كتب : د. مينا ملاك عازر

تعهد بعض اللاجئين السوريين في دول أوروبية بتقديم جزء من المساعدات التي يتلقونها من حكومات هذه الدول إلى أسر أسوء حالاً منهم بعد أن فقدت تلك الأسر معيلها أو مصدر دخلها، يقول رامان الذي يقيم في ألمانيا منذ أربع سنوات أن قبل الإغلاق العام، كان يعمل في نادٍ ليلي لكسب قوته، لكنن الآن يتلقى المساعدات مثل أي عاطل، كان يخطط لإرسال زكاة الفطر إلى إحدى الأسر الفقيرة في سوريا، وعلم صدفة من أحد نشطاء وسائل التواصل الاجتماعي بحال أسر وأطفال يعانون من الجوع بعد أن فقدت تلك الأسر منازلها ومعيلها ومصدر دخلها.
 
قرر التواصل مع واحدة من تلك الأسر لدفع قيمة الزكاة الموجبة عليه، لكنه بعد أن استمع إلى قصة المرأة وأطفالها الأربعة، قرر الاستمرار في دعم تلك العائلة التي تعيش في حالة يرثى لها، ريثما تعثر المرأة على عمل لها.
 
ويقول رامان أنه قرر هو وزوجته التخلي عن بعض المواد التي يستهلكها يومياً من أجل توفير مبلغ 50 يورو كل شهر من المساعدات التي يتلقاها، وإرسالها إلى تلك العائلة ، وقام بتغيير عقود هواتفه المحمولة إلى عقود أقل تكلفة، إلى جانب تخفيف كمية ونوعية المستهلكات الشخصية والمنزلية التي لن تُحدث فرقاً أو تأثيراً كبيراً على نمط حياته. 
 
تحية لهذا الإنسان ولأسرته الذين يشعرون بالبشر، ويا ليت الجميع يشعرون بالمحتاجين الذي داسوهم تحت أقدامهم ليحققوا ثرواتهم أو مكاسبهم السياسية ثم باعوا واشتروا فيهم.