تلقى قسم شرطة المنتزه، بلاغا يفيد نشوب حريق بمستشفى خاص بشارع محمد نجيب بمنطقة سيدي بشر، وانتقل مأمور وضباط القسم إلى موقع الحريق.

وتم الدفع بـ ١٠ سيارات إطفاء للسيطرة على الحريق ومنع امتداده إلى مبنى المستشفى بالكامل، وعدد من سيارات الإسعاف لنقل المرضى لمستشفيات أخرى. 

وتبين من الفحص أن الحريق اندلع في مكان مخصص لعزل مصابي فيروس كورونا، ما أسفر عن مصرع 7 مرضى «6 رجال وسيدة» نتيجة اختناقهم دون حروق. 

حريق مستشفى بدراوي بالإسكندرية
 

ما سبب حريق «بدراوي»؟

وكشفت المعاينة أن الحريق اندلع بسبب ماس كهربائي بجهاز تكييف بالمكان المخصص لعزل مرضى فيروس كورونا المستجد «كوفيد 19».

تحرر المحضر اللازم بالواقعة بقسم شرطة أول المنتزه، وأحيل إلى المستشار أشرف المغربي، المحامي العام لنيابات المنتزة للتحقيق والذي أمر باستدعاء المسؤولين وإجراء تحريات المباحث حول الواقعة. وقال شهود عيان من العاملين بالمستشفى إن الماس الكهربائي تحول خلال ثوان معدودة إلى حريق هائل، ولم يتمكن أي عامل من استيعاب الموقف واحتوائه نظرًا لسرعة الاشتعال الناتج- بحسب البيان.

حريق مستشفى بدراوي بالإسكندرية

وأكدت إدارة المستشفى، أن قوات الدفاع المدني وسيارات الإطفاء والإسعاف وصلت إلى الموقع خلال دقائق معدودة وتعاملت مع الحريق وتم إنقاذ ما يمكن إنقاذه.

وفي ذات السياق، يواصل فريق من النيابة العامة بإشراف المستشار أشرف المغربي، المحامي العام لنيابات المنتزة التحقيق في الواقعة، واستدعاء المسؤولين. 

بم أمرت النيابة؟

أمر المستشار حمادة الصاوي، النائب العام، بالتحقيق في الإخطار الذي تلقته النيابة العامة، صباح اليوم التاسع والعشرين من شهر يونيو الجاري باندلاع حريق داخل غرفة العناية المركزة بالطابق الأرضي من «مستشفى البدراوي» رقم 2 بدائرة قسم شرطة المنتزه أول، مما أسفر عن وفاة سبعة مرضى وإصابة مريضة أخرى، وإتلاف بالغرفة المذكورة وبأسرَّة وأجهزة فيها، وقد عزا «مدير إدارة الحماية المدنية» سبب الحريق إلى ماسّ كهربائي.

واستهلت النيابة العامة تحقيقاتها بالانتقال إلى مسرح الحادث لمعاينته، حيث تبينت اندلاع الحريق بـ«غرفة وحدة العناية المركزة» بالمستشفى، والتقت خلال المعاينة بـ«مدير العناية المركزة» الذي أفاد بتخصيص الغرفة لاستقبال وعلاج حالات الإصابة بفيروس كورونا. وسألت النيابة العامة طبيبًا بشريًّا بالغرفة محل الحريق فقرر اندلاعه من وحدة المكيف الهوائي بالغرفة، مؤكدًا عدمَ اشتباهه جنائيًّا في الحادث، كما سُئل مسؤول الاستقبال بالمستشفى فأكد أنَّ بدايته من داخل وحدة المكيّف الهوائي المذكور، وأنه حاول إخماده فور اندلاعه باستخدام أجهزة الإطفاء اليدوية ولكنه لم يتمكّن من ذلك حيث تصاعدت ألسنة اللهب وامتدت حتى حضرت سيارات الإطفاء وسيطرت عليها، كما سألت النيابة العامة ممرضَيْن بالمستشفى قرَّرا سماعهما- حال تواجدهما داخل غرفة العناية- انفجارًا بوحدة مكيّف الهواء، وأبصرا خروجَ دخان كثيف منه واندلاع النيران فيه، وخلال محاولتهما فصل التيار الكهربائي عن مكتب الاستقبال بالمستشفى فُوجِئا بامتداد ألسنة اللهب وتصاعدها حتى حضرت سيارات الإطفاء وأخمدتها.

وقررت النيابة العامة ندب «خبراء الإدارة العامة للأدلة الجنائية» بـ«وزارة الداخلية» لمعاينة مسرح الحادث ورفع الآثار منه؛ لبيان سبب اندلاع الحريق، وتحديد نقطة بدايته ونهايته وانتشاره، ومدى وجود شبهة جنائية فيه، وأمرت بتفريغ كاميرات وآلات المراقبة بالمستشفى ومحيطها.

وأمرت بنقل جثامين المتوفّين لـ«مستشفى صدر المعمورة» بمعرفة «إدارة الطب الوقائي» مع اتخاذ كافَّة الإجراءات الوقائية اللازمة، وندبتْ الأطباءَ الشرعيين لتوقيع الصفة التشريحية عليها، وصرّحت بدفنها عقب انتهاء تلك الإجراءات.

واستعلمت النيابة العامة من «مديرية الشؤون الصحية بالإسكندرية» عن المدير المسؤول عن «مستشفى البدراوي» والتراخيص الصادرة لها، وشكَّلتْ لجنة من «إدارة العلاج الحر» و«إدارة السلامة والصحة المهنية» و«إدارة الطوارئ والأزمات» بـ«مديرية الشؤون الصحية بالإسكندرية»؛ لبيان التراخيص الصادرة للمستشفى محل الحريق، وطبيعتها، والنشاط المسموح لها بممارسته، وإن كان من بينه علاج حالات الإصابة بفيروس كورونا، والوقوف على المدير المسؤول عنها والمتولّي إدارتها، ومعاينتها ومعاينة «غرفة العناية المركزة» بها لبيان انطباق المواصفات الثابتة بالتراخيص على الطبيعة، ومدى توافر الأجهزة الطبية اللازمة بها، ومدى الالتزام باتباع الإجراءات الطبية والفنية من جانب الأطقم الطبية والإدارية داخل «غرفة العناية المركزة» حال حدوث العوارض بها، وبيان مدى الالتزام بها خلال الحادث الواقع اليوم، ومدى ارتكاب إدارة المستشفى أي خطأ خلال الحادث أدى لوقوعه. 

وشكلت النيابة العامة لجنةً ثلاثية من قسمي الحريق والوقاية من مخاطره، وأحد المختصين بـ«إدارة الأمن الصناعي» بـ«مديرية القوى العاملة»؛ لبيان مدى التزام المستشفى بالإجراءات المعمول بها والواجب توافرها ضمن «معايير السلامة والصحة المهنية والبيئية بالمنشآت الطبية»، وفي حالة عدم توافرها بيان علاقة ذلك بوقوع حادث اليوم، وعما إذا كان قد وقع أيُّ خطأ من المستشفى أدى لاندلاع الحريق بها، وطلبت النيابة العامة تحرّيات الشرطة حول الواقعة، وجارٍ استكمال التحقيقات وسؤال ذوي المتوفين والأطقم الطبيّة بالمستشفى. 

حريق مستشفى بدراوي بالإسكندرية
 

ما مصير باقي المصابين؟ 

أعلن مصدر مسؤول بمستشفى صدر المعمورة في الإسكندرية، تفاصيل حالة المصابين الـ7 المحتجزين في المستشفى، والذين جرى نقلهم إليها بعد الحريق الذي نشب بمستشفى بدراوي في شرق الإسكندرية، والذين كانوا محتجزين لإصابتهم باشتباه كورونا. 

وقال المصدر في تصريحات لـ«المصري اليوم»، إن المستشفى استقبل المصابين السبعة، صباح الإثنين، وكان الجميع يعاني من اختناق نتيجة إصابته بالتهاب رئوي نتيجة كورونا فضلا عن الغازات السامة بسبب الحريق في المستشفى، إلا أنه تم عمل الإسعافات الأولية لهم من خلال عمل جلسات تنفس أكسجين وعلاجات محلولى ووريدي، وتم احتجاز 6 حالات في غرفهم لاستقرار حالتهم الصحية، فيما تم حجز الحالة السابعة في العناية المركزة نظرًا لكونها حرجة. وتابع: «أسرة الحالة الحرجة طلبوا نقلها إلى مستشفى خاص لاستكمال العلاج وجار إنهاء الإجراءات الخاصة لنقلها بناء على رغبتهم».