زهير دعيم
  أذوب شوقًا  لحقيبة السَّفَر والى التحليق فوق الغيمات الشّقيّات، ورحلة تجمعنا أنا وزوجتي مع أناسٍ ألتقي بهم لأوّل مرّة ،  فنبني من علاقات  الأخوّة والمحبّة جسورًا تمتدّ  مع الأيام وتبقى...

 أشتاق لطبيعة ساحرةٍ تسرقني من نفسي وتسلب عقلي فأروح أردّد مع داود النبيّ  :  " السّماء تُحدّث بمجد الله والفَلكُ يُخبر بعمل يديْهِ  "
 فالطبيعة الخلّابة قصيدةُ عمري بعد الله وموّال حياتي ، أنغّمه على مَهَل وأرسمه بالكلمات وأنشره شذىً وعبَقًا وأغنيات.

 فذاك الجبل الشامخ  المُكلّل بالثلوج والذي  يعانق الضباب ويوشوشه أغنية عشق لا تعرف الفتور لوحة جميلة  ، وذاك الشّلّال النازل من علٍ والمهرول " بعجقة " نحو الوادي ، يُوقّع على أوتار نفسي سيمفونيّة جميلة .

 لا ولن أنسى وجبة مسائية هامسة على ضفة نهر خلّاب يهدر بهمس تارة ، وأخرى بصخب ، فأروح التهم الطعام التهامًا وانا غافل.
 أتوق ... نعم أتوق وأشتاق الى صلاة خاشعة تحت سماء بعيدة تشعرني أن الإله المُحبّ الحنون يحنو عليّ في كلّ بقعة تحت السماء ، فيأخذ بيدي ويزرع حناياي طمأنينة وبهجة لا تعرف الخوف.

 أتوق الى  مَعْلمٍ أثريّ يسرح بي بعيدًا الى عمق التاريخ وألوان الحضارة.
 
أتوق الى سوق قديم يلبس التراث والتقاليد والبساطة والأيام الخوالي والسكينة المُلفّعة بالأماني
أتوق وألف أتوق ... والكِمامة فوق أذنيّ وقد فعلت فعلها ، فأروح أتذكّر تلك " الغضيبة"  المُسماة كورونا فأنكمش، ولكن سرعان ما انظر الى السماء فتنزرع نفسي أملًا ويُتمتم فمي ألف دعاء ومليون أمنيّة.
سقى الله تلك الأيام ،  ونقل  عنّا  الكورونا الى الجحيم.