خبراء: مصر الوحيدة التي تقيد حركة تركيا في ليبيا.. ومحلل تركي: لا نسعى للحرب مع مصر

كتب - نعيم يوسف
تستمر تركيا في إرسال المرتزقة إلى ليبيا، وتستمر في حشد العتاد والسلاح إلى ليبيا، رغم التصريحات المصرية الحاسمة التي قالها الرئيس عبدالفتاح السيسي، بأن خط "سرت - الجفرة"، يمثل خطا أحمر، الأمر الذي ينذر باندلاع حرب خلال الأيام المقبلة.
 
لاعبون أساسيون
وقال جيفورك ميرازيان، أستاذ العلوم السياسية في موسكو، إن الأوضاع في ليبيا متوترة وغير محددة، وهناك الكثير من اللاعبين يتحدثون بأشياء خطيرة وواضحة، والأطراف المتنازعة لا تتنازل، وروسيا ترى أن ليبيا يمكن أن تكون مكانا للتفاوض دون حرب، مشيرا إلى أن الأطراف مثل تركيا ومصر وفرنسا، ليس لديها الوقت أو الإرادة السياسية للتدخل العسكري، وبالتالي يمكن أن يذهبوا إلى الحلول السياسية.
 
وأشار ميرازيان، في تصريحات لقناة "روسيا اليوم"، إلى أن المشير خليفة حفتر، قائد الجيش الوطني الليبي، عليه الاعتراف بأن تركيا لديها مصالح، وأولويات في التحكم بليبيا، ويمكن أن يتفق مع رئيس حكومة الوفاق الليبية فايز السراج، على حل سياسي.
 
مصر.. والخط الأحمر
ولفت أستاذ العلوم السياسية في موسكو، إلى أن روسيا هي الدولة الوحيدة التي تدعم علاقات جيدة مع جميع الأطراف المتنازعة، سواء مع الجيش الوطني الليبي، أو الوفاق، أو تركيا ومصر أيضا، ولكن بعض الدول لا ترغب في الحل السياسي، مشيرا إلى أن فرنسا لم تستطع تكوين موقف أوروبي ضد تركيا بعد تدخلها في ليبيا، ومصر هي الوحيدة التي تقيد حركة القوات التركية داخل ليبيا، والسيسي وضع خطوط حمراء واضحة واعتبرها حرب على مصر، وهذا ليس مجرد إظهار للقوة ولكن للحفاظ على الأمن القومي لمصر.
 
ماذا تريد الوفاق؟
من جانبه، قال فراس رضوان أوغلو، كاتب ومحلل سياسي، إن حكومة الوفاق تريد كسب خطوة أولى ومتقدمة في معركة سرت، ولا يمكن الدخول في مفاوضات سياسية وخط سرت والجفرة تحت سيطرة الجيش الوطني الليبي، وهي تريد السيطرة عليه ثم الدخول في المفاوضات، وربما سنشهد في الفترة المقبلة تصعيدا أكثر، وهم جاهزون للدخول إلى سرت ولكن ينتظرون الإرادة السياسية.
 
وأوضح "أوغلو"، أن هناك بعض الضغوط على الوفاق، من قبل بعض داعمي الطرف الثاني مثل فرنسا، وألمانيا، وبالطبع مصر التي هي موجودة وبقوة، مشيرا إلى أنه لا يعتقد وجود أمل في العملية السياسية قبل السيطرة على "سرت - الجفرة".
 
ولفت الكاتب والمحلل السياسي، إلى أنه إذا حدث وسيطرت الوفاق على "سرت - الجفرة" قد يتفجر الوضع بشكل أكبر، وقد تتدخل دول أخرى مثل بريطانيا وغيرها، ويتم ضبط الأمور، مشددا على أن تركيا لا تفكر في الدخول في حرب مع مصر.
 
مصر لن تقف مكتوفة الأيدي
أما ناصر زهير، كاتب ومحلل سياسي، فقد قال إن فرنسا تقف على الطرف المحايد، ولكن حكومة الوفاق ومن خلفها تركيا يرغبان في السيطرة على خط "سرت - الجفرة"، وفرنسا ترفض ذلك، وفي وقت سابق أرسلت رسالة عسكرية عبر إرسال سفن عسكرية لها قبالة هذه السواحل، مفادها بأن أي اقتراب ناحية هذه المنطقة قد يؤدي إلى تصادم قد يكون إقليمي، وأن فرنسا موجودة في التصعيد العسكري.
 
تركيا ستدفع الثمن
وشدد "زهير"، على أن دخول "سرت والجفرة"، سيكون خطأ فادح من تركيا والوفاق، وهذا لسببين، أولهما أن مصر لم تقف متفرجة أمام هذا التقدم، وستتدخل بشكل مباشر، والأمور سوف تتصاعد ويصل الأمر إلى نزاع إقليمي، والسبب الثاني، أن أوروبا لن تصمت أمام السيطرة على محور مهم في الصراع في ليبيا يغير المعادلة السياسية، ومصر بالخصوص لن تقف متفرجة.
 
وأكد الكاتب والمحلل السياسي، على أنه بالمنظور الأوروبي الفرنسي، فإن دخول تركيا منطقة سرت والجفرة، يعني وجود تركيا في منطقة مهمة لأوروبا ولن تتدخل تركيا هذه المنطقة بسهولة، وسوف تدفع ثمنا فادحا، كما دفعت العراق ثمنا فادحا بعد اجتياح الكويت.
 
واشتعلت الأزمة الليبية خلال الفترة الماضية بعد بعض النجاحات العسكرية الميدانية التي حققتها مليشيات الوفاق التي تتبع حكومة فايز السراج، الموالي لتركيا بينما تراجعت قوات الجيش الوطني الليبي، بقيادة المشير خليفة حفتر، إلى منطقة سرت لتعيد تشكيل وانتشار قواتها من جديد.
 
ومؤخرا، حذر الرئيس عبدالفتاح السيسي، من تجاوز خط "سرت - الجفرة"، مشددًا على أن هذا يعتبر خطًا أحمر بالنسبة لمصر، وسوف تتدخل القوات المسلحة المصرية مباشرة.