زهير دعيم
قامت الدُّنيا ولمّا تقعد ، فهذة الشبكة التجاريّة " فلانة " تزيل من كافة فروعها الممتدة من الشمال والى الجنوب منتجات طحينة الأرز .
 
 وذاك رجل المجتمع علّان يهاجم الشركة إيّاها ويدعو الى مقاطعتها ونبذها ، وذلك يدعو الى هجرها واستبعادها. 
 
كلّ ذلك على خلفية دعم شركة " طحينة الأرز "  للمثليين جنسيًّا في المجتمع العربيّ.
 
لستُ بصدد الدّفاع عن المثليّة الجنسيّة والمثليين ، فأنا أؤمن أنّ الله خلق الانسان ذكرًا وأنثى ، وأنّ الأمر الطبيعيّ والمنطقيّ اقتران الرجل بالمرأة الواحدة ، ولكنّني أفرّق بين الخطيئة والخاطئين ، ولا أكفّر أحدًا ، فهناك الكثير من الخطايا الجِسام التي نرتكبها كلّ يوم في مجتمعنا العربيّ تفوق المثليّة الجنسيّة خطأً وخطيئةً، فالقتل واطلاق الرصاص والاعتداء على الوالدين ورؤساء السلطات المحليّة ، أصبح عادةً ونهجًا وأسلوب حياة بل قل اسلوب موت !!!
 
  نعم أنا ضدّ المثليّة دينيًّا واعتبرها خطيئة وأمقتها ، ولكنني في عين الوقت لا أمقت المثليين ، بل بالحريّ أحبّهم وأشفق عليهم وأصلّي من أجلهم وأنادي بعلاجهم طبيًّا وحُبيًّا والنظر اليهم نظرة حنان وعطف وانسانيّة ، فهم بشر على صورة الله ومثاله وأخوة لنا ، يحبّهم ربّ السماء ويناديهم بالعودة الى أحضانه كما الإبن الضّالّ. 
 
 إن أمر المقاطعة والهجوم على  الشركة ظالم ومرفوض، علمًا أنّني لا أعرف صاحبة الشركة السيّدة جوليا زهر ، وإنّما اتعاطف معها من بعيدٍ ، فمن حقّها ان تدعم من تراه مظلومًا ومِسكينًا حتّى ولو كان الأمر لا يوافق آراءنا وتوجهاتنا ومعتقداتنا.
 أمرنا غريب  !!!
 
فنحب شعب " نتشاطر" على بعضنا البعض ، ونروح نشتري منتجات المستوطنات والمستوطنين وندعمها من حيث نريد أو لا نريد.
 
 والمُضحك والمُبكي في عين الوقت أنّنا نسينا فايروس الكورونا ومسلسلات العنف  و القتل وسفك دماء النساء وأعراس الرصاص الذي " يشرئبّ" في كلّ ليلة ، وبات همّنا مُنصبًّا على  شركة الطحينة " الأرز" وكأنها هي هي الشيطان الرّجيم.
 
حان الوقت أن أن نترفّع وأن نُحبّ وأن نغفر ونسامح فكلّنا خطأة وآثمون.. 
 
 وحان الوقت ان نحبّ أخانا الانسان أيًّا كان ، وأن لا ندين كي لا نُدان.
 
هل هناك من يسمع ؟!!!!!!!!!!!!!!!