كتبت – أماني موسى

تحدث الكاتب أحمد العسيلي ضمن سلسلة "نعمل إيه بعيالنا"، وحول كيفية بناء شخص متحرش، علينا أن ندرك ونعلم أبنائنا ألا يضفوا هالة من القداسة على أي حد، فجميعنا بشر، مستنكرًا فكرة "بوليس الأخلاق"، والتدخل في  حياة الآخرين الشخصية كأن أحكم على أحدهم من ملابسه فأسمح لنفسي بالتحرش به.
 
وأضاف في فيديو عبر قناته باليوتيوب، موضوع خدش الحياء، الحياء شيء بداخل الإنسان وليس خارجه، حيائك مش حاجة براك، فمينفعش حد يخدش حياءك غير لما يدخل جواك، ولذلك مفيش حاجة اسمها حد قال كلمة فخدشت حياء واحد تاني، مفيش حاجة اسمها كدة، وبعض المسؤولين يستخدموا هذا اللفظ ليعطوا لنفسهم الحجة للدخول في حياة آخرين والاعتداء على حقهم في أنهم يكونوا كما يريدون.
 
ومنها فكرة أن شخص يدخل يعدل على آخر بالفيسبوك، يعدل عليه رأيه أو خطأ إملائي على سبيل المثال، ودة تعدي وتحرش، قد يستخدمه البعض تحت راية "الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" وهذا كذب، والحقيقة أنه بيعمل نفسه بوليس أخلاق بلا وجه حق ويمارس اعتداء على حق الآخرين.
 
وتابع، من عدم الأحترام أن يرى أحدهم أنه يحق له أن يعدل على شخص آخر لفظ استخدمه ويقول له "لا غلط أنك قلت كدة، أنت قلت لفظ خدش حيائي"، مفيش حاجة اسمها خدشت حيائي طالما أنك تملك إمكانية تغيير الاتجاه، ولكن خدش الحياء هو أني أجيلك بيتك وأروح مثلا قالع "ملط"، ودة اسمه خدش حياء لأني دخلت بيتك وعملت حاجة رغمًا عن إرادتك، عملت اعتداء.
 
وشدد بأن مراقبتك لنفسك هي شيء مهم جدًا من استقبالك للحياة، لازم تبقى واعي لنفسك عشان ميدخلش فيك سم كتير تستقبله وتهضمه ويبقى جزء من كيانك وحياتك، مشبهًا ذلك بمثال الأكل، فحين يأكل الإنسان أي شيء دون وعي لما يدخله إلى جسمه يساهم في تدمير صحته، وكذا حين تكون غير واعي بما يدخل لعقلك من أفكار ومعتقدات فأنت تدمر نفسك وحياتك.
 
مشيرًا إلى أن بناء المتحرش يبدأ من الصغر، فحين تعلم ابنك أن يدخل على آخرين ليبدي آرائه دون إذن ويهاجم ويعدل فهنا يكون متحرش، فالتحرش هو كل فعل فيه اعتداء على أي شخص سواء رجل أو امرأة، كأن تدخل على شخص لتصلح له خطأ لغوي فهذا تحرش، أن تدخل لشخص لتقول رأيك في رأيه الذي طرحه دونما أن يطلب منك ذلك فهذا تحرش، كأن تقوم سيدة منتقبة بتوبيخ أخرى غير محجبة أو غير منتقبة، فهذا تحرش لأنه لم يأذن لها أحد بإبداء رأيها وتعديل سلوك الآخرين.
 
وشدد الإنسان في حد ذاته له حرمه بغض النظر عن شخصيته صفاته، حلو أو وحش، ولكي تدخل في حرمة الشخص لابد أن تحترم حرمته، وهذه من سمات الشخص الواعي أنه داءم الفهم والتعلم وليس ثابت بمكانه فقط ليدافع عن أفكاره وعما يعتقده