سليمان شفيق
والجامعة العربية تطالب بانهاء النزاع وانسحاب القوي الاجنبية
دعت جامعة الدول العربية أمس الثلاثاء إلى إنهاء النزاع في ليبيا من خلال التفاوض وانسحاب القوات الأجنبية من هذا البلد، و أكد وزراء الخارجية العرب في اجتماعهم الطارئ عبر تقنية الفيديو الذي دعت إليه مصر أن الحل السياسي هو المسار الممكن والوحيد لإخراج ليبيا من أزمتها الحالية، وطالب الوزراء بالوقف الفوري لإطلاق النار

حضر الاجتماع ممثلون عن 21 دولة عربية، بينهم حكومة الوفاق التي كانت قد رفضت في البداية دعوة مصر
وفي بيان، قالت الجامعة العربية إنها ترفض "كافة التدخلات الأجنبية غير الشرعية" في ليبيا وتطالب "بسحب كافة القوات الأجنبية الموجودة على الأراضي الليبية وداخل المياه الإقليمية الليبية".

غير أن ممثل حكومة الوفاق صالح الشماخي أبدى تحفظات على الدعوة التي أطلقتها الجامعة، قائلا إن القوات الأجنبية التي تدعم حكومة الوفاق تساهم في صد "عدوان" قوات حفتر.

واندلعت المعارك بعد سيطرة قوات حكومة الوفاق على كل الغرب الليبي إثر معارك استمرت أكثر من عام وانتهت مطلع يونيو بانسحاب قوات حفتر من محيط طرابلس حيث مقر حكومة الوفاق وكل المناطق الأخرى التي كان يسيطر عليها في غرب وشمال غرب البلاد.

اتهمت الأحد حكومة الوفاق الوطني الليبية التي تعترف بها الأمم المتحدة "طيرانا أجنبيا" بقصف قاعدة "الوطية" الجوية الواقعة على مسافة 140 كلم جنوب غرب طرابلس بدون أن تقدم تفاصيل عن الطائرات التي شنت الهجوم. وذكرت مصادرعسكرية تركية أن "طيرانا أجنبيا مجهولا استهدف منظومة للدفاع الجوي وتجهيزات داخل القاعدة". وكانت حكومة الوفاق قد استعادت هذه القاعدة الجوية الاستراتيجية القريبة من الحدود التونسية في مايو الماضي، بعد محاصرتها لشهرين.

عقب قصف طائرات مجهولة المصدر قاعدة "الوطية" الجوية الاستراتيجية القريبة من الحدود التونسية والواقعة على مسافة 140 كيلومترا جنوب غرب طرابلس والتي كانت حكومة الوفاق الليبية قد أعلنت في مايو استعادتها من قبضة قوات خلفية حفتر، وجهت حكومة الوفاق التي تعترف بها الأمم المتحدة الأحد أصابع الاتهام إلى "الطيران الأجنبي"، بدون أن تقدم تفاصيل عن الطائرات التي شنّت الهجوم وماهية الأهداف.

وقال وكيل وزارة الدفاع بحكومة الوفاق الوطني العقيد صلاح النمروش في بيان "قصف لقاعدة الوطية الجوية ليلة البارحة نفّذه طيران غادر أجنبي جبان داعم لمجرم الحرب في محاولة بائسة لتحقيق نصر معنوي، ردا على الانتصارات المتتالية التي حقّقها الأبطال على الأرض". وأضاف "سيكون الرد الرادع في الوقت والمكان المناسب".

وندّد بـ"استمرار مجرم الحرب في عدوانه على الحكومة الشرعية وبمباركة الدول الداعمة له"، مؤكّدا أن الاستراتيجية العامة لمعركتنا هي السيطرة على كافة تراب ليبيا، وسنعمل على رفع المعاناة عن أبناء شعبنا".

من جهتها، أكدت وسائل إعلام محليّة موالية لقوات المشير خليفة حفتر استهداف منظومات دفاع جوي تركية داخل القاعدة بضربات جوية.

وكالة أنباء الأناضول التركية الحكومية نقلت عن مصادر عسكرية "استهداف طيران أجنبي مجهول منظومة للدفاع الجوي وتجهيزات داخل القاعدة".

وفي تركيا، أكد مسؤول رفيع المستوى طلب عدم ذكر اسمه حصول القصف ووقوع خسائر مادية، لكن من دون أن يشير إلى وقوع" إصابات".
وأضاف في تصريح أنّ "هذا الهجوم يوضح إرادة الانقلابي حفتر والقوى الأجنبية في الحفاظ على حالة عدم الاستقرار".

وتابع "طالما استمرّت هذه التدخلات وطالما استمر الدعم للانقلابي حفتر، فإن عدم الاستقرار سيزداد
في حين ذكر النائب مصطفي بكري في تغريدة له :" عاش الطيران المجهول الذي دمر الدفاعات الجويه لحكومة أوردغان في قاعدة الوطيه ، وتمكن من قتل قائد عسكري تركي كبير و٦ ضباط آخرين وأصاب عشرات الجنود والضباط ، بعد سماع الخبر أردوغان هاج وماج ، وهدد وتوعد وأصيب بحالة من الهذيان ، أحلام أردوغان ستدفن في أرض ليبيا الحره".

ومنذ توقيع مذكرة التفاهم الأمني والعسكري بين طرابلس وأنقرة نهاية العام الماضي، نجحت قوات حكومة الوفاق في تعزيز قدراتها العسكرية واستعادة جزء كبير من الأراضي التي كانت تحت سيطرة قوات حفتر.

واستعادت حكومة الوفاق قاعدة "الوطية" الجوية الاستراتيجية القريبة من الحدود التونسية في مايو الماضي، بعد محاصرتها لشهرين واستهدافها بغارات جوية كثيفة وتدمير منظومات دفاع جوي روسية داخلها. واتهمت قوات حفتر حينها، حكومة الوفاق بتسليم القاعدة الجوية لتركيا.

وشهدت ليبيا الغارقة في الفوضى منذ سقوط نظام معمر القذافي عام 2011، نزاعاً مسلحاً اندلع في نيسان/أبريل العام الماضي بين قوات المشير خليفة حفتر الرجل القوي في الشرق الليبي من جهة، والقوات الموالية لحكومة الوفاق الوطني ومقرّها طرابلس من جهة أخرى.

وتسبّب النزاع بمقتل وجرح مئات من المدنيين وتشريد أكثر من 200 ألف شخص. واستعادت حكومة الوفاق السيطرة على كامل غرب ليبيا، واضطرت قوات المشير حفتر الى التراجع إلى سرت التي تبعد 450 كلم شرق طرابلس.