يواصل الفنان محمد رمضان حصد الملايين، الملايين ليست الأموال، ولكن المشاهدات عبر موقع «يوتيوب»، يتصدر التريند في كل مرة ينشر خلالها صوره أو فيديوهاته وأخبار أحدث سياراته، التي تحصد إعجابات جمهوره، لكن في أزمته الأخيرة مع الطيار الموقوف أشرف أبواليسر انقسم المتابعون له، وهاجمه كثيرون منهم لتسببه في فصل الطيار بعد التقاطه صورا معه داخل كابينة الطائرة ورفضه دفع تعويض له، ما أخرج دعوات لمقاطعته بين جمهوره، وهى القضية المنظورة حاليا أمام الجهات المختصة، وعلى أرض الواقع «الفنى» هناك من يحصد الملايين في منطقة أخرى بدأ «رمضان» يفقدها منذ فترة في شباك التذاكر، حيث لم تنل أفلامه الأخيرة إيرادات كبيرة تدفعه للصدارة وأن يكون «نمبر وان» كما اعتاد أن يُلقب نجاحاته، بينما هناك نجوم حقيقيون تصدرت أفلامهم خلال المواسم السينمائية المتعددة، وبعضهم تجاوزت أفلامهم 100 مليون جنيه، ولم يتمسك أي منهم بلقب «نمبر وان»، وفى مقدمتهم كريم عبدالعزيز وأحمد عز، كما واصل نجوم آخرون تحقيق الإيرادات الكبيرة دون ضجة، منهم أمير كرارة وتامر حسنى وأحمد حلمى بأفلامهم «الفيل الأزرق 2»، «ولاد رزق 2»، «كازابلانكا»، «الممر»، «نادى الرجال السرى»، «حرب كرموز»، «الخلية»، «هروب اضطرارى» و«لف ودوران».

 
محمد رمضان فقد الشغف سريعًا في منافسة الكبار، ليهرب إلى منطقة أن يكون مؤديا للمهرجانات الشعبية وخرج من دائرة منافسة نجوم السينما، التي تظل مقياس القيمة الحقيقية للفنان بنزول الجمهور ودفعه ثمن التذكرة لنجمه المفضل.
 
آخر أفلام قدمها «رمضان» هي «آخر ديك في مصر»، و«الكنز 2»، واللذين حققا 6 ملايين جنيه، وقبله فيلم «الديزل» عام 2018، الذي حقق 24 مليون جنيه، في مقابل 62 مليون جنيه حققها تامر حسنى في فيلم «البدلة» خلال نفس الموسم، ليغيب «رمضان» عامين عن تقديم عمل سينمائى، إضافة إلى توقيعه عددا من البطولات السينمائية لم تر النور، بينما يصور حاليا مسلسله «البرنس» الذي يعرض ضمن منافسات رمضان المقبل، بعد سلسلة من المشاكل مع منتجين سابقين لأعماله مثل صادق الصباح و«النهار» و«mbc»، وجمال العدل. لا أحد ينكر أن رمضان استطاع في فترة ما أن يتواجد في السينمات وأن يحقق طفرة في الإيرادات وقتها، وجذب الجمهور لدور العرض في وقت تخلى عنها نجوم آخرون، ولكنه هوى عن طريقه، الذي كان عليه أن يكمل فيه ويستغل خلاله استثمار موهبته.
 
الناقد طارق الشناوى علق أن محمد رمضان له وجهين سينمائيا وتعثر كنجم كان واعدًا وفى «عبده موتة» كان ورقة رابحة حقق وقتها إيرادات ضخمة، لكنه فشل في ورقته الثانية التي ارتبطت بتقديمه أفلام الأكشن والضرب، ليأتى أمير كرارة وينجح في هذه النوعية ويحقق فيها أرقاما قياسية تخطت محمد رمضان بمراحل.
 
وأضاف «الشناوى»، في تصريحات لـ«المصرى اليوم»: «عندما حاول «رمضان» التغيير في السينما وقدم «الكنز» و«آخر ديك في مصر» لم تكن الإيرادات قوية، فعاد وقدم «الديزل» كعمل أكشن مباشر وزاد من مشاهد الضرب فيه، لكن الأرقام لم تكن في صالحه، فكان هناك فيلم آخر هو (البدلة) حرمه من المركز الأول وتفوق عليه».
 
وتابع: في الدراما التليفزيونية بعد مسلسل «الأسطورة» عام 2017 حقق نجاحا شعبيا ضخما والمقاهى وضعت صورته، ثم لم يقدم عملا حقق نجاحا ضخما، ولا استطيع القول بأنه فشل فشلاً ذريعًا حتى في السينما، لكن لم يتحقق النجاح الضخم ونقصد هنا النجاح الرقمى الذي اعتاد أن يروج أنه حققه. وأشار «الشناوى» إلى أن الإعلانات ورقة رابحة جدًا لـ«رمضان»، الذي ينطوى تكوينه على نجم جاذب، والحفلات الغنائية التي ذهب بها خارج الحدود وقدم إحداها في السعودية، و«رمضان» ليس مطربا أو مغنيا، لكنه يقدم مزيجا بين الأكروبات والغناء الشعبى والمهرجانات وحلقة متوسطة يقدمها مرة مع أسد وأخرى مع فيل وثالثة مع نمر مع حركات أكروبات وهو ناجح في ذلك.
 
وعن الدراما والسينما قال «الشناوى»: هناك كثيرون سبقوه، فأحمد السقا تفوق عليه في مسلسله «ولد الغلابة»، «رمضان» يحقق نجاحا في الغناء منذ فترة، ولكن الأساس التمثيل وكممثل تعرض لهزائم كبيرة في السينما، وهناك من تفوق عليه، وآخرهم أمير كرارة الذي ظهر بعده، وأخذ مكانه كنجم شعبى، حتى في الدراما التليفزيونية، وتوصيف الهزيمة هنا بالمعنى الرقمى وبما هو متوقع منه، ولابد على «رمضان» أن يعترف بهذه الهزائم، ومن البديهى أن يتفوق عليه كريم عبدالعزيز وأحمد عز وأحمد السقا لأن لهم تاريخا حافلا.
 
وقالت الناقدة ماجدة موريس إن النجاح والفشل لهما مؤشران معروفان بداية من الأرقام وهى التي تمثلها الإيرادات، والمؤشر الثانى هو آراء النقاد عن أهمية الفيلم من مستوى القصة والسيناريو والحوار والإبداع الفنى والصورة.
 
وأضافت «موريس»، في تصريحات لـ«المصرى اليوم»: «رمضان» استطاع أن يحقق نجومية في الغناء، هو رجل ليس له علاقة بالغناء لا من قريب أو من بعيد، وهنا الكارثة فمن المستحيل أن يكون هناك فنان الأول في كل شىء في السينما والدراما والغناء، ولا ننكر أنه حقق نجاحا، ولكنه أحدث له حالة من الغرور. وتابعت: استمراره في تقديم الأغانى وعمل حفلات في المستقبل سيمنعه ذلك من السينما بشكل نهائى، لأن العثور على الأعمال الجيدة يحتاج لتركيز ووقت كبير، ومن الكوارث التي أحدثها هو إعلان عبدالرحيم كمال التبرؤ من مسلسل «زلزال» الذي قدم العام الماضى، عندنا اشتكى من تغيير كتابته، وقدم شكوى بأن «رمضان» فرض تغييراته على العمل واستقدم 3 شباب لكتابة أحداث على هواه، ففرط في التعاون مع هذا الاسم الكبير. وتابعت: على «رمضان» التمسك بعمله الأساسى والبحث عن سيناريوهات جيدة حتى في آخر الدنيا، واعتقدت في فترة أن «رمضان» قدر أن يحقق نجاحا في السينما لن يصل إليه أحد بعدما قدم عملا رائعا هو «احكى يا شهر زاد»، وأعمال بعدها نجحت، ولكننى تضايقت بالفعل لأن «رمضان» فوت فرصة كبيرة أن يقدم أعمالا عظيمة ومؤثرة كان سيتواجد بها في تاريخ السينما المصرية.