حمدي رزق
يوم ترقيته فريقًا فخريًا غمرتنى السعادة، الوالد الطيب يلقى تكريمًا رئاسيًا من رفيق الدرب، كانا، السيسى والعصار'> السيسى والعصار، ثنائيًا متفاهمًا متناغمًا، قابضًا على جمر الوطن.

لو كُتب تاريخ الفريق العصار فى قلب عاصفة يناير وتوابعها مزلزلة لثوابت الأمن القومى، لو تحدث السيسى عن عظمة هذا الرجل، ولكن كل الحروف لا تكفى لنسج بعض من تضحية هذا المقاتل الفاخر.

وفاضت دموع العين منى، خبر حزين، رحيل أعز الرجال، حزنًا على حزن، وألمًا على ألم، ووجع الفراق يفطر القلوب، مصر تبكى قرة عينها، وتودع أحبابها واحدًا تلو الآخر، عِدّ الجروح يا ألم.

حطيت على القلب إيدى، وأنا بودّع الوديع، باسم الثغر، المثقف، صاحب اليد الحانية، لم يُرَ عابسًا، ولم يُضبط حزينًا، ويُصدِّر طاقة إيجابية لكل مَن يقابله، ولم يفقد إيمانه بخروج مصر من النفق المظلم.

طول بال يهدم الجبال، طَوِّل باله على ألَدّ الخصوم، إخوانًا وسلفيين وثوريين، ومُدَّعين بالحق الحصرى فى الحديث باسم مصر، كان يحاور ويحاور، ولا يكل ولا يمل، ولم يهن ولا لانت عريكته، وعينه مُصوَّبة على حدود مصر، وأمن شعب مصر، رجال المجلس العسكرى كانوا يتوقّون بصبر الجمال الحرب الأهلية التى كان يسعى إليها إخوان الشيطان.

وأمسك مع نخبة من الرجال السمر الشداد، يتقدمهم المشير طنطاوى، أطال الله فى عمره، أمسكوا بثبات بدفة السفينة العتيقة تبحر فى لُجَّة موج عاتٍ، قوية أعصاب الرجال، عزيمة فولاذية، لو تعلمون حجم الاستفزازات التى استوعبها العصار ورفاقه فى الحوارات الماراثونية مع ضباع المرحلة الممولين لتأليب الشعب على الجيش، فصدمهم الشعب الواعى ذو المخزون الحضارى، الجيش والشعب إيد واحدة.

ولو كُتبت وقائع هذه المرحلة فى تاريخ المحروسة بصدق المؤرخين، لعلمتم فضل الرجال، كان العصار صاحب فضل. كل مَن التقاه خرج بانطباع طيب، وطعم الحياة يلونه الطيبون بكرم أخلاقهم، وكان ذا خلق طيب، ابتسامته تفتح القلوب المغلقة، تعجب كانوا يدخلون مكفهرين عليه ورفيقه السيسى، ويخرجون بوجوه مستبشرة، كانا مصدر الأمل والنور فى ظلام اشتدت ظلمته، فابتأس منه خلق كثير.

الفريق العصار ظل حتى آخر نفَس فى حياته قابضًا على جمر الوطن، ربنا أكرمنا بمَن يحملون الأمانة، ويؤدونها كاملة لشعب مصر، وينفقون أعمارهم فى حب الوطن دون مَنًّ وَلَا أَذًى، قربى إلى الوطن من بعد وجهه سبحانه وتعالى.. يرحمه الله ويحشره مع الطيبين رغم أنف الإخوان الإرهابيين.
نقلا عن المصرى اليوم