمة النفق المظلم الكئيب الذى كان يمر به الوطن والكنيسة فى ذلك الوقت .
 
الحملات المضللة المغرضة والممنهجة ضد رجل الله ، قداسة البابا تاوضروس الثانى ، بدأت تكشف عن وجههاالقبيح ، منذ القرعة الهيكلية ، مرورا بأحداث كثيرة متعددة ، تستحل عقول البسطاء . يرمون قداسة البابا بكل نقيصة ، يحرضون عليه ، يتهمونه بما ليس فيه . متربصين له السقطة واللقطة ، بغرض الاهانة والتشهير . يتنفسون الكذب والخداع ، كما يتنفسون الهواء !! وعلى مدى عدة مقالات ان أراد الله وعشنا ، سأتناول انا العبد الفقير و باختصار بعض المواقف " على سبيل المثال وليس الحصر" التى تعرض فيها البابا للهجوم الغير مبرر والافتراءات والاكاذيب وتفنيدها ، والرد عليها . فى محاولة صادقة تؤكد وتثبت ان كل الحملات ضد البابا ليس لها أى أساس من الصحة لكنها خدعة كبرى وضلالة ، لن نجنى منها سوى انقسام الكنيسة وتشتتها ، فى وقت  نحن ،  فى امس الحاجة الى التماسك والتلاحم والوحدة .  
 
البداية كانت من خلال القيام بحملة تشكيك فى صحة القرعة الهيكلية ، التى من خلالها تم اختيار البابا من بين ثلاث مرشحين .  كانت إدعاءات كاذبة مغرضة ومشينة ومخجلة ومؤسفة ، تتهم الكنيسة القبطية أقدم كنائس الدنيا  بتزوير القرعة الهيكلية ، خلال القداس الالهى أمام الذبيحة المقدسة ، والادعاء بأن القديس المعاصر، نيافة الحبر الجليل القائممقام البابوى الانبا باخوميوس مطران البحيرة والمدن الخمس الغربية ، قد أمسك عن عمد ، بيد الطفل المعصوب العينين  ، ووضعها على الكرة التى بها اسم الانبا تاوضروس !! إدعاءات مخجلة كاذبة ، تؤدى الى تشويه  صورة الكنيسة أمام العالم كله ،  ونسوا او تناسوا أن      " أبواب الجحيم لن تقوى عليها " . الغالبية العظمى من العقلاء وأصحاب الضمائر الواعية ، رفضوا هذا الادعاء الباطل ، واثقون ان أدبيات الكنيسة القبطية العريقة وتعاليمها الراسخة المعطاه لنا من الرسل المكرمين لا توجد بها مثل تلك المهاترات . لقد تمت القرعة الهيكلية امام أعين الملايين من خلال شاشات التلفزيون التى صورت الاحداث بكل وضوح ودقة . والطفل الذى قام  بالتقاط الكرة تم اختياره عشوئيا من بين مجموعة من الاطفال قبل اجراء القرعة مباشرة ، وتم وضع عصابة على عينى الطفل اثناء اجراء القرعة . فكيف يتم تنفيذ ذلك السيناريو الشرير فى ثوان معدودة ، وأمام ملايين المشاهدين ؟؟
 
فى هجمة أخرى ضد قداسة البابا ، هالنى التهتك والتنطع والسماجة على صفحات التواصل الاجتماعى ، عندما هاجم المفسفسون والمغردون ، البابا توضروس الثانى مدعين انه اصدر فرمانا يقضى بقفل الكنائس وتعليق كافة الانشطة الكنسية لأكثر من ثلاث شهور وحرمان المصلين من القداسات والتناول والاعتراف وحضور صلوات اسبوع اللآلام وقداس عيد القيامة وتعليق الاكاليل والعماد والتقيد بعدد محدد فى صلوات الجناز ، وذلك فى أعقاب تفشى وباء فيروس كورونا فى مصر وسائر دول العالم . والحقيقة ان هذا الادعاء كشف النوايا الخبيثة لهؤلاء المعاندون بكل الوضوح و مدى الغل والحقد والسذاجة والاستخفاف  بعقول البسطاء من شعب الكنيسة الطيب المحب ، ومدى سعيهم وحرصهم الشديد على استثمار بضاعتهم المسمومة ضد رجل الله .  وكأن البابا هو صاحب القرار فى قفل كنائس مصرو كل كنائس العالم !! والواقع الذى يعلمه كل خلق الله ، ان غلق كافة دور العبادة ، المساجد و الكنائس فى مصر جاء فى اطار الاجراءات الاحترازية للحد من تفشى الوباء القاتل وسط تجمعات الناس ، بل هناك حظر للتجوال فى مواعيد محددة ، وأغلقت المدارس والجامعات والمعاهد والاندية والمقاهى والمطاعم والاسواق التجارية وغيرها من الاماكن التى يزدحم بها المواطنين . فالقرار قرار دولة . كما  تم اتباع اجراءات مماثلة فى كافة دول العالم وفقا لتوصيات منظمة الصحة العالمية . وفوق كل هذا، جاء قرار غلق الكنائس بناء على موافقة اللجنة الدائمة للمجمع المقدس !!! وقداسة البابا لم يكن له اى شأن من قريب او بعيد بغلق الكنائس او حتى فتحها ، لكنها سبوبة للتلاعب بعقول البسطاء ، يوهمون الناس انه  و لأول مرة يقوم بابا الكنيسة  بغلق الكنائس فى مصر فى وجه الشعب ، ويبدأون فى شق الثياب ... والولولة... والوعيل ... ولطم الخدود ... ياسلام ... كلام لا يصدقه عاقل أو مخبول !! ادعاء باطل يجنن الجن ويعفرت العفريت !!  وماذا تقولون عن قفل كنائس المهجر ؟؟ ومن قفل كنائس كل دول العالم ؟؟ ومن قفل كنيسة القيامة ؟؟ ومن قفل كافة دور العبادة فى كل أنحاء الارض ؟؟ ادعاء سازج ..   يؤكد بكل اليقين ان كل ادعاءاتهم ضد قداسة البابا ، فبركة ، باطلة ، لا أساس لها من الصحة والمصداقية  . بعد ذلك يخرج بعض السفهاء يرددون بكل استخفاف وبدون أى خجل او حياء مقولتهم التى تحمل  كل الخزى والعارحتى يوم الدينونة  : " كنائس بلا باطرك .. افضل من باطرك بلا كنائس " !!! هل رأيتم الى أى حد من التجبروالتطاول والافتراء وتلفيق التهم المكشوفة وصل اليه  ترزجية  الاتهمات الباطلة ؟؟ انها سطوة وحملة على الكنيسة كلها ، وعلى اللآباء الاساقفة الاجلاء جميعهم  وليس هجوم على قداسة البابا وحده ، لا يمكن السكوت عنها  ...    
 
" أليس انى أنا اخترتكم الاثنى عشر وواحد منكم شيطان ؟ " ( يو 6 : 70 ) . الكنيسة الاولى وهى فى أوج قوتها ، كم من ذئاب خاطفة اتخذت ثياب الحملان ، ودخلت وسط القطيع محاولة افتراسه ؟  ترى كم من ذئاب بيننا الآن نحن الذين انتهت الينا اواخر الدهور، تحاول الفتك بكنيسة الله وليس هناك من يردعها او يزعجها ؟؟  وللموضوع بقية ان شاء الله ...تابعونا  .