كتب – روماني صبري 
 
رد الكاتب احمد العسيلي، على سؤال ورد إليه من قبل أحد متابعيه، يقول " كيف نتخطى المحطات الفاشلة في حياتنا، وكيف نستوعب فكرة التخلي عنا من قبل الآخرين ؟"
 
أنت محتاج تتخلى عن الأشياء 
  وقال "العسيلي" عبر قناته على موقع الفيديوهات "يوتيوب" فكرتك عن أن عيالك وظيفتهم إيه في الدنيا، محتاجة "تخلي"، وموضوع انك تفهم إن عيالك مش بتوعك محتاج تتعلم التخلي، ويعني إيه "تخلي"؟ .. هو انك تسيطر على "الأنا" خاصتك حين يرتبط بشدة بالأشياء بمعنى انك عشان تكون كويس بتربط ده بحدوث شيء ما خارجك، أو أن يكون في إنسان معين في حياتك تعتبره سبب سعادتك." 
 
أنت تتوهم حين تربط سعادتك بالآخرين 
موضحا :" ولكن علميا أنت تتوهم ذلك، لان عقلك ينتقي الأشياء التي تفكر فيها وتراها قد تنزل بك الغبطة والسعادة، من هنا تصبح سعادتك مشروطة بالآخرين، لكن في الحقيقة أنت تحتاج لأشياء تجعلك تنضج وتنمو، كون هذه وظيفة الإنسان الأصلية." 
 
عيالكم مش ملكية خاصة ليكم 
لافتا :" لذلك نرى الآباء والأمهات يتعاملون مع أبناءهم على أنهم من أملاكهم الخاصة، وهم في الحقيقة ليسوا كذلك بل هم ملك لأنفسهم ملك للحياة ملك لخالقهم ، موضحا :" ومن هنا بنشوف الأهالي لازقين في عيالهم  وبيحاولو يقنعوهم أنهم كده فعلا فيستبدوا بيهم لما يجبروهم على التفوق الدراسي وإلا لن يبدوا رضاهم عنهم، والحب المشروط بيكون كده." 
 
كيف نتخلى عن الأشياء ؟ 
مشيرا إلى أن التخلي يحدث بالتدريب والتدريج، يعني مينفعش تكون متعود تاخد كل حاجة تعوزها وفجأة تفشل في الحصول على حاجة فتكون كويس، لان طبعا ده مش هيحصل من أول مرة، فدرب نفسك على عدم تعنيف ولادك في حال وجدتهم منكوشين الشعر غير مهندمين، ردد دايما مع نفسك :" ولادي مش ملكية خاصة ليا دول ليهم حياتهم." 
 
هل يستطيع الإنسان التحكم في نتيجة أفعاله ؟ 
 
وفي سؤال آخر :" بفكر كتير اربي ابني أزاي ؟ .. هل أربيه على الصح والمثالية أو أربيه على التعامل مع الواقع الغير المثالي بالمرة .. وكيف اعلمه حتى لا يستحيل إلى شخص أناني وأجنبه الاصطدام مع الأشخاص الأنانيين ؟ .
 
وردا على ذلك قال العسيلي :" السؤال معقد جدا ، لكن على الرغم من ذلك إجابته بسيطة، وهي انه وجب على كل أب وأم والبشر على وجه الخصوص أن يدركوا أنهم لا يستطيعوا التحكم في نتيجة أفعالهم، وضرب مثالا من الطبيعة قائلا :"  الفلاح بيزرع الأرض وهو مش عارف هيطلع زرع ولا لأ، لان بعد تعبه في القلع والزرع  ممكن تيجي جرادة تآكله المحصول." 
 
 وتابع :" لذلك لا تسترقوا للنتيجة النهائية للأشياء في الدنيا، لان ثمة نظام معقد اكبر من قدرتنا على الفهم هو من يتحكم في كل شيء في الحياة."  
 
وأردف موضحا :" إذا ما علينا فعله  ؟ .. أقول لكم مارسوا أعمالكم الطبيعية في الحياة فقط، لأنكم من المستحيل  أن تتمكنوا من التحكم في نتيجة أفعالكم مع أبناءكم، فالأسرة التي تجبر طفلها على ممارسة الرياضة في صغره من السهل عليه أن يكره الرياضة ويستحيل إلى شخص بدين، لان الإجبار له تبعات على النفسية منها كره ما اجبر عليه."