اغتال مسلحون، في ساعة متأخر من مساء الاثنين، المحلل السياسي العراقي هشام الهاشمي، وسط العاصمة بغداد.

وأفادت المعلومات أيضاً، حسب موقع «العربية نت» بأن الهجوم تم بعد خروج الهاشمي من مقابلة تلفزيونية، تحدّث فيها عن خلايا الكاتيوشا المحمية من بعض الفصائل الموالية لإيران والأحزاب العراقية، ووقع الهجوم أمام بيته.

وأفاد مصدر أمني أن مجموعة مسلحة تستقل دراجتين ناريتين أطلقت النار على الهاشمي أمام منزله في منطقة زيونة، ما أدى لإصابته بعدة إطلاقات نارية من منطقة البطن وصولاً إلى الرأس.

وأضاف المصدر أن الهاشمي فارق الحياة في مستشفى «ابن النفيس»، إذ نقل إلى هناك إثر إصابته بجروح بليغة خلال الهجوم.

بدوره، أكد نقيب الصحفيين العراقيين مؤيد اللامي، خبر اغتيال الهاشمي، وكتب في تغريدة على تويتر: «إلى رحمة الله.. اغتيال الدكتور هشام الهاشمي من قبل مسلحين في منطقة زيونة.. اللهم ارحمه برحمتك الواسعة».

وهشام الهاشمي، هو خبير أمني ومحلل سياسي مختص في شؤون الجماعات المتطرفة، من مواليد بغداد عام 1973، حاصل على بكالوريوس إدارة واقتصاد- قسم الإحصاء، وهو مؤرخ وباحث في الشؤون الأمنية والاستراتيجية، ومختص بملف تنظيم داعش وأنصاره.

كما أنه متابع للجماعات المتطرفة في العراق منذ عام 1997، وعمل في تحقيق المخطوطات التراثية الفقهية والحديثية.

يذكر أن الهاشمي كان قد نفى في مارس الماضي، خبر اغتياله بعد تداوله عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال حينها في تغريدة عبر تويتر: «‏شكرا لجميع الإخوة والأخوات الذين تواصلوا معي ومع أصدقائي للاطمئنان على سلامتي.. عظيم التقدير لكم ومحباتي لكم، والخبر مزيف نشر على صفحة غير رسمية ومزيفة».

فيما أحدث خبر الاغتيال صدمة كبيرة في صفوف العراقيين، خصوصاً أن الراحل كان غرد قبل حوالي ساعة من اغتياله، على حسابه بموقع تويتر، تحدث فيها عن الوضع في العراق، قائلًا: «تاكدت الانقسامات العراقية ب:
1-عرف المحاصصة الذي جاء به الاحتلال «شيعة، سنة، كرد، تركمان، اقليات» الذي جوهر العراق في مكونات.
2-الأحزاب المسيطرة «الشيعية، السنية، الكردية، التركمانية..» التي أرادت تاكيد مكاسبها عبر الانقسام.
3-الأحزاب الدينية التي استبدلت التنافس الحزبي بالطائفي.
يشار إلى أن شبح الاغتيالات في العراق، كان أطل برأسه مجدداً في الآونة الأخيرة بعدما توقف لفترة بسبب انتشار فيروس كورونا المستجد، حيث شهد مارس الماضي حالات اغتيال استهدفت ناشطين في محافظة ميسان جنوب البلاد.

ونشر زعيم تيار مواطنيون العراقي، غيث التميمي، عبر حسابه الرسمي في موقع تويتر، محادثة جرت بينه وبين الخبير الأمني العراقي هشام الهاشمي قبل تعرضه للاغتيال، تكشف تلقي الأخير تهديدات بالقتل من ميليشيات حزب الله العراقي.

وأوضحت المحادثة التي تمت على تطبيق «واتساب»، تلقي هشام الهاشمي تهديدات بالقتل من قبل ميليشيات حزب الله العراقي، وطلب الخبير الراحل النصح من غيث التميمي بشأن التعامل مع تلك التهديدات.

وقال التميمي، المقيم في لندن، عبر تغريدته: «كما وعدت وفاءً لك يا هشام، لن أسكت وأشترك في قتلك عن طريق إخفاء الأدلة عن الرأي العام».

وأضاف: «دم هشام مسؤوليتنا يا شباب يجب أن لا نسكت على جرائمهم، يجب أن لا ينام القتلة آمنين».

وشهدت التظاهرات في العراق منذ انطلاقتها في الأول من أكتوبر من العام الماضي، محطات عنيفة، واغتيالات طالت نشطاء فاعلين فيها، وإعلاميين ومحامين.

وعلى الرغم من أن العديد من تلك الاغتيالات وثقت عبر كاميرات مراقبة وضعت في الشوارع، إلا أنه لم يتم توقيف أي متهم حتى الآن.

وانطلقت تلك الاحتجاجات بداية للمطالبة بحقوق معيشية ومكافحة الفساد قبل أن تتحول إلى مطالب سياسية تدعو للتغيير الجذري، كما عاشت محطات عدة، اتسمت بالعنف ما أدى إلى مقتل المئات من المتظاهرين.