كتب – محرر الأقباط متحدون أ. م
تساءل البعض لماذا لم يمت الكثير من الناس في اليابان جراء تفشي كوفيد-19؟ فبحسب بي بي سي، ليس لدى اليابان أدنى معدل للوفيات جراء فيروس كورونا المستجد، وكذا كوريا الجنوبية وتايوان وهونغ كونغ وفيتنام حققت أيضًا معدلات وفيات أقل.
 
وقالت الصحيفة، أنه في أثناء ذروة تفشي كورونا في ووهان في فبراير، عندما امتلأت المستشفيات وأقفل العالم أبوابه أمام المسافرين الصينيين، أبقت اليابان حدودها مفتوحة، على الرغم من أن اليابان ذات كثافة سكانية عالية بينهم عدد كبير من كبار السن، إذ يعيش في طوكيو الكبرى 37 مليون نسمة، وبالنسبة لمعظمهم فإن الطريقة الوحيدة للتنقل هي قطارات المدينة المزدحمة، بالإضافة إلى رفض اليابان الاستجابة إلى نصيحة منظمة الصحة العالمية بإجراء الاختبارات، وأجرت إجمالي الاختبارات 348 ألف فقط، أي ما يعادل نسبة 0.27 في المئة من سكان اليابان.
 
ومع ذلك، فبعد خمسة أشهر من الإبلاغ عن أول حالة لكوفيد في اليابان، كان هناك أقل من 20 ألف حالة مؤكدة وأقل من ألف حالة وفاة. وتم رفع حالة الطوارئ وعادت الحياة إلى طبيعتها بسرعة.
 
وهناك أيضا أدلة علمية متزايدة على أن اليابان احتوت حتى الآن بالفعل انتشار المرض
 
وقد أجرت شركة سوفتبنك Softbank العملاقة للاتصالات فحص الأجسام المضادة على 40 ألف موظف، فظهر أن نسبة 0.24 في المئة فقط تعرضوا للفيروس. وأظهر الفحص العشوائي لـ 8 آلاف شخص في طوكيو ومنطقتين أخريين مستويات تعرض أقل. ففي طوكيو جاءت نتيجة الاختبار لنسبة 0.1 في المئة فقط إيجابية.
 
ورجح البروفيسور في جامعة طوكيو تاتسوهيكو كوداما، الذي يدرس كيف يتفاعل المرضى اليابانيون مع الفيروس، أن اليابان ربما تكون قد أصيبت بكوفيد من قبل. ليس كوفيد-19، ولكن شيئا مماثلا ربما خلف وراءه "حصانة تاريخية".
 
ويشرح ذلك قائلا إنه عندما يدخل الفيروس جسم الإنسان، ينتج الجهاز المناعي أجساما مضادة تهاجم مسبب المرض الغازي، وهناك نوعان من الأجسام المضادة آي جي ام وآي جي جي IGM وIGG، ويمكن أن توضح طريقة استجابتهما ما إذا كان شخص ما قد تعرض للفيروس من قبل، أو لشيء مماثل، موضحًا أنه  "في العدوى الفيروسية الأولية (الجديدة) تأتي استجابة IGM أولا ثم تظهر استجابة IGG في وقت لاحق. ولكن في الحالات الثانوية (التعرض السابق) تحتوي الخلايا اللمفاوية بالفعل على ذاكرة، وبالتالي فإن استجابة IGG فقط تزداد بسرعة"
 
وأردف، بأنه بالنظر إلى الاختبارات شعرنا بالدهشة فقد جاءت استجابة IGG في جميع المرضى بسرعة، وكانت استجابة IGM متأخرة وضعيفة. بدا أنهم تعرضوا من قبل لفيروس مشابه جدًا، يعتقد أنه سارس، ولعل هذا ما فسر انخفاض معدل الوفيات في اليابان ومعظم الصين وكوريا الجنوبية.
 
وقال البروفيسور فوكودا، بأن الفارق في التجربة اليابانية هو أن الحكومة تطلب والناس تنصت، حيث أن اليابان اعتمدت على كسر سلسلة العدوى، واعتمدت على الجمهور في الامتثال للحكومة، فعلى الرغم من عدم إصدار الأمر للناس بالبقاء في المنزل، إلا أنهم فعلوا ذلك، وهذا النموذج لا يمكن تكراره بسهولة في البلدان الأخرى، بالإضافة إلى أن اليابانيين أقل الشعوب إصابة بالسمنة أو أمراض الشرايين والقلب