كتب – روماني صبري 
تراجع ملحوظ شهده ملف أزمة سد النهضة الإثيوبي خلال الأيام الماضية، عززته تصريحات لكبار المسؤولين في أديس أبابا، وزير الري الإثيوبي نشر صورا لزيارة قام بها لموقع سد النهضة، مؤكدا مضي بلاده في تشغيل السد، من دون التوصل إلى اتفاق، لحقه رئيس الوزراء أبي أحمد بتصريحات جدد فيها تأكيده أن إثيوبيا تبني سد النهضة من أجل نموها، وأنها لا تسعى لإلحاق الأذى بالآخرين، تراجع في الملف، حاول السودان إيقافه بدعوة قدمها وزير الري السوداني، لنظيريه المصري والإثيوبي إلى اجتماع عن بعد غدا لاستكمال المفاوضات بشأن أزمة السد.
 
الموقف القديم 
إلى مدى يمكن إقناع أديس أبابا بتغير موقفها في الاجتماع الجديد أو ربما في الأيام المقبلة، وردا على هذا السؤال قال "عطية عيسوي" الخبير في الشؤون الإفريقية عبر تقنية الفيديو لفضائية "سكاي نيوز عربية"،  اعتقد أن موقف إثيوبيا هذا قديم  وكانت أعلنته أكثر من مرة قبل الخلاف الذي حدث في الولايات المتحدة الأمريكية وتسبب في امتناعها عن التوقيع بالأحرف الأولى على الاتفاق الذي أعدته وزارة الخزانة الأمريكية بالتعاون مع البنك الدولي بينما وقعته مصر." 
 
وأردف :" أعلنت أيضا موقفها هذا بعد ذلك مرارا وكان من المفروض أن يبدأ أيضا مع موسم الفيضان المقبل أي خلال الشهر الجديد البدء في ملء البحيرة بعد أن يكون قد تم التوقيع على اتفاق واشنطن." 
 
تريد الضغط على مصر والسودان 
موضحا :" إثيوبيا أرادت ألا تتراجع عن هذا الموقف، وتحاول الضغط على مصر ثم على السودان الذي تغير موقفه خلال الأسابيع الأخيرة ليقترب كثيرا من الموقف المصري كي يقدما المزيد من التنازلات لصالح إثيوبيا فيما يتعلق بنقاط الخلاف المتبقية ونسبتها 10% كما قيل بعد توقيع اتفاق واشنطن من ناحية مصر."
 
سبب الأزمة 
وتابع :"  وهذا الخلاف يدور حول الإلية التي سيتم بها تشغيل السد خلال الظروف الهيدرولوجية العادية، وليس خلال فترة شح المياه، وأيضا حول آلية التنسيق وتبادل المعلومات وفض النزاع في حالة حدث خلاف خلال التشغيل، فضلا عن إتمام الدراسات الخاصة  بسلامة جسم السد والآثار التي يمكن أن تحدث بالبيئة نتيجة تشغيله." 
 
الأمر يتوقف على واشنطن 
ورأى :" لا أظن أن تغييرا كبيرا سيحدث حتى إذا اجتمعوا، ولكن الأمر سيتوقف على  مدى الضغوط التي ستمارسها واشنطن باعتبارها الراعية مع البنك الدولي للاتفاق على إثيوبيا حتى تعود بنية أكثر انفتاحا  إلى المفاوضات." 
 
تاريخ مقدس 
وبدوره قال الكاتب والباحث السياسي عبد الشكور عبد الصمد :" قرار إثيوبيا بملء السد مبدئي، وقد أعلنت إثيوبيا أن هذا اليوم وهذا التاريخ  مقدس ولا يمكن أن يتغير بأي حال من الأحوال، لافتا :" السودان ومصر يعرفان  أن إثيوبيا عازمة على ملء السد في التاريخ الذي كانت ذكرته." 
 
هل ما تفعله إثيوبيا قانوني ؟ 
وشدد بول مرقص أستاذ القانون الدولي على أن الاتفاقيات الدولية ومبادئ القانون الدولي المتعلق بالأنهار ينص على أمكانية التشارك العادل والمنصف وعدم الأضرار بالآخرين على نحو يوزع هذه الثروة المائية بكيفية عادلة." 
 
 موضحا :" لذلك لا يجب أن يضر الاستخدام حقوق الآخرين المائية والنهرية، ورئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد، قال أن بلاده لا تريد إلحاق الأذى بالآخرين عبر سد النهضة ، هذا أمر مهم لكنه غير كاف، لان النتيجة لا يجب أن تضر الدول الأخرى التي تستفيد من هذه الأنهار، وليس فقط النية وراء ذلك، وهذا مكرس في القوانين الدولية."