8 أيام كاملة، وقف لساعات طويلة على قدميه، مسخرا جهده الأكبر، في نحت تمثال كبير، يزيد ارتفاعه عن 3 أمتار، لطبيبة بردائها الأبيض المميز، وتضع كل الإجراءات الاحترازية من الكمامة، وقبعة الشعر والقفازات، وتحمل على كتفيها سماعات الفحص، بينما تفتح ذراعيها للمرضى لطمأنتهم.


النحات حازم تركي، الذي يعمل في تلك المهنة منذ عقدين، والشريك بأحد الشركات الرائدة في فن الفوم منذ 20 عاما، حظى بعدة فرص مميزة لنشر فنه، منها تنفيذه لمجسمات بطولة الأمم الأفريقية في القاهرة، منتصف العام الماضي، بالإضافة لمجسمات منتدى شباب العالم أيضا.


ومنذ بداية جائحة فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19"، تمنى أن يبدع في تصميم جانبا من تلك الحرب الضروس التي يخوضها العالم أجمع، في إحدى أعماله، لكنه لم يتمكن من ذلك، بسبب حرصه على الالتزام بالإجراءات الاحترازية، التي أعلنتها البلاد، والمكوث في المنزل، وعدم الخروج إلا للضرورة القصوى، منذ شهر مارس الماضي، لحماية أسرته والمجتمع.


عاد النحات الخمسيني لعمله مرة أخرى، مع إجراءات التعايش مع كورونا، ليتلقى طلبا من مستشفى دار الشفاء بالعباسية، بتصميم مجسم لطبيب يرحب بالمرضى لدعمهم في تلك الجائحة، ودعم أفراد الجيش الأبيض الذين يبذلون جهودا مضنية في تلك المواجهات أمام الفيروس، فضلا عن رغبة العاملين بالمشتفى تقديم الشكر للمدير السابق لها الذي تم ترقيته قبل أسابيع، وفقا لحديثه.

سرعان ما رحب تركي بذلك الطلب، بحسب حديثه لـ"الوطن"، وحرص على تنفيذ المجسم على أكمل وجه بخامة الفوم الذي يعتبره من الخامات ذات الجودة العالية والخفيفة، ليستغرق 8 أيام كاملين بورشته الخاصة لإتمام التصميم.


كما حرص على أن يكون المجسم متناسبا مع الشكل العالمي المعروف للطبيب من غطاء الرأس والكمامة الزرقاء والبالطو الأبيض، والحذاء الخفيف، حيث اختار الرمز للأطقم الصحية من خلال طبيبة لإضفاء مزيد من المودة والهدوء، والتي تبدو أن على وجهها ابتسامة خلف القناع الطبي، فضلا عن فتحها لذرايعها كدلالة على الترحيب وبث الطمأنينة.

وبعد نقل المجسم للمستشفى، حظي بردود فعل مميزة، بين الأطباء والممرضين وكافة العاملين، وجذب أنظار المرضى الذين حرص بعضهم على ألتقاط صور عديدة له.